سأعلق على هذه الفقرة لأنها الاهم فيما كتبت
دعني في البداية أوضح ما هو ظاهر مما كتبت ولكن يصر البعض ان لا يراه
انا لم اتكلم على التيار الديني بأنه خطأ او خطر انا تكلمت على اسلوب الاعلان عن التيار الديني السياسي اي ان الخطأ هو في التصرف والنهج
تقول اخي الكريم
هذه التقسيمات لم تكن معروفة في الميدان ومن اخترعها اصحاب التيار الديني السياسي بعد ان ظنوا ان الثورة انجزت وسقط النظام فعلى يديهم ظهر مصطلح العلمانية والليبرالية وقال شيوخهم ان العلمانيين والليبراليين كفرة وحين تم اظهار جهلهم بهذه التيارات اخترعوا مصطلح الملاحدة (الاخوان يفضلون مصطلحين عملاء وصهاينة)التضارب بين التوجه و المنهج بين مثلا الديني و بين الملحد
فلو لم يتكلم الاخوان والسلفيون بمفهومات خاطئة لظل الشعب المصري واحدا موحداً
في الحقيقة ان المصريين اجتمعوا معا في ميادين التحرير يد واحده متآلفين متحابينفكيف لنا ان نصدق انهم هم انفسهم بيحترمو بعض و كل الشواهد تقول انهم بيكرهو بعض و لا يحترمو بعض
و من اول يوم و هم بيشككو في بعض
واتمنى ان تعطيني شاهد واحد فقط من كل الشواهد التي تقولها ولم تذكر واحد منها على ان الثوار في الميدان يكرهوا بعض ولا يحترموا بعض .!!!!
هل كان اقامة شرع الله وتطبيق الحدود هو من اهداف الثورة ؟التيار الديني هدفهم واضح و هو اقامة شرع الله و تطبيق حدوده في كل مناحي الحياة و لم يتحولو و لم يغيرو اي رأي لهم من قديم الازل
اذا كان الاخوان انفسهم لم يرفعوا لافته واحدة تقول الاسلام هو الحل
نعم الشرع والحدود من اهداف التيار الديني ولكن هل استطاعوا ان يجمعوا حول هذا الشعار اي عدد محترم تخافه الدولة ؟
بالطبع لم يفعلوا ليس بسبب الخوف من الشعار ولكن الخوف ممن يطبق الشعار بتفسيره الخاص
كل تجارب التيارات الدينية السياسية بائت بالفشل فتجربة الترابي في السودان قسمت السودان وحولت الحاكم لدكتاتور
وتجربة طالبان معروفة
وتجربة الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد في مصر تجربة فاشلة
وتجربة اسامة بن لادن تجربة مدمرة لنفسها
فكل هذه التجارب والمحاولات لم تقنع مصري ولا عربي ولا مسلم وانطوت وانزوت رغم ان امكاناتها العسكرية كانت كبيرة ولم تنجح في التغيير درجة واحدة بل ان معظم الانظمة الحاكمة اخذت من حركات هذه التيارات سبيلا للتشبث بالسلطة فكان دورها عكسي
في حين مجرد شباب اعزل وشعب تخطى حاجز الخوف استطاع تغيير الانظمة الحاكمة في اسابيع قليلة في تونس وفي مصر والبقية اتية لا محالة
ولعل نجاح الحركات التي لا تأخذ من الدين شعارا لها اكسبها مصداقية وقوة جبارة تنتشر ربيعا عربيا جارفاً في التوقيت نفسه الذي فيه تم قتل اسامة بن لادن بدون ان يتحرك او حتى يهتم احد من المحيط الى المحيط
فاذا عرفنا سر القوة وسر الضعف فانني اعتقد ان ركوب التيار الديني على التيار الشعبي ليحقق اهدافا لم يكن يحققها لو اعلنها وقتها هو بمثابة منح سر الضعف لهذه الشعوب وحركتها نحو الحرية ومنح سر القوة لصالح ديكتاتوريات جديدة لن يكون لهم فيها مكان
وكل المؤشرات تؤكد ان التيارات الدينية السياسية في الوطن العربي تعيش الان اخر ايامها و هي بدأت تضمر وستنتهي في المستقبل القريب
ولكن السؤال هل تنهي معها ثورات الشعوب التي فضحت عجز هذه التيارات؟!
المفضلات