ممكن من فضلكم اوضح نقطة... بالرغم اني بحاول تفادي الدخول في جدال عقيم طالما ان المادة لم يتم طرحها للاستفتاء بعد...
لكن في رأيي, مع احترامي للجميع ان أغلب المؤيدين أو الرافضين للمادة مش مستوعبين هما بيأيدوا ليه أو بيرفضوا ليه, و اكاد ان اقول ان معظمهم تحركه العاطفة فقط لتأييد أو معارضة المادة...
أغلب الناس اللي بتأيد, اخدين الموضوع بحساسية, و كأن الاسلام في مصر متوقف علي مادة لم تكن موجودة في الدستور قبل السادات, و لم يعمل بها اساساً منذ اضافتها... (ده طبعاً ما يمنعش ان في ناس عارفة هي بتأيد وجودها ليه, و ده هشرحه لاحقاً)
و أغلب الناس المعارضين لها, شايفين انها ظلم للاقليات و خاصة للمسيحيين, و عايزين مساواة بين افراد المجتمع و الكلام الكبير ده, و كأن المسيحيين و غير المسلمين سيتم ذبحهم في الشوارع في وجود المادة الثانية...
و لكن يا سادة يا أفاضل, مشكلة المادة الثانية من الدستور ليست مشكلة مسيحيين او الاقليات, المسألة هي أكبر من ذلك... و لكن بسبب انها كانت مادة غير معمول بها و معطلة منذ اضافتها, فأغلبنا لا يعرف ما هي النتائج المترتبة علي وجودها او حذفها او تعديلها في العهد الجديد...
المسألة مع المادة الثانية من الدستور هي أكبر من بادج يوضع علي صدر الدستور, فهي مسألة تخص بشكل اساسي نظام الحكم الذي سيعم البلاد... هي مسألة اختيار ما بين دولة دينية أو دولة مدنية...
دولة دينية: يعني يكون في مرشد أعلي او هيئة دينية عليا, سلطاتها تعلو سلطات المجالس التشريعية و رئيس الجمهورية, و من حقها الغاء اي قانون او قرار اذا ما رأت انه يخالف الشريعة الاسلامية ( راجع برنامج الاخوان المسلمين)
دولة مدنية: هو ان الفرد مصدر السلطات, و هو من يصدر القوانين بدون وصاية من أي مؤسسة, و هذا لا يمنع تطبيق الشريعة (هل تتخيل مثلاً ان مجلس الشعب المنتخب بشفافية, سيقر قانون مثلاً يبيح الخمور او زواج المثليين أو يمنع التعدد الشرعي للزوجات او اي قانون يخالف الشرع ؟؟)
اما الحالة الثالثة, و هي دولة الرقص علي السلالم... و هي الحالة التي كنا عليها قبل الثورة, فالدستور كان يحدد دولتنا بانها اسلامية علمانية مدنية اشتراكية رأسمالية ديمقراطية ديكتاتورية... و كان نظام الحكم يعطل ما يشاء من مواد وقتما شاء... و لكن الوضع اختلف الأن (أو هكذا نتمني) و سيكون لكل مادة في الدستور لها معني و مغزي و لا يجب أن تعطل كما كان يحدث سابقاً...
للتوضيح: لم اكتب المشاركة لكي أفضل نظام علي نظام.... و لكن لتوضيح وجهة نظر بالنسبة لكيفية الاختيار ما بين بقاء المادة أو تعديلها أو حذفها....
.
المفضلات