اليهودي لا يمكنه أن يشرب الشاي كما يحب

تقول إحدى الطرف الشائعة في أمريكا حيث يبلغ بغض الشعب لليهود أقصاه على الرغم من الحب الرسمي لليهود الذي لا يخفى على أحد أن اليهودي لا يمكنه أن يشرب الشاي بالطريقة التي يحبها أبدا فإذا كان مثلا يحب الشاي محلى بملعقتين من السكر فإنه عندما يشربه في بيته يضع ملعقة واحدة بخلا ، و إذا كان عند أصدقائه وضع ثلاث ملاعق نهما و من ثم لا يمكنه أن يشربه بملعقتين أبدا.

و هذه الطرفة الساخرة لا أظنها تبعد عن الواقع كثيرا فاليهود من أكثر الناس حرصا على الدنيا و على شهواتها لا سيما حب المال ( جمعا و منعا ) و هذا يكدر عليهم كثيرا من أحوال حياتهم الأخرى.

و لكن هل الأمر مقتصرا على اليهود ؟
ربما يستطيع كثير من الناس أن يشرب الشاي كما يحب في بيته أو عند أصدقائه لأن شهوتى " جمع المال و منعه " لا يبلغان عنده درجة أن يعد " ملاعق السكر " و لكن لا شك أن كثيرا من الناس تنغص حياته درجات أعلى من جمع المال أو منعه أما سمعت أن من الناس من يشتكي من أنه من فرط انشغاله بتجارته لا يستطيع أن يستلذ بطعام ، أما سمعت كثيرا منهم يشتكون أنهم لا ينامون الليل قلقا على أموالهم و تجارتهم
بل أعم من ذلك كله أن شهوات الدنيا متعارضة فيما بينها فلا تكاد تحصل شهوة إلا بترك أختها و من تأمل هذا وجده مطردا في جميع شهوات الدنيا و ملذاتها و أنه كلما قل تعلق الإنسان بالمفقود من شهواته زادت لذته بالموجود منها و كلما ازداد تعلقه بالمفقود نقص عليه ذلك الموجود و لم يحصل المفقود.

فإذا كنا لابد أن نترك شيئا من الدنيا من أجل الدنيا ألا يكون هذا حافزا لنا أن نترك أشياء من الدنيا للآخرة