السلام عليكم...
ا.كريم ...

لك مني التحية على صبرك وجلدك في متابعة ما يجري بالمنتدى ودعواتك المستمرة للنقاش الهادئ وتهدئة النزعة القتالية ....

هذه أول مشاركة لي بالرأي في المنتدى منذ اندلاع ثورة 25 يناير .... بناء على رغبتي في الإحتفاظ برأي لنفسي عسى ان يسبب لي هجوما انا في غنى عنه من احد الأخوة المخالفين لي في الرأي....

أولا .... أنا لم اشارك في أي مظاهرة أو مسيرة حربية أو سلمية .... لا في التحرير ولا في أي ميادين مصر المحروسة .... نعم انا من الناس الذين اتهمهم البعض بالجبن والتخاذل ومراقبة ما يجري من أمام الشاشات ..... وبالنسبة لي أقصى ما قمت به هو الدعاء للثائرين ومحاولة تهدئة روع ابي وأمي واخواتي وزوجتي .... وحراسة بيتي مع الكثير غيري في الشارع امام المنزل احاول ان ادخل الى نفسي الطمأنينية بقضيب حديدي لا يسمن ولا يغني من قتل او اعتداء .... وكذلك استمريت في القيام بعملي كطبيب في عملي الخاص وانا اسمع دوي الانفجارات و ارى - الصيع والجاهلين - يملأون زجاجات الملوتوف في مدخل العقار الكائن به عملي ويلقونها على الناس بلا رادع أو أذن تسمع...

ثانيا .... الثورة ... تبدأ فجأة بلا مقدمات وتختفي فجأة بلا مقدمات كذلك ... ولذلك سميت ثورة .... كلما استمرت كلما خبا صوتها وصارت بلا هدف ولا معنى ... لا اعرف لماذا لا يريد الناس المؤيدين للبقاء في الميادين ان يتفهموا تلك الحقيقة .... هل هو التعصب للفكرة ... هل يخشون ان يقال عنهم انهم باعوا ضمائرهم .... حتى الآن لا أعي ما المطلوب منا تحديدا كشعب .... أما آن الأوان لنلملم اوراقنا ونرتبها ونحسب ما حصلنا عليه من المكاسب الواقعية الملموسة .... أما آن الأوان لنبدأ في التغيير الذي نادينا به .... هل كرامتنا كمصريين ستحقق في البقاء في ميدان التحرير .... ام بالعمل الأمين .... هل نحن فعليا في حرب؟؟؟ ... ام ما يحدث هو مجرد عن التعبير عن رأينا بصوت عال ....

هل البقاء في الميدان واستمرار المظاهرات هو ما سيؤدي الى بناء البلد من جديد .... هل رحيل مبارك أو غيره سيمنع الموظف من الرشوة .... هل رحيل مبارك سيمنعني كمواطن من البحث عن واسطة للحصول على ما استحقه او ما لا استحقه .... أدرك جيدا أن مبارك رمز للفساد .... ولكنه كان سينهار ان عاجلا أم آجلا ... بثورة أو بدون ثورة .... فما فعلته الثورة هو التعجيل بسقوط نظامه .... النظام الهش الذي انكشفت عواراته اما الشعب قبل العالم ....

وبالمناسبة ... كل من يقتل في الحرب او غيرها هو قتيل .... أما شرف الشهادة فلا يمنحه إلا الخالق سبحانه وتعالى .... فمن يدري أي منقلب سينقلب .... الروح غاليه .... وقبل ان يضحي الانسان بروحه لابد ان يدرك جيدا وجهتها ... فهي لا تعود...


حقيقة صرت لا أعرف من الخطأ ومن المصيب ..... عسى الله ان يصلح احوالنا ويولي أمرنا من يصلح....

قال تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا, الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا }