الرجل الحديدي عمر سليمان .. جنرال المهام الصعبة !!
تولى عمر محمود سليمان 75 عاما منصب نائب رئيس الجمهورية في 29 يناير/ كانون ثاني الماضي بعد الاحتجاجات الشبابية التي شهدها الشارع المصري للمطالبة بتنحي الرئيس مبارك عن منصبه .
حياته العسكرية
عمر محمود سليمان ذلك الرجل الغامض الذي كان يقود أهم جهاز أمني في مصر والشرق الأوسط "المخابرات العامة المصرية"، ولد في يوليو/ تموز عام 1936 بمحافظة قنا بصعيد مصر ، التحق بالكلية الحربية في عام 1954، و تخرج في 1958.
التحق سليمان بالجيش المصري و شارك في حربيّ عام 1967، وحرب أكتوبر 1973، حيث عمل كضابط اتصال بين الجبهتين المصرية والسورية وكان له دور كبير في تنسيق عملية الاتصال بين الجبهتين و التحركات العسكرية للجيشين المصري و السوري .
حصل سليمان على بكلوريوس العلوم العسكرية كما حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة و تلقى تدريب عسكري بمؤسسة "فيرونز" السوفيتية .
تدرج الرجل الذي وصفته العديد من الأكاديميات العسكرية بـ"رجل النظام الحديدي" في الجيش المصري حتى أصبح رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة ثم رئيس لجهاز "المخابرات الحربية" ثم عين رئيس لجهاز "المخابرات العامة" في عام 1993.
سلك السياسة
حاز الرجل على ثقة رأس النظام المصري المتمثل في الرئيس مبارك بعد الدور الذي لعبه في إنقاذ حياة الأخير من محاولة اغتيال محققة في أديس أبابا عام 1995، حيث أصبح المبعوث الشخصي للرئيس مبارك .
رشَحته العديد من الأوساط الدبلوماسية لمنصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس مبارك ، كما كان اسمه يتداول بشكل كبير عند الحديث عن تعيين نائب لرئيس الجمهورية .
و قد تناولت العديد من الوثائق المسربة على موقع "ويكيليكس" اسم عمر سليمان بوصفه الرئيس الانتقالي المحتمل في حال "تنحى مبارك" لأي سبب من الأسباب.
و تضمنت الوثائق : "إن إسهامات سليمان في عمله بإخلاص في مجال الأمن القومي المصري واضحة ، كما أن إخلاصه للرئيس المصري كبير جداً و يعتبر من الرموز التي يستطيع مبارك أن يعتمد عليها إلى حد كبير".
و تتجلى ثقة مبارك بسليمان في تلك الأدوار التي أسنَدها الاول له حيث يلعب سليمان دور الوسيط في مختلف الحوارات بين القاهرة و واشنطن كما يحظى الرجل باحترام كبير بالأوساط الاستخباراتية الغربية والعربية.
كما يلعب سليمان دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية في إنجاز عملية المصالحة كما تولى مؤخراً مسؤولية ملف "حوض النيل" خصوصاً بعد الأزمة في العلاقات مع دول الحوض التي قررت إعادة صياغة اتفاقية تقاسم مياه النيل .
و يتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم ، وكذلك له علاقات قوية مع الدول العربية ، ويحظى بقبول عند رموز الحكم في الدول العربية.
أسرار شخصية
لا تتوافر معلومات عن حياته الشخصية إلا انه متزوج و لديه 3 بنات ليس لهم أي دور في الحياة العامة و يصعب توفر صورة لسليمان و هو يبتسم حيث أنه حافظ على طابع الجدية الذي عُرف عن رجال المخابرات العامة المصرية رغم الأدوار السياسية التي يلعبها.
و في تحقيق يعد الأول من نوعه اجرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية من خلال الحوار حول شخصية "الرجل الحديدي" أو "الرجل الغامض" مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين و الغربيين الذي التقوا به ، اكدت الصحيفة ان سليمان داخل الغرف المغلقة يختلف عن الصور التي يراها المشاهد العادي على شاشات التلفاز او الصحف المقروءة .
و قالت الصحيفة العبرية : "إن سليمان داخل الغرف يلتزم بالصمت كثيرا إلا انه عندما يتحدث يجبر الجميع على الإنصات وعدم مقاطعته"، مشيرة الى ان هذا الرجل يعرف دائما الهدف الذي يسعى إليه ويذهب إليه من أقصر الطرق .
و أوضحت "هاآرتس" أن سليمان لا يقدم أي تنازلات و هو ما يجعل من التفاوض معه أمرا صعبا كما أنه يتسم بطابع غير ثوري و غير عنيف إلا انه يفرض رأيه دائما على الجميع .
و نقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين أجروا زيارات الى سليمان بمكتبه قولهم : "ان مكتب سليمان يشبه كثيرا طابعه العسكري كما يظهر عليه مظاهر الفخامة التي تنعكس أيضا على شخصيته"، مشيرة الى ان القهوة و الشاي يتم إحضارهم لسليمان دون أن يطلبهم و كأن ذلك بديهيات على من حوله أن يدركوها و يؤدونها كما يريد هو .
لا يشرب كحوليات
و أضاف المسؤولين : "كما يُلاحظ أن سليمان شخص متدين ويظهر ذلك في التزامه بأداء الطقوس الدينية و في مكتبه الذي تنتشر فيه الكثير من المظاهر الدينية كصور للكعبة المشرفة أو مصاحف قرآنية و غيرها"، مشيرين الى ان سليمان لا يشرب الكحوليات وان كان يدخن السجائر .
المفضلات