رقم العضوية : 3144
تاريخ التسجيل : 12Nov2007
المشاركات : 2,126
النوع : ذكر
الاقامة : القاهرة
السيارة: Citroën Xsara II
السيارة[2]: PEUGEOT 308
دراجة بخارية: لا يوجد
الحالة :
فراج إسماعيل | 15-05-2011 01:44الفوضى الأمنية في مصر لخصتها صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في جملة واحدة"الهلع الليبرالي والعلماني من وصول الإسلاميين إلى الحكم".في كل مرة تحدث فتنة طائفية أو هجمات من البلطجية أو مظاهرات واعتصامات، يخرجالإعلام العلماني والليبرالي عالي الصوت والذي يستفرد وحده بالساحة، ليطالب المجلسالعسكري بتأجيل الانتخابات واستمراره في الحكم حتى تستعد الأحزاب ويسترد الشارعالأمن.تضيف الواشنطن بوست: إن إعلان الإخوانجي عبدالمنعم أبو الفتوح ترشحه للرئاسة أضاف"مغص" آخر في بطن العلمانيين واليساريين، وليس مستبعدا أن يلجأوا للتدخل الأمريكيمن أجل الضغط على المجلس العسكري ليمنع ذلك ويستمر في الحكم إلى أن يصاغ دستور جديديفصل على مقاس يلائم تلك القوى ويحظر على الإسلاميين الدخول إلى حلبة المنافسةالانتخابية حتى لو أعلنوا انسحابهم من تلك التيارات أو ترشيح أنفسهم مستقلين علىنمط أبو الفتوح.ما نشهده على الساحة ورغم إعلان المجلس العسكري عن قرب نفاد صبره ونيته للتدخل بكلامكانياته في مواجهة الفئات الضالة، يجعلني في حالة من التشاؤم لم أصل إليها من قبلحتى في عهد مبارك وصعود أسهم التوريث.إنني استعيد حالة الجزائر بعد فوز الجبهة الإسلامية للانقاذ بـ188 مقعدا من 228مقعدا في الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب في شهر ديسمبر 1992 خلال الجولة الأولىوفوز الحزب الحاكم "جبهة التحرير" بـ16 مقعدا فقط.في هذا الوقت قاد العلمانيون والليبراليون والحزب الحاكم مظاهرات أدت إلى تدخلالجيش لالغاء الجولة الثانية ونتيجة الانتخابات كلية، وقام باعتقال قادة وأعضاءجبهة الانقاذ، لتتوقف العملية الديمقراطية والانتخابات التعددية التي كانت قدفرضتها انتفاضة شعبية قبل ذلك بعامين، وليتحول الآلاف من الإسلاميين إلى العملالسري تحت الأرض، وتدخل الجزائر في نفق مظلم قضى على كل شيء وأودى بحياة 200 ألفشخص.نجد من الضروري أن نطالب العلمانيين والليبراليين واليساريين بالاستفادة منالتاريخ. ليس من ذلك المثال فقط، بل من التاريخ المصري والعربي المحيط، فقد تسببالكبت والسجون والمطاردة التي واجهتها التيارات الإسلامية إلى تأسيس جماعات تنتهجالعنف، وتصل بالمجتمع الدولي إلى 11 سبتمبر 2001 ثم الإحتلال الأمريكي لأفغانستانوالعراق.الأنظمة العربية السياسية وخصوصا مصر كانت مناخا صانعا للعنف والانتقام، وذلك ماتوصلت إليه العواصم الأوروبية والولايات المتحدة، ما جعلها تؤيد الثورة المصريةوتلح على خروج النظام السابق. ولا ترى حتى الآن أي مانع في المضي بالعمليةالانتخابية إلى نهايتها رغم الضغوط المتوالية التي يمارسها العلمانيون والليبراليونواليساريون في القاهرة.نجيب ساويرس مثلا يقول للواشنطن بوست: ستكون انتخابات غير عادلة، فكيف ندخل فيمنافسة مع الإخوان ووراءهم 80 سنة من الممارسة والتنظيم، فيما غيرهم لم يأخذ وقتهللاستعداد. إن ديكتاتورية الإخوان ستصبح بديلا لديكتاتورية نظام مبارك؟!..ويقول عمرو موسى: لابد أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل البرلمان، حتى يكون للرئيسدور وكلمة في الدستور الجديد. أي أن يتدخل في صياغته ويفرض مقاسات معينة.الإخوان قضوا معظم السنوات الستين الماضية في السجون، فكيف هم أكثر تنظيماواستعدادا من الطلقاء كالعلمانيين والليبراليين الذين كان الحكم السابق يمنح لهمجزءا من الكعكة - حتى لو كان هشا - في المشاركة البرلمانية والسياسية مقابل تجميلالديكور..!الإعلام الأوروبي والأمريكي أكثر ذكاء وحصافة، فهو ينبه حكومات بلاده من مغبةالانجرار لرغبات العلمانيين والليبراليين واليساريين المصريين لتعطيل الانتخاباتوفرض الحكم العسكري.يحذر كتابه ومحللوه من أي حالة إنسداد جديدة يتعرض لها الإسلاميون أو المتدينون،فمصر نفسها واجهت أسوأ تاريخها مع العنف في الثمانينيات والتسعينيات. ومن المنظورأن يعود ذلك مجددا.مصر الآن غير مهيأة لأي إنسداد من ذلك النوع. فالفتنة الطائفية ترقد الآن على موقدملتهب. والمسيحيون في 2011 غيرهم في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، فشبابهم يتلقونجرعات مستمرة من الاستثارة واشاعة روح الانتقام والثورة على ما يقولون إنه ظلم واقععليهم، وتسربت فيهم بالفعل سلوكيات عنيفة، لا يترجمها فقط قول أحد القساوسة بأنهمسيضطرون إلى حمل السلاح، بل ظهر السلاح فعلا في أحداث إمبابة.الإنسداد الذي يسعى إليه العلمانيون واليساريون والليبراليون سينهي المناخ السيءالحالي بتفجير البلاد ودخولها في حرب أهلية لا يعلم الله كيف تمضي ومتى وكيف تنتهيومن الذي سيتدخل فيها من العالم الخارجي؟!الحفاظ على مصر طريقه واحد وهو احترام نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية وأننمضي في طريقنا نحو برلمان ودستور جديدين ورئيس منتخب بضمانات كاملة من النزاهةوالعدالة ورقابة المنظمات المحلية والدولية.
فرق كبير جدا بين انك تكون شعب متحضر
أو تكون شعب "مدعي حضارة"
المفضلات