الموضوع: شارك بكل صراحه تفضلها دوله ليبراليه علمانيه ام دينيه مدنيه

الأخ العزيز / أحمد
اسمح لي بأن أتناقش معك .. وأن أرد على ملاحظاتك التي أوردتها ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedbatoos

استاذي الكريم

اولا . . انا اتعجب بشدة من تعليقك . . .

لا تعجب .. فإذا وضح السبب بطل العجب ..

ولكن

1-الدولة الاسلامية ليست بأي حال من الأحوال الدولة اليبرالية . . ولا يتطابقان ابدا ولا حتي من بعيد . . وتسمية الدولة الاسلامية بانها دولة ليبرالية فلأولي ان تترجم الأسم قبل ان تستخدمة كما هو بلانجليزية . . ثانيا القول بهذا هو من باب التدليس مثل من يقول ان الدولة المدنية - التي يقصدها الكتاب الصحفين هي الاسلام مثلا -

أولاً : أنت تلومني على المعنى المجرد للكلمة .. أم تلومني على أن الدولة المدنية التي يقصدها الصحفيون (أي المعنى النسبي ) هي ما أقصد ..
ولا أرى وجهاً لمعارضتك ههنا أهي على النحو المجرد للكلمة أم على النحو النسبي أم على كليهما معاً ..
كلمة ليبرالية .. Liberalism مصدرها الأساس هي كلمة liberty أي التحرير .. والإسلام هو دين التحرير .. لقد جا الإسلام في الأساس لتحرير البشرية من أغلال الجاهلية والظلامية والقبلية .. إلى نور الحق واليقين والمعرفة ..
فالله سبحانه وتعالى يقول : " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم "
وفي غير موضع : "يخرجهم من الظلمات إلى النور "
كل هذه معاني للحرية .. تحرير العقل البشري من ظلامية التقليد الأعمى : " قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين " ..
تحرير الفكر البشري من انعدام التفكير والانقياد وراء الآخرين .. "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " أليس هذا قول فرعون المذموم ..
تحرير الإنسان البشري من ظلامية عدم إعمال العقل والتدبر في آيات الله .. "أفلا يبصرون ، أفلا يتفكرون ، أفلا يعقلون "
"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .. فاعترفوا بذنوبهم " الذنب هنا ذنب عدم السمع وعدم العقل .. أليس كذلك ..

إذن الدولة القائمة على احترام العقل .. وتحريره من ظلامية الجهل .. هي أولى مرتكزات الدولة الليبرالية ..

ثاني مرتكزات الدولة الليبرالية هو تحرير الإنسان من الجمود والانكفاء على الذات .. وإقرار حق الاختيار للبشر أجمعين .
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة " " لكم دينكم ولي دين "

وثالث هذه المرتكزات هو أن الاختلاف لا يعني الانقسام أو العداء .. طالما ظل الخلاف في إطار سلمي .. بل إن الخلاف قد يكون مجالاً لإثراء الحياة .. والتعايش قد يكون السبيل لنشر الإسلام ..
"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " " وجادلهم بالتي هي أحسن " " ولقد كرمنا بني آدم "

إذن الدولة الليبرالية هي دولة حرية.. هي دولة يحيا فيها البشر متحررين من قيود التقليد الأعمى ، والجهل ، والتعصب ، والظلامية ، والاجتراء على حقوق الله وحقوق الإنسان.

أما مفهوم الصحفيين التي أشرت إليهم فلا أعرفه .. ولا أفهم مدلوله .. فإن كنت تقصد دولة التحرر من القيم والمبادئ والأديان والأخلاق .. فهذه ليست ليبرالية إنما هي شذوذ .. فلا توجد دولة في العالم لا تقوم على أساس أخلاقي ما .. والأساس الأخلاقي لدينا هو ديننا بكامله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .. وليس معنى أن دولة ليبرالية ارتضت لنفسها قيماً وأخلاقاً مختلفة عنا .. أن نرتضي هذه القيم والأخلاق لنا .. الليبرالية واحدة .. لكن الأخلاق والقيم تختلف من مجتمع لآخر ..

الليبرالية هي الحرية والعدالة والأخلاق .

2-لا يوجد شئ اسمة الدولة المدنية . . . الا وان كنت تقصد اننا نعيش في خيام . . او كهوف او اي شئ سوي المدن تسمي دولة غير حضارية حديثة او غير مدنية اما مفهوم دولة مدنية الذي يقصدة حضرتك وبعض الكتاب ليس لة تأصيل علمي وليس حقيقي وبلا معني

أين الدليل على قولك بعدم وجود التأصيل العلمي .. ولكن دعنا نتناقش ..
المفهوم أن كلمة المدنية تعود إلى كلمة "مدينة" أليس كذلك ؟؟
قال الله تعالى : "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" اي مكة والطائف .. وتتبع أخي الكريم كلمة قرية في القرآن وانظر في تفاسيرها ..
فستجد أنه قلما ذكرت القرية بمعنى إيجابي .. بل هي قرية ظالمة .. قرية جاهلة .. قرية يسود فيها الاستعباد والظلم ..

والإسلام هو أول من سمى مجتمع المدينة المنورة بالمدينة .. وبمقارنة أوضاع المسلمين بمكة وأوضاعهم بالمدينة تتضح عدة أمور .. لعل أهمها على الإطلاق ..
أن المسلمين في مكة كانوا أقلية ، وعانوا من اضطهاد الأكثرية لهم وظلمهم إياهم .. فآلى المسلمون على أنفسهم أن تكون دولتهم دولة لا تظلم ولا تضطهد من يختلف معها وإن كانوا أقلية ..
ودولة المدينة دولة مؤسسات .. " وأمرهم شورى بينهم" وقد قامت في الأساس على نبذ التعصب والظلم الذي كان هو السمة الرئيسة لدولة القرية المنتشرة في الجزيرة العربية ..

ولعلك تعلم .. أن دولة المدينة كانت الدولة الأولى غير القبلية في تاريخ الجزيرة .. إذ كانت المساواة بين الأوس والخزرج وتسميتهم بالأنصار .. ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار .. ثم العهود مع اليهود وغيرهم من سكان المدينة .. حتى صارت المواطنة والانتماء لدولة الإسلام هي الأساس بغض النظر عن القبيلة أو النعرات العنصرية والطائفية ..

هذا هو مفهوم المدنية التي دلت عليها دولة الرسول صلى الله عليه وسلم "المدينة المنورة " وهذا هو ما أقصده .. وإذا كانت الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها كما في الحديث الشريف .. فما بالك وهذا التاريخ هو ديني ، أننكر ديني وممارسات ديني ، وتاريخ نبيي الكريم .. من أجل ألا أستخدم كلمة أخذوها مني .. لقد سماها الله بالمدينة ، وكان السلوك فيها سلوك المدينة .. هل يعقل أن أترك اللفظ ومعناه .. وأن أقع ضحية تفسيرات وتأويلات خاطئة يرددها البعض .. دولة الإسلام ولدت وظلت وستظل دولة مدنية .. تحترم حقوق الإنسان ، ويتعايش فيها الناس من كل طائفة ونوع في سلام ووئام .. " إن أكرمكم عند الله اتقاكم " " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى " " والتقوى محلها القلب " ..
3-اليبرالية تقصي اطراف . . وتقصي افكار . . . العالمنية اليبرالية دين قائم بذاتة فلها ثوابت مقدسة وهي فكرة الحرية سواء التامة او غير التامة . . مثل الدين يقوم علي افكار مقدسة



4-لا يوجد شئ اسمة دولة مدنية تعني دولة مؤسسات لا افراد !! من اين حضرتك اتيت بذلك . .
وعموما دولة الاسلام دولة دستورها لا يخرج عن الشريعة والسيادة فيها للشعب والدستور الجميع تحتة حاكم ومحكومين اما الحديث عن الحكم بأسم الرب فهذا يتم توجية للنصاري وليس للمسلمين او ربما للشيعة الرافضة

الرد على الجز الأول ذكرته فوق .. والجزء الثاني هو مفهوم كلامي في مداخلتي السابقة ولا أرى تعارضاً .. أما الحكم باسم الرب فلم أذكره في كلامي أصلاً ..

5- لا يوجد كافر اخو للمسلم . . فلمسلم اخوة بلدين . . اما الكافر اي كان دينة او معتقدة هو اخ بلانسانية واخ بلبلد فقط . . اما الأخوة الدينية ورابط المسلمين بعضهم ببعض هو الدين وهو اسمي ما في حياة المسلم

فمثلا يأتي الاسلام علي مرتبة كل شئ ومن خلفة تأتي مصر . . وهذا مثال . . .

أنا لم أقل هذا الكلام الذي ذكرته حتى تحاسبني عليه .. وعموماً أنا لا أعارض قرآناً يقول " إنما المؤمنون إخوة " ولا حديثاً يقول " المسلم أخو المسلم " ..
وأقف عند علاقاتي بالآخر ممن اختلف عني عند قول الله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"

لو حضرتك حبيت تتناقش عشان نفيد بعض في المواضيع دية ممكن حضرتك تفتح موضوع جديد ونتناقش :)

شكراً لك أخي الكريم على إتاحة الفرصة للنقاش .. واذكر فقط أنني لم أتوقف عند اتهامك لي بالتدليس .. ولا نبرتك الهجومية على كلامي .. ولا ذكر ما لم أذكره ..
عسى الله أن ينفع بنا جميعاً
تقبل خالص مودتي