الخلط بين السياسة و الفقه ....أجابه لأصحاب السؤال المحير ...من أعلم الناس بالسياسة ؟

**د.أحمد السعيد** · 31-05-2011 10:20 PM

أعلم الناس بالسياسة هم العلماء (يقصد الفقهاء)..

قالها أحد الأفاضل ،ولا زلتُ أحاول فهم وجهها فلا أجده..

وحرتُ هل أصدق صاحبي أم أصدق ابن خلدون حين قال إن الفقهاء من دون الناس هم أبعد الناس عن إتقان السياسة ؟!!

والحق أن كلا الإطلاقين باطل..

فالسياسة علم مستقل له أصوله ومعالمه وقضاياه وقواعده ،وكل ذلك واجب الاستيفاء لمن أراد إتقانه ،فضلاً عن وجوب توفر الموهبة والاستعداد الفطري لديه..

هل يمكنني أن أقول : العلماء أعلم الناس بالطب ؟!!

أو : العلماء أعلم الناس بالهندسة ؟!!

لا يقول عاقل إن ذلك يمكن..

الفقه هو مرجعية لمعرفة حكم الشرع في التصرفات التي قد تقع من السياسي ،

أما العمل السياسي نفسه كيف يكون وما هي أصوله وقواعده،وكيف ينبغي أن تجري تلك التصرفات التي يطلب حكمها الشرعي أصلاً .

كل ذلك علم مستقل لا دخل للشرع من الناحية المرجعية الحاكمة في وضع أسسه وقواعده أو رسمها(وإن كان يستفاد من تصرفات الأنبياء والخلفاء فيه كما يستفاد من تصرفات غيرهم من الساسة وهم أولى خاصة فيما كان عن وحي)..

وعلاقة السياسة بالشرع هي كعلاقة الطب به ،

فيتقاطعان حين يُراد معرفة حكم الشرع في تصرفات السياسي أو الطبيب

وينفرد الشرع بأبوابه الأوسع من النطاق السياسي ،وتنفرد السياسة بأسسها ومعالمها التي يطلب لها حكم الشرع..

وبين جداً أن معرفة الفقيه بحكم نقل الأعضاء = لا يعني قدرته على إجراء عملية جراحية لنقل عضو .

وبين جداً أن رجوعنا للفقيه كوسيط اجتهادي ينظر في الوحي لتقرير أحكام الشرع في تصرفات السياسي .... لا يعني قدرة الفقيه على ممارسة العمل السياسي..

فهل يمكن أن يوجد الفقيه السياسي ؟

الجواب : نعم ولاشك،ولكنه قليل نادر ليس قاعدة يبحث عنها فتوجد على طرف الثمام..

وإذا كان وجود من يجمع بين القدرة على التنظير السياسي وبين الممارسة السياسية = قليل،فما بالنا بالجمع بين الفقه والسياسة؟!

ومن الأخطاء الكبار المتوقعة في المرحلة القادمة = أن يتم الخلط بين القيادة الفقهية أو الدعوية وبين القيادة السياسية ،وتنصيب الفقيه أو الداعية منصب السياسي؛لمجرد شرف فقهه ومكان دعوته وربما عبادته..

وكل ذلك خلل في التصور،وحيدة تامة عن منهاج النبوة في الولايات ومراعاة خصائص الرجال وكيفية استصناعهم والاستفادة من مواهبهم..

ونظرة واحدة للمبايعات التي على شاشة القنوات والمقترحات التي على صفحات المنتديات = تثير الوجل من إمكان شيوع هذه الطفولية وخطورة أن تسول لها أوهامها أن تبحث لها عن مكان على أرض الواقع في الأيام القادمة..

منقول

**yousef1978** · 31-05-2011 10:51 PM

السلام عليكم

أنا متفق مع حضرتك تماااااااااااااااااااااما في كل ما قلت

ولتوضيح فكرة أن يكون الحاكم ذو مرجعية معينه

فالفكر الإسلامي الذي تعلمته لا يلزم الأمة أن تختار أكثر الناس علما بالدين لكي يحكم او يتولى منصب فلاني
ولكن الذي يتم إختياره يجب أن يكون الأنسب للمنصب

فوزير الداخلية يجب أن يكون أقدر الناس على حفظ الأمن وسيادة القانون
ووزير الخارجية هو أفضل من يتكلم ويحاور ويناور باسم البلد ومن اجلها

ولذلك فقد اختار سيدنا عمر لمصر أن يحكمها عمرو بن العاص لأنه من دواهي العرب ولم يختر لها سيدنا أبو عبيدة مثلا رغم انه كان امين الأمة او عبد الله بن عباس وهو حبر القرآن

لكن الإسلاميين - وخصوصا الإخوان لأني قريب منهم - عندما يتكلمون عن عدم فصل الدين عن السياسة يقصدون أنه يجب أن تكون من مواصفات الحاكم بجانب أنه داهية وشخصية وكاريزما ووو لكن يجب أن يكون ذو خلفية إسلامية لكي يكون في باله وهو يتعامل أنه يستظل ويتحرك في ضوء أهداف الشريعة الإسلامية

يعني مثلا نتخيل إن الحاكم محتاج ان يصنع فتنة داخلية بين المسلمين والمسيحيين لكي يتسستب له الأمر
لو حاكم عادي فهناك إحتمال كبير أن يقبل بالأمر طالما وجد أنه لابد منه
أما لو حاكم تحكمه مفاهيم إسلامية وتم إنتخابه على ذلك الأساس فلابد أنه سيرفض حتى لو أدى ذلك إلى زوال حكمه

وقس على ذلك

والواقع الذي حدث لنا من الحكام الغير منتمين لهوية إسلامية في مصر سواء كان عبد الناصر او السادات أو مبارك اثبت لنا ذلك
فعبد الناصر كان يقبل بتعذيب الآلاف سواء اخوان او شيوعيين او غيرهم طالما وقفوا امامه
والسادات كان من اجل ان يمرر إتفاقية السلام فقط قام باعتقال كل القادة والسياسيين
ومبارك لا يحتاج غلى كلام عنه

وايضا في باقي المؤسسات والوزراء

يعني حد كان يتخيل إن يعرف ربنا وبيخاف منه ممكن يقبل إنه يوقع على إتفاقية لتصدير الغاز لاسرائيل وبأقل من سعر تكلفة الانتاج
لو فعل ذلك لتخلى عن دينه وعن هويته التي اختاره الناس من أجلها

وحتى لا ندخل في طور الاتهامات
فأنا لا أقصد ان غير المنتمي للتيار الإسلامي هو غير صالح

ولكن انا في رأيي أنه يجب أن يكون من مقومات الحاكم والوزير إنه يكون يعرف ربنا كويس ومش متعصب
انا شخصيا لا أثق في واحد مش بيصلي وخمورجي وسيرته الشخصية وحشه وووو إنه يحكمني
طب وليه يعني ما فيش حد قوي وأمين ومتدين
ما هو لازم الطبيب اللي بيكشف على نسائنا نثق إنه بيعرف ربنا وإلا ممكن ينتهك حرماتهم
والمهندس اللي بيبني بيوتنا نثق إنه بيعرف ربنا وإلا هيغش في المون
والمحاسب لو مش بيخاف من ربنا يبقى هيسرقنا
والعامل لو مش بيخاف من ربنا يبقى هينام في الشغل
ووووو

ومش معنى واحد ملتحي ولا ماشي مع الجماعة الفلانية إنه يبقى اهل ثقتي وأقول عليه يعرف ربنا

لا الموضوع والإختبار مش سهل كده وعيب لما أبقى عبيط وأي حد يضحك علي

زي بردو لما يتقدم واحد لبنتك علشان يتجوزها
فهناك مواصفات مادية وشكلية وعائلية وعلمية ووووو وهناك خلق ودين

الأفضل ان تزوجها لرجل قوي أمين - يعرف ربنا وكمان له كل المواصفات التانية التي تسمح له أن يقوم بفتح بيت على أكمل وجه كان
لكن المهم إني أتأكد إنه فعلا كده

واحد هيقولي ما فيه قاعدة فقهية إن فساد الحاكم لنفسه وصلاحه للناس
اقوله الكلام ده نسبي وكمان فيه فرق لما يكون حاكم في عصور سابقة كان الحكم فيها ملكي أو ولايه ولم يكن هناك مؤسسات وانتخابات وغيره وكان فيه حاكم ولا ولي ولا ملك فاسد خلقيا بينه وبين نفسه لكن عادل بين الناس والناس لقيوه كده وما يقدروش يغيروه فالفقهاء قالولهم طالما ماشي معاكم بما يرضي الله وفساده بيأثر عليه هو فقط يبقى الأفضل ما نثورش عليه درئا لفتنة لا فائدة منها
وبين إن إحنا قدامنا نعمل نظام مؤسسي قوي يحاكم الحاكم ويراجعه في قراراته وكمان لسه في إيدينا الفرصة وما فيش حد انتخب لسه
فليه وأنا أقدر أنتخب الكويس أروح انتخب الوحش وأقول ما هو ممكن يكون كويس ووطني

يا رب ارزقنا واحد في دهاء وذكاء وشجاعة سيدنا عمرو بن العاص وفي قوة وعدل سيدنا عمر بن الخطاب وأن يكون اللي يحكمنا بيعرف ربنا وبيخاف منه علشان ما يبيعناش تاني زي اللي قبله