كل شخص بيتعلق من عرقوبة يعنى بيعمل الى هو عاوزة و ربنا هو الى حا يحاسبة على افعالة
.................................................. ..........................

أيها المسلمون :
في صحيح الإمام مسلم : قصَّ علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم حديثاً عجيباً في مجادلة العبد لربِّه وسيده ومولاه فقال :
( يقول العبد يوم القيامة : يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟
فيقول : بلى ،
فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ،
فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام الكاتبين شهوداً ، فيختم على فيه ،
ويقال لأركانه ( يعني جوارحه ) : انطقي ، فتنطق بأعماله ، ثم يخلَّى بينه وبين الكلام فيقول : بعداً لكنَّ وسحقاً ، فعنكنَّ كنتُ أناضل )

هكذا يظن الإنسان أن الكلّ عدوه يوم القيامة ، فلا يرضى بشهادة أحد من الناس عليه ، لكنه يتفاجأ : بشهادة جوارحه عليه

يا عبد الله :
تخيَّل نفسك أنك ذلك الرجل الذي شهد عليه لسانه بما قال :
فكم هي الكلمات من رضوان الله التي قلتها ؟
وكم هي الكلمات التي تسخط الله وقد زلَّ بها اللسان ؟
وأنك ذلك الرجل الذي شهد عليه سمعه وبصره ، ويده ورجله ، وجلده وفرجه ، فكيف سيكون الحال يومئذ ؟
إني لأتخيل ذلك الرجل ، وقد وقف مبهوتاً مدهوشاً ، فاغراً فاه ، لهول ما يسمع ويرى

وما من حيلة لهذه الجوارح إلا الإعتراف ، فالذي أنطقها هو الله (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{20} وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)

(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .