الموضوع: هل افسد التيار الديني الثورة المصرية؟

كان لي موضوع سابق للاسف لا اذكر عنوانه و لكن يدور حول فكرة كيف اتفق ( الفرقاء )
و حضرتك اوضحت فعلا المشهد الكل اجتمع علي شئ واحد و هو اسقاط النظام السابق
و كان النظام السابق يتمثل بالنسبة للكثير في ( مبارك ) ( جمال ) ( الداخلية ) ( الحكومة ) ( مجلسي الشعب و الشوري ) ( كل ما يتبع النظام مثل المحافظين و المحليات ) الخ الخ الخ
و لقد نجح فعلا الجميع في اسقاط 80 % ممن ارادو اسقاطه
و لكن هذا النجاح لا ينفي و لن ينفي الخلاف القائم و الصريح و التضارب الواضح بين ( الفرقاء )
هل نلغي عقولنا و نتوقع ان التجمع بالميدان سيلغي التضارب بين التوجه و المنهج بين مثلا الديني و بين الملحد (( طبعا ده مثل ))
هل مطلوب منا ان نصدق ان جماعة متفقة فيما بينها و من اهدافها تطبيق الشريعة ان نصدق انها ستتبع و تصدق جماعة اخري منهجها و فكرها يطالب بفصل الدين عن السياسة بل و احيانا بفصل الدين عن الحياة و اطلاق الحريات بدون قيود
هل سيتفق هؤلاء و لو اتفقو الان لهدف الاستمرار و التقدم في كسر شوكة بقايا النظام السابق
فكيف لنا ان نصدق انهم هم انفسهم بيحترمو بعض و كل الشواهد تقول انهم بيكرهو بعض و لا يحترمو بعض
و من اول يوم و هم بيشككو في بعض
الموضوع كبير اوي و واضح ان حضرتك لا تراه كما ينبغي
التيار الديني هدفهم واضح و هو اقامة شرع الله و تطبيق حدوده في كل مناحي الحياة و لم يتحولو و لم يغيرو اي رأي لهم من قديم الازل حني اثناء القمع و الازلال و ما يأخذه البعض عنهم او عن بعضهم في مواقفهم من الثورة فهم اشخاص غير منصفين و اشخاص تحمل صدورهم غل لاي مسمي اسلامي و انا لا اتحدث من فراغ
و لنحاول بهدوء استعراض مواقف التياريين الدينيين الواضحين علي الساحة ( الاخوان و السلفيين )
بالنسبة للاخوان مواقفهم واضحة من قديم الازل و هي خوض الحياة السياسية و الدخول فيها بكل سبلها من مجالس شعب و شوري عن طريق الانتخابات و للاسف كانت بيتم تزويرها و اعتقال رجال الاخوان و مؤيديهم
و كذلك دخولهم معترك انتخابات النقابات العمالية و الانتخابات النقابية بكافة اشكالها و كان شبابهم لهم تمثيل مشرف في انتخابات الجامعات و كان يتم عمل ملفات امن دولة لهم و احيانا بيتم اعتقالهم و زملاء لهم من عينة الشباب السيس هايص في جنينة الكلية و في المدرج و في رحلات الاختلاط و التهييس و حفلات ماجنة كانت تنظم تحت سمع و بصر ادارات الجامعات
و اذا نظرنا للتيار السلفي و نحلل موقفهم و ايثارهم الابتعاد عن المجال السياسي سنوات و سنوات لما له من ضرر واضح و عنيف بيتخذ من قبل الدولة تجاه من يفكر في خوض اي نشاط سياسي و كانو امام امر جسيم هل يظلو في حالة تواصل مع الشعب عن طريق الدعوة بأشكالها المختلفة ام يظلو في مواجهة مستمرة مع الامن و مع ذلك كان ينالهم الاذي الكبير من خطبهم و مواعظهم التي كانو يعد لها الامن العدة كل اسبوع امام المساجد السلفية
و كيف كان بيتم اعتقال شيوخهم و بيتم منع البعض منهم من الخطابة في المساجد و كيف كانو بيمنعو التصاريح الخاصة بالبعض منهم و كيف حولو المساجد لاشراف الاوقاف و كأن الخطابة حكر علي هذه الوزارة العجيبة التي لا تمت للدين بصفة و كيف انهم استطاعو ان يشكلو مناهج و اجيال من المتعاملين بشرع الله منهم الطالب و منهم التاجر و منهم العامل و منهم الحرفي و منهم السائق و غيره و غيره و كيف استطاع كل هؤلاء ان يحملو علي عاتقهم الالتزام بسلوك و افعال السلف المنبثقة من الدين الاسلامي و التي يفعلها كثير من المسلمين بالتبعية و بدون ان يحمل اي مسمي لان هذا هو الطبيعي و لكن لان الغير عادي هو الذي تم من قمع و اهانة و حجب لكل ما هو ديني فكان اسم التيار السلفي وراء تمسك البعض بمحاولة التمسك و مواجهة الهجمة الشرسة التي كانت تتعرض لها التيارات السلفية
اخيرا الاخ الفاضل هناك حكمة بتقول ( فاقد الشئ لا يعطيه )
الكثير يتجمع في الميدان و لكن كل واحد له هدف من وقفته فلا تطلب توحد من اشخاص و هم اصلا لا يحترمو بعض
و لقد شاهدنا كيف اصبح التيار الديني في حالة الملاكم التي توجه له الضربات من كل الملاكمين في الملعب و المشاهدين ايضا (( اعلام و تيارات علمانية و تيارات ليبرالية و نظام سابق و الفاسدين في الدولة )) كل دول عمالين يلكمو في التيارات الدينية و حصروه في الكورنر و يريدو منه ان يظهر كالملاك و ان اصحابه مطلوب منهم ان ينتظرو ايضا سنوات و سنوات حتي نجرب مثلا المنهج العلماني او الليبرالي بعد نظام المهلبيية اللي كان متبع سابقا
لا لا سيدي اتمني ان تعدي صباحا علي خير يا رب
و الا يحدث اي تشاحن بين ( الفرقاء ) حفاظا علي مصر

م.حاتم السباعي