الموضوع: الحليم أصبح حيران (والله إنها الفتنة)

يقول نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
(ستأتى فتن على امتى كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران فيصبح فيها الرجل مؤمنا و يمسى كافرا ويصبح الرجل كافرا ويمسى مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا)

والله إنني الآن حيران مما يحدث

لو لم أكن رأيت البلطجية في إتجاههم لميدان التحرير وهم يهتفون لمبارك لكنت إرتحت نفسياً
لكني رأيتهم وسجلت شهادتي في المنتدى في موضوع آخر

ولكن رأسي يكاد تنفجر

لماذا يحرق النظام نفسه بنفسه !!!!!!!!!!!!!

هل هذا ما نسميه أن كيدهم يرد في نحورهم
وهو ما حدث يوم الجمعة عندما أغلقوا الإتصالات والإنترنت فجعلوا الجمهورية تنزل عن بكرة أبيها بأيديهم في تظاهرة لم تحدث في تاريخ مصر من قبل جمعت عشرة ملايين مصري في مصر كلها

ما الذي يحدث

عندما كنا في المظاهرات حتى يوم الجمعة لم يكن هناك ما يحز في النفس والضمير

لكن الآن الضمير والعقل إحتار
النزول أصبح فيه نوع من الفتنة

هناك من يستخدم نزول الشباب للضغط بهم للحصول على مكاسب لنفسه

أحزاب المعارضة الحقيرة التي لم يكن يعرف الشعب المصري حتى إسمها أصدرت بيان في التحرير لقبول عرض النظام وكأنها هي اللتي قامت بالمظاهرة وهم أحقر من ذلك وأغلبهم لصوص

الرئيس مبارك يتعامل مع الأزمة من أولها بتكبر شديد
وكل خطوة تكون أسوأ بالتكبر والعناد

الحكومة تقال ثم يتم إعادة أكثر من نصف الوزراء وكأنهم يضحكون على الشعب ويحتقرونه

أنا لا يهمني هذا الأمر

كنت أتمنى أن يختفي من الوجود وزير البترول الذي باع الغاز لإسرائيل وعنما إعترض المصريون مدد الإتفاقية عشرين سنة
لم يختفي وظل وزير للبترول

القتلى الذين لم يحصى عددهم حتى الآن بداية من يوم الثلاثاء لدرجة أن بعض المستشفيات أصبحت ثلاجات الموتى فيها كاملة العدد مثل مستشفى الدمرداش على لسان طبيبة هناك
وفي النهاية لا يصدر رئيس البلاد كلمة أسف واحده عن دمائهم وكأنهم خراف

أخبار كاذبة والبعض يضع صور مستندات تدين الداخلية وتتحدث عما حدث يوم جمعة الغضب وأكتشف بنفسي أنها مزورة

ماذا يحدث

لم أعد أثق في أن المركب تسير في الإتجاه الذي دفعها فيه العشرة ملايين مواطن الذين نزلوا يوم جمعة الغضب

الدول الغربية تتحدث بكبر لتأمر القيادة المصرية بأفعال معينة وكأنهم يستفزوننا على الخروج عليهم

يارب ألهمنا الصواب

حاولت أن أجعل نفسي أحمق لأصدق أن جميع السجون تم إقتحامهما من عناصر خارجة على القانون لكن عقلي يرفض هذا التفسير الأحمق

بهذا الحال من الحيرة لن أنزل للمظاهرات بعد اليوم
وكانت آخر مظاهرة نزلت بها هي جمعة الغضب

ولكن الدماء الكثيرة تصدمني
نحن أمام عدد من القتلى في أسبوع أقل تقدير له هو 300 قتيل
والله إن قتيل واحد يجعلني أحزن وليس 300 قتيل

حادثة الخيانة يوم الأربعاء 2 فبراير في ميدان التحرير ستدعوا الكثير للنزول مجدداً
لكني لن أنزل

ليس الأمر هو ما يقوله البعض أن البلد ستتدمر
لا فالبلد لن تتدمر بإذن الله فالله تعالى يحفظها من كل سوء
ولكن
لم تعد الرؤية واضحة
لم يعد الطريق مستقيم

المتسلقون إستلموا الراية
والشباب أصبحوا جمالاً تركب من كل من يريد الركوب

حسبي الله ونعم الوكيل
فوضت أمري وأمر الجميع إلى الله

في النهاية أثق في أن الله تعالى لن يخذلنا بعد ما رأى من خالص نيتنا للتغيير
والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملنا

وهو رحيم بحالنا
فقد خرجنا يوم الجمعة جمعة الغضب بالملايين نصلي في الشوارع ونقول يارب غير حالنا إلى الأفضل في الدين والدنيا
وأنا أثق في الله تعالى انه لن يردنا خائبين
وعلينا أن نصبر

ولكني لن أنزل للمظاهرات مرة أخرى
فلن أتحرك إستجابة لدعوة لا أقتنع بها مئة بالمئة

وأرى فتنة تطل بوجهها
والأمن والسلامة في وقت الفتنة أن يلزم الرجل بيته
لذلك سألزم بيتي

إلتزاماً بقول نبي الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا -وشبك بين أصابعه- قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة

سألزم بيتي يا رسول الله ولن أخرج حتى تولي الفتنة أدبارها
وحتى يظهر الله تعالى نور الحق ويضع الملك في يد من يحب

والله إنها فتنة تجعل الحليم حيران