الموضوع: أكثر 7 اكاذيب مشهورة عن الرجال

من العجيب و الغريب إن من بدأ الموضوع هي أخت كريمة (وليس أخ) معنا في المنتدى والتي أظن والله أعلم انها قامت بإنشاء هذا الموضوع من باب المواضيع الطريفة ولم يكن المقصود به حسب ما وصل إليه إدراكي إنه من باب الهجوم على الرجل.

ثم عندما يقوم بعض الرجال بالفضفضة ببعض المواقف الطريفة من حياتهم الخاصة كنوع من أنواع الدفاع ضد الهجوم الذي هو في أصله كان من باب الدعابة من طرف صاحبة الموضوع...ينقلب الموضوع إلى ساحة حرب كل طرف يحاول أن يثبت بشتى الطرق والوسائل انه الطرف المظلوم والأحق بالتقدير وتهميش دور الطرف الأخر.

والأعجب أن الطرفان المتبارزان لم يفقها إلى هذه الساعة الوظيفة التي خلقا من أجلها ويضعان نفسهما في مقارنة غير مجدية وغير متوازنة لأن العلاقة بينهما علاقة "تكامل" وليست علاقة "تضاد". إذا تكامل الطرفان وأدى كل طرف وظيفته بحسن تقدير وتفهم من الطرف الأخر دون من أو أذى كانت العلاقة سوية وناجحة وأدركنا الغرض الحقيقي من خلقنا وأن الله تعالى قد جبل جميع العلاقات الإنسانية على الحاجة لا التفضل.

إذا إردنا أن نوضح علاقات التكامل مثلا:

هل الليل أفضل من النهار بل كل له وظيفته ودوره في عجلة و حركة الحياة وَمِنْ رَحمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .بالله عليكم أيهم أفضل أو أكرم أو أعظم أو أي صفة على وزن أفعل. في جسم الإنسان أكرم الخلق. العين أم اللسان الأنف أم الأذن اليدين أم القدمين أو في أعضاءك الداخلية قلبك أم معدتك الكبد أم الكليتين.

نأخذ مثلا السيارات بما أننا في منتدى سيارات :
المحرك أم الرادياتير? لم ظنت المرأة أو إستنقصت و قلصت دورها كونها رادياتير يقوم بتبريد المحرك و الحفاظ على درجة تشغيل مناسبة وأرادت أن تكون محركا هي الأخرى.هل أخواتي الكريمات الفضليات وجدن سيارة بها محركان ولا يوجد بها مبرد واحد????هل تعلمن السيارة الأسطورة بوجاتي فيرون بها كم رادياتير ليقوم بتبريدالمحرك .إبحثي على الإنترنت عن هذه الإجابة بنفسك وستندهشين من العدد.

حتى في الذرات الدقيقة هل يعقل إستنقاص الطرف السالب و تعظيم الطرف الموجب هل يعقل أن تكون الذرة ذات شحنتين موجبتين أو سالبتين. إذن إخواني و أخواتي هذه المقارنة باطلة من الأساس. فنحن نحاول تفضيل عاملين و عنصرين مكملين لبعضهما البعض و ليس متضادين. فلكل دوره ولكل وظيفته والخلل كل الخلل عندما لا يقوم كل عضو أو عنصر أو عامل بدوره الذي خلق له و جبل عليه للقيام به.

وإني لأتعجب إخواني و أخواتي فكل ميسر لما خلق له فعندما تنظر إلى عالم الأطفال البرئ قبل إغتياله وغزو وتلويث فكره وعقليته عبر شاشات التلفزيون وأنظمة التعليم المهلهلة...أنظر إلى الطفل في أول إدراكه تجده مندفع دفعا إلى مايتناسب مع طبيعة خلقته و حركته ودوره في الحياة فيما بعد فالولد إخواني الكرام تجدوه يحب اللعب الذي فيه حركة جسدية مثل الجري و القفز و اللعب الذي فيه قتال و دفاع عن النفس ولعبه فيه مسدسات و مدافع و أبطال أسطورية من نسج خياله...

أما الأنثى أكرمها الله منذ نعومة أظفارها لا يحلو لها إلا لعبة العروسة تهتم بها وبملابسها وعمل منزل خاص بها و الحرص على إطعامها وأحيانا تخيل إرضاعها مثل ما حدث مع إبنتي (كان عمرها عام واحد في هذا الوقت)...ثم تأتي لعبة المطبخ وخيال إعداد الطعام للأسرة والتعليقات المرحة "أنا تعبت من شغل البيت" و تجد الأنثى تضفي الحنان و المحبة بالبيت ويحضرني مواقف مع إبنتي ...كانت عادتها بنت ال4 سنوات تأتي إلى غرفتي بالصباح وتنام بجانبي في صمت تنتظر حتى أفيق ثم تدعوني للطعام الذي أعدته لي في مطبخها و تمشي معي حتى باب البيت ثم تقول لي "خدبالك من نفسك" وتستقبلني عند عودتي تساعدني في خلع ثيابي و حذائي و تأخذني الى الحمام لأغسل يدي وأذكر عندما أعود من عند صالون الحلاقة تجعلني أنزل على ركبتي حتى أكون في مستوى طولها ثم تمر بيدها الرقيقة على شعري و ذقني وتقول لي "كده بأه شكلك حلو" وقتلتني في يوم كنا نشاهد التلفاز سويا وبدون مقدمات أخذت كف يدي وأحتضنته و قبلته وقالت لي "بابا أنا بحبك" وسرت قشعريرة في جسدي و تمالكت دموعي بصعوبة...ما الذي دفعها لمثل هذه اللفتة الرقيقة وهي بنت 4 سنوات في ذلك الوقت...

إذن فالولد ينشغل وينفعل بما هو متناسب مع طبيعته وطبيعة دوره في الحياة فيما بعد من كد وعمل وسعي وقتال دفاعا عن النفس والعرض والمال والدين. والأنثى مشغولة بالتدريب الرباني المجبولة عليه لكي تكون أم و زوجة وبث المودة و الرحمة وتظن المرأة مخطئة أن أطفالها أولى بحبها و عطفها و حنانها أكثر من زوجها...أقول لك أختي الفاضلة إعلمي إن زوجك هو بكرة (أول) أولادك... وهو في إحتياجه و ظمأه للعاطفة و الحنان مثله مثل أولادك بل هو في وضع أصعب فلا يعيب الطفل البكاء و الإستجداء بالأم طلبا للحنان و المودة ولكن يكبر على الرجل إظهار ضعفه خاصة أمام أنثاه ولكن بداخله يتمنى أن تستشفه هي وتمتصه وتقوم بإعطاء شحنة مغذية و مسكنة يطيب لها القلب و تستكين وتنشرح بها النفس...

"هو أنا فاضيالك"

ولم ولن أتطرق إلى الحديث عن تكريم الأم بالنسبة للمرأة أو القوامة بالنسبة للرجل حتى لا يتسع الجدال إلى دائرة ليس كلنا يفهم معناها أو يقدر متطلبات هذا التشريف و التكريم للطرفين.



إذا لا داعي للتجريح وأن يظن طرف أنه أفضل من الأخر أو إنه يمن عليه لمجرد العيش معه وأن له دور فعال أكثر من الأخر وأن الحياة لا تستوي بدونه... فقط عندما تستوي علاقة التكامل تستقيم الحياة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا