إبعد عن المصرية .. وحسن السلالة !

كتبت: فادية عبود
متشلش همها وخليها جنب امها .. استرجل وحسّن السلالة .. اتجوز من أجنبية ومش هتدعي عليا .. لا للزواج من بنات مصر .. حملات أنشأها رجال مصريون للتشجيع على الزواج من أجنبيات وتأديب المصريات بالعنوسة.

عن أسباب إنشائه حملة "متشلش همها وخليها جنب امها" - على موقع "الفيس بوك" - يقول الدكتور طارق حسين ( طبيب مصري مقيم بالسعودية) لبوابة الوفد: الله سبحانه وتعالى عافاني من الابتلاء بزوجة مصرية، وحيث إن الكل يشتكي منهن الآن ولم نعد نسمع أحدا يمتدحهن إلا قليلا، وأرى حولي العشرات من النماذج التي تنفّر الإنسان من الإقتران بمصرية مع نماذج عديدة لأناس تزوجوا من خارج مصر وسعداء، لذا رغبت أن يشاركني إخواني الشباب نعمة البعد عن المصريات، بإنشاء هذه الحملة التي أدعوهم فيها إلى الزواج من أجنبيات.. فهنّ حقاً يقدرن الحياة الزوجية عكس المصريات.

أسوأ زوجة

ورغم رفض د.طارق الإفصاح عن جنسية زوجته، أو توضيح سلبيات محددة للمرأة المصرية، إلا أنه أكد عبر مدونته " لا تتزوج من مصرية" أن الهدف الأساسي من المدونة هو " تحذير الشباب المقبل على الزواج من مغبة الارتباط بزوجة مصرية لأنها أصبحت الآن وبجدارة تستحق لقب (أسوأ زوجة في العالم) .. وأيضاً لتبصيرهم بأفضل الطرق للتعامل معها وتجنب شرورها وتفادي مشاكلها".

وعلى عكس ما هو معروف شرع يطمئن الشباب مؤكداً أن الأجنبيات والأوروبيات على خلق سليم، وأن وسائل الإعلام هي التي نقلت صورة مغلوطة عنهم فصورتهم جميعاً على أنهم "شاكيرا"، كما أنهن لن يحرمن الآباء من أبنائهم كما تفعل المصريات بفضل قوانين الهانم، مشيراً ان المشكلة لا تكمن في قوانين الأحوال الشخصية فقط وإنما في سوء خلق من تستغلها، حسب قوله.

ورغم التنويه في حملة " استرجل وحسن السلالة المصرية" على أنها لمجرد "الهزار" فقط، إلا أن أعضاءها الذين اقتربوا من الـ1000 ، قرروا مقاطعة بنات البلد والاتجاه إلى "الملائكة الروسيات" ،حسب وصفهم طبعا، ولا مانع من العربيات الباحثات عن الأمان بعد الثورات كالتونسيات والليبيات .

محمية نسائية

هذه الحملة لا تخلو من هجوم صريح وتهكمات واضحة على المرأة المصرية، والتي يحرض عليها أدمن الصفحة من وقت لآخر، بوضع تعليقات مستفزة ووضع مشاركات تقلل من قيمتها..
حيث جاء في إحدى المشاركات : " إذا وجدت فتاة جميلة وعاقلة وذكية وتهتم بأشغال البيت وليست مادية، و متواضعة ومثقفة وحنونة وصبورة وتقبل تسكن مع أمك .. أرجو إحضارها حالا إلى المحمية الطبيعية للحفاظ على التراث النسائي، لأن هذه الفصيلة نادرة جدا ومهددة بالانقراض."

بينما جاءت معايدة محمد سعد ،أحد أعضاء الحملة، في عيد الفطر قائلاً: "بمناسبة عيد الفطر المبارك ربنا يولع فى كل بنت مصرية ".. وفي تعليقات سابقة له كان يقول: "ياريت كل شاب في مصر ميتجوزش مصرية ويتجوز أي جنسية تانية علشان يحترموا نفسهم معانا ومعايا انا بالذات".

ويعرب هاني اسماعيل عن رأيه في الزواج من مصريات ضاحكاً: "والله الزواج من مصريات يجيب الهم ومش عارف بيتعوجوا علي إيه خليهم في بيوتهم يعنسوا".
خد الثواب

ويرجح "تاكي" ،مرشد سياحي، الزواج من أجنبيات وبقوة، قائلاً : "الأجنبيات أفضل من المصريات وبهنّ مميزات تفتقدها البنت المصرية، فبنت بلدي متعجرفة ومغرورة وعلى قدر محدود من الذكاء، والأدهى من ذلك أنها تعامل الرجل بندية، أما أهلها فيعتبرون الزواج مزاد علني يرسى على من يدفع أكثر، في المقابل نجد الأجنبيات وخاصة الروسيات يعلمن كيفيفة المعاملة الصحيحة للرجل حتى وإن كانوا أعلى منه ثقافة وعلماً، فضلا عن تقديرهن الحياة الزوجية، كما أن من سيتزوج من أجنبية سيحظى بدنيته وآخرته فهي ستريحه في الدنيا وهو من الممكن أن يجعلها تسلم فيكسب آخرته أيضاً ويأخذ الثواب."

ويذكر أشرف ماهر قصته مؤيدا الرأى السابق: أنا كنت بحب واحدة لمدة 6 سنين والسنة الـ7 كانت خطوبتنا، وعملت كل حاجة علشان ابقي جدير بيها .. بس أهلها بوظوا الجوازة، فضلوا يطلبوا طلبات فوق الخيال .. وكل شوية يغيروا الاتفاق وفضلت أحبها وأقل كله يهون عشانها.. لكن اكتشفت بعد فترة إنها بتردد كلام أهلها وكل اللي يهمها الفلوس .. زي ما يكون هي وأهلها كل اللي يهمهم أنهم يطلعوا مني بأي مصلحة وخلاص بجد حلال فيهم العنوسة".

أحمد مصطفى يتفق معهما في الرأى فيقول: "على فكرة أنا مبهزرش.. الكلام بجد فى بنات من أوربا أسلموا وبيدرسوا فى الأزهر، وفى شباب كتير مصريين وعرب بيتجوزوهم خصوصا إن شرطهم الوحيد إنك تتعهد لشيخ من الأزهر إنك تحسن معاملتها بعيداً عن أي تكاليف مالية ترهقك .

صامدات يا بنات

تحولت صفحات مناهضة الزواج من المصريات على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" إلى وصلات من الردح بين الرجال والنساء لتشبث كليهما برأيه ، فتقول مها يوسف: "بالعكس ياجماعه المفروض نسمي الحمله دي لا للزواج من ولاد مصر "

وترد هند أمين على حملة " استرجل وحسن السلالة"، قائلة: " لو سألت راجل مش مصري ومعندوش عقدة الخواجة هيقولك أتمنى اتجوز مصرية !! علشان عارف إننا الأصل والباقي تيوانى.. وبعدين من أهم مميزات البنت المصرية إنها على طول واثقه فى نفسها ومش هيهمها حملات التشويه اللى بيشنها عليها الراجل المصري .. صامدون صامدون ..

ومن جانب آخر ترى سهير غانم إن الداعين لمثل تلك الحملات ومؤيديها الأولى لهم أن يعملوا لتحسين مستوياتهم الاقتصادية بدلا من ندب حظهم على الانترنت، وتقول: هؤلاء هم من يريدون أو يولدوا وفي فمهم ملعقة ذهب وفي يدهم ميدالية مفاتيح السيارة والشقة، وفي اليد الأخرى عروس أو جارية كما يفضلون .. متناسين عهد الله بأنه لن يضيع أجر من أحسن عملاً .

سوء تربية

في تحليل نفسي للأسباب والخلفيات التي أدت لظهور تلك الحملات، يؤكد الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن السبب هو سوء التربية والازدواجية التي يغرسها الأهل في أولادهم منذ الطفولة.

ويوضح: فمثلا نجد البنت المصرية في البيئة المتوسطة أهلها يربونها على الضرب والإهانة، وفي نفس الوقت يغرسون فيها أن قيمتها غالية ويجب أن تضع حداً مع زوجها إن أساء معاملتها، ذلك بدلاً من أن يربونها على أن تكون زوجة صالحة ويعلمونها كيف تمتص غضب زوجها في أوقات العصبية وتأجيل العتاب حتى يهدأ وتأخذ حقها كاملاً.
الأهل أيضاً يربون البنت في مصر على أن كل مقوماتها للزواج هو الحفاظ على عذريتها، ونظراً لحالة الازدواجية التي يعانيها المجتمع وانتشار عمليات الترقيع قبل الزواج ظهرت دعوات الشباب بضرورة كشف العذرية للبنات قبل الزواج، وفي مقابل كل ذلك فإن المرأة ووأهلها يفرضون على الزوج معامتلها كملكة متوجة بغض النظر عن مقوماتها الثقافية والجمالية وذكائها الاجتماعي في معاملة زوجها والمحيطين بها.

ويضيف : من هنا رأى الشباب أن الزواج من أجنبية أفضل، لأنها صريحة وواضحة من ناحية ولا ترهقه بمهر ولا شبكة من ناحية أخرى وتتقن فنون المعاملة الزوجية من كيفية إدارة الخلاف والأزمات الزوجية من ناحية ثالثة، فضلا عن فن معاملة الزوج وتربية الأبناء، فهي تتمتع بثقافة عالية على عكس المصرية حيث يعتبرهها الشباب الآن مصيبة.
ويرى أستاذ الطب النفسي أن الشباب أيضاً مخطئين فهم يدخلون الزواج من مصرية بثقافة رأس المال، فالشاب بما أنه تعب ودفع وأسس منزل فقد تزوج من جارية، ولا يعلم كل منهما أنهما عند زواجهما بهذه المعتقدات لا يحصدان إلا الفشل .

ويؤكد د. عبد الله أن الحل يكمن في تغيير الثقافة والتربية في مصر لكل من الشاب والفتاة، وإلا سيطير الشباب إلى الروسيات والمغربيات والتونسيات وتبقى المصريات في بيوتهن .



منقول من جريدة الوفد