رقم العضوية : 3144
تاريخ التسجيل : 12Nov2007
المشاركات : 2,126
النوع : ذكر
الاقامة : القاهرة
السيارة: Citroën Xsara II
السيارة[2]: PEUGEOT 308
دراجة بخارية: لا يوجد
الحالة :
ذهبت في الثامنة والنصف صباحا أملا في أن أدلي بصوتي وأنصرف قبل الزحام، لكني فوجئت بطابور بطول أكثر من كيلومتر يقف أمام مقر اللجنة. أخذت دوري مستاء. ولم ينقذني سوى اتصال هاتفي أخبرني بأن ثمة لجنة أخرى في نفس الحي الزحام عليها أقل. أسرعت إلى المكان الذي دلوني عليه فوجدت المشهد مكررا. سلمت أمري إلى الله ووقفت أنتظر دوري.
بعد دقائق لاحظ واحد أن الشرطة لا وجود لها. وقعت عيناي على سيدة عجوز تحاول جاهدة الصعود فوق الرصيف للاصطفاف مع الواقفين، فقال واحد إن المنظمين كان ينبغي عليهم أن يخصصوا طابورا لكبار السن. تململ صبي كان واقفا مع أبيه، وقال له بصوت مرتفع إنه تعب من الوقفة ويريد أن يرجع إلى البيت. فرد الأب قائلا إنك أنت الذي طلبت الخروج معي فتحمَّل، ثم أضاف: اعتبره طابور المدرسة واصبر. رد الصبي المناكف قائلا: إن طابور المدرسة ليس بهذا الطول. التفت الأب ناحيتي وقال إنه أخبر أسرته بأنه سيشارك لأول مرة في حياته في استفتاء تجريه الحكومة، فتعلق ابنه برقبته وألح على أن يذهب معه لكي يشاهد معه التجربة العجيبة. سكت الأب لحظة ثم قال إنه شجع الابن على القدوم ليرى بعيني رأسه وهو في السابعة من العمر ما حرم هو منه طوال عمره الذي يتجاوز 40 عاما.
لم أقل له إنني منذ نصف قرن لم أدلِ بصوتي في أي استفتاءات أو انتخابات عامة، ولم أصوت إلا في انتخابات نقابة الصحفيين والنادي الذي أشارك فيه.
تدخل شخص ثالث وقال إنه بدوره لم يصوت في أي مناسبة، ثم استطرد قائلا إنه في عهد مبارك كان يترك صوته عهدة لدى الحكومة ويستريح في بيته طوال يوم الانتخابات، ولم يكن يشغل باله بالإجابة على السؤال نعم أو لا، ولكنه هذه المرة ظل يتجادل طوال أسبوع هو وأبوه وزوجته وشقيقها. بعدما انقسموا فريقين أحدهما يؤيد التعديلات والثاني يرفضها. وحين حل يوم الاستفتاء أيقظته زوجته في السابعة صباحا لكي يصحبها إلى لجنة التصويت. ثم أردف قائلا إن ما يحيره أن زوجته لم تهتم في حياتها بالسياسة، وكانت الكلمات المتقاطعة هي الشيء الوحيد الذي تطالعه في الصحف، أما شقيقها فلم يكن يعرف شيئا في الدنيا سوى مباريات كرة القدم، ولا يتحمس لشيء إلا لنادي الزمالك.
طالت وقفتنا وطال الطابور، وبدأ المنظر مدهشا، الأعداد الغفيرة من البشر التي زحفت على مقار اللجان منذ الصباح الباكر. وقد توزعت على مختلف الأعمار ومختلف طبقات المجتمع. وذلك الحماس الجارف للتصويت، والجدل الذي لم يتوقف في مختلف الأوساط حول التعديلات والمستقبل. وغير ذلك من القرائن التي تشهد بالميلاد الجديد للشعب المصري الذي أدركت جماهيره أنها استردت وطنها من غاصبيه واستردت وعيها الذي كان مغيبا، ومن ثم أصبح الجميع في قلب السياسة وأصحاب رأي فيها.
خلال الساعتين والنصف التي قضيتها منتظرا دوري في التصويت، كان السؤال الذي ظل يلح علي هو: هل من الممكن أن يخدع هؤلاء في الانتخابات المقبلة؟ ــ كانت في ذهني التصريحات والكتابات التي ما برحت تعبر عن القلق من إجراء الانتخابات التشريعية، محتجة بأن الساحة ليس فيها الآن سوى الإخوان المسلمين وفلول النظام السابق.
واستوقفني في ذلك الخطاب تجاهل هؤلاء لحقيقة الوعي والميلاد الجديدين اللذين طرآ على المجتمع المصري. واستغربت شكهم في أن الناس يمكن أن تنساق وهي مغمضة الأعين وراء شعارات الإخوان أو إغراءات تلك الفلول المدعومة من بعض رجال الأعمال القادرين على شراء الأصوات ببعض الملايين التي نهبوها.
ذلك أن بين أيدينا ما لا حصر له من القرائن والشواهد الدالة على أن الذين يطرحون مثل هذه السيناريوهات إما أنهم لا يثقون في وعي الناس الذي بات مختلفا على كل ما سبق، أو أنهم يدركون ذلك جيدا، لكنهم يروجون لهاتين الفزاعتين لتخويف الناس وحثهم على المطالبة بعدم إجراء الانتخابات في موعدها المفترض (شهر يونيو القادم).
لقد كان نظام مبارك في السابق يخدع الناس من خلال تسويق فزاعة الإخوان. وشاءت المقادير أن يستمر ذات النهج في ظل النظام الجديد بعد إضافة الفلول كفزاعة أخرى، والقاسم المشترك بين العهدين هو أن الخطاب ينطلق فيها من فكرة عدم الثقة بوعي الجماهير وتقديرها.
ومن المفارقات أن نظام مبارك كان يروج لفزاعة الإخوان في غش المجتمع، في حين قام نفر من المثقفين بمحاولة الغش ذاتها مستخدمين في ذلك فزاعتين وليس واحدة.
فرق كبير جدا بين انك تكون شعب متحضر
أو تكون شعب "مدعي حضارة"
رقم العضوية : 24428
تاريخ التسجيل : 07Nov2008
المشاركات : 552
النوع : انثى
الاقامة : cairo
السيارة: ربنا يسهل
السيارة[2]: kia new cerato sx 2009
الحالة :
نفس اللي قلته للكل امبارح ....الشعب اللي اخيرا استرد بلده ..لا يمكن حيسمح لحد يخدها منه تاني
وان لو لسه في ناس مش عارفه تعمل ايه دلوقتي ..شويه شويه حتعرف وحتفهم كل حاجه
امبارح ست _ مرات بواب) كانت واقفه قدامي ومش عارفه تصوت بايه وكانت بتسالني حتقولي ايه وانا اقول زيك....قلتلها طب لما انتي محتاره كده جيتي ليه....قالتلي جيت علشان مصر دي اول مره انتخب
فرحت بيها جدا وقلت دلوقتي مش عارفه بس بكره حتحاول تفهم وتقول رايها من دماغها
المفضلات