حين خرج شباب الثورة يوم 25 يناير كانت مطالبهم هي مطالب الشعب المصري عيش حرية كرامة انسانية كانت هذه الكلمات القليلة كالسحر يسري في جسد مصر فيؤلف بين قلوبها لينفجر الشعب في جمعة الغضب بعد بداية الثورة بثلاثة ايام وتستمر المظاهرات ايام الثلاثاء والجمعة ويستمر الاعتصام في ميادين التحرير طوال ايام الاسبوع وكان المطلب الاساسي هو اسقاط النظام اي اسقاط المنظومة الفاسدة التي تحول بين الشعب وبين مطالبه البسيطة التى رفعها عيش حرية كرامة انسانية وفي خلال 18 يوم سقط النظام وسلم الراية لنظام آخر.
سقط نظام مبارك وسلم الراية للنظام العسكري الذي وثق فيه الشعب المصري لتحقيق مطالبه وبعد خمسة اشهر لازلنا نسأل اين العيش والحرية والكرامة الانسانية وماذا حدث للثورة العظيمة التي ابهرت العالم؟
لماذا استطعنا خلع النظام ولم نحقق الاهداف ؟
اننا استطعنا خلع النظام لأننا موحدين معاً ولم نحقق الاهداف لاننا تفرقنا
لقد خضعنا للعبة السخيفة وهي لعبة فرق تسد .
فما الطارئ الذي طرأ على احداث الثورة ؟
من وجهة نظرى المتواضعة ان الطارئ الي دخل الثورة المصرية هو التيار الديني ويمكن استنتاج ذلك بسهولة من قراءة بسيطة للاحداث.
فمن اول يوم في الثورة خرج شباب مصري عادي وتصريحاته طلبات يجمع عليها التيار المصري الاساسي كالحرية والكرامة والديمقراطية والرخاء والمشاركة في ادارة بلاده لم يكن هناك من يطلب مطالب دينية حتى ان الشباب منع رفع اي لافتة دينية ولم يكن هناك جماعات دينية مشاركة في المظاهرات فالجماعات السلفية حرمت الخروج وجماعة الاخوان المسلمين اعلنت رسميا انها لن تشارك وفي الادراك السياسي للضمير العام ان مجرد اعلان مشاركة الاخوان هو ضد الثورة والكل يعرف -حتى الاخوان - ان الثورة لو قادها الاخوان لفشلت ربطا بتجارب سابقة فاشلة وكان هذا اعتراف من الجميع ان التيارات الدينية هي من اسباب فشل الثورة .
هذا لا يعني ان التيارات الدينية لم تشارك او ان مشاركتها خطأ بل هم شاركوا وكانت مشاركتهم ضرورية جدأ لكن الاعلان عنها كانوا هم انفسهم يعرفون انه خطر على الثورة .
كان الخطأ الاستراتيجي في الثورة المصرية ان الكثير ظن ان الثورة حققت اهدافها بخلع مبارك وان المعركة حسمت وتم اعلان النصر وحينها ترك حراس الجبل اماكنهم للجري خلف الغنائم .
وعند تقسيم الغنائم اعلنت التيارات الدينية فجأة عن نفسها فحدث الاستقطاب الكبير
فكان الظهور الاعلامي للاخوان والظهور الجديد ولاول مرة للسلفية السياسية (السلفية العلمية موجوده ومعروفة من عقود) دخلوا المشهد السياسي و في ايديهم سيوف التقسيم فقسموا المصريين الى اربع اقسام اساسية =اسلاميين وعلمانيين وليبراليين وملاحده .
واشتعل الخلاف وحصلت الفرقة بين الشعب المصري فكانت السيادة لاعداء الثورة
واكتشفنا بعد خمسة اشهر ان الشهداء بلطجية وضباط الشرطة الذين اتهمناهم بقتل الشهداء تم اخلاء سبيلهم و امن الدولة لم يتم حله اصلا بل تم تغيير اسمه وكان اطلاق اسم الملاك على الشيطان ستغير ماهيته و هيئة الطب الشرعي عادت لاحضان السباعي وفريقه الفاسد والوزراء نالوا البراءة وحسني مبارك لم يغادر منتجع شرم الشيخ من قبل الثورة وسوزان مبارك براءة وجمال وعلاء يخدمهم الضباط ويقلبون لهم الشاي قبل تقديمه لهما بايادي مرتعشة
وكان حبس رموز النظام السابق حتى الان -اذا كانوا في الحبس صلا- هو مجرد مهدئات للشعب حتى يتسلى وينسى وهو مجرد انحناء امام الريح حتى تهدأ وسوف تستمر هذه اللعبة من حبس وافراج حتى تهدا الامور وتضعف الثورة بالتقسيم وعندها سنقرأ سفر الخروج والبراءة الكبيرة لكل اركان النظام القديم
لقد اكتشفنا اننا نعيش كذبة كبيرة من النظام الجديد .
هذه الكذبه نحمد الله ان الاخوان المسلمين والسلفيين اكتشفوها وبالطبع اكتشفوا ان استمرار النظام القديم سيكون خطره اول ما سيكون عليهم فزنازينهم لازالت دافئة .

ان خلاصة هذه التجربة تحتم علينا ان نعود الى يوم 25 يناير وان نعود مصريين فقط لا اخوان ولا اسلاميين ولا علمانيين الخ حتى يوم التقدم للانتخابات بعد انجاز اهداف الثورة كلها فعندها لكل حادث حديث.