المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7med_pharma
أمنت قبلا أنك قبلتي
الأن أيقنت أنك تعشقين وسامتي .. ودراهمي
فويل لي
ووسامتي وسحر جمالك .. والكلام الناعمِ
هل كان ظنك أن أكون كسابقي
أو أكون تأكيدا لذاتك
أو أكن يوما
قد ضاع قدرا من حياتك
أولم تدركي
أنك قد ذهبت
كما ذهبت من قبل .. سابقاتك
====================
(بقعة سوداء)
.
بقعة مظلمة تسبح في سقف الغرفة
ال غرفة لاتحوي مصدرا واحدا للضوء , لكن وهو على سريره يتابع تلك البقعة التي بدت له أكثر سوادا من ظلام الحجرة , تتحرك على السقف فوق عينيه بحركات غير متناسقة عشوائية
يتابعها بفضول ليعرف كينونتها , ينسحب الفضول تدريجيا ليأتي الملل , ثم النعاس , ثم الرحلة اليومية لعالم لامستحيل فيه
عالم سيده العقل , وخادمه العالم كله يتحرك برغبات صاحبه
إن أراد أن يصبح مصارعا رومانيا , أو مقاتلا في الرايخ الثالث , أو حتى دجاجة ترقد على بيضها , يكن له مايريد
أحلام سابقة كان فيها منقذا لأجمل فتيات الأرض من الوحش الخرافي ذي الرؤوس السبعين , حلم آخر كان فيه مفتش شرطة يقتل مئة رجل بيده اليمنى , ويراقص حبيبته باليسرى , وكان يتحدث الهندوسية كاهلها
حلم أمس كان بطله- ككل أحلامه – هو
لايريد أن يتذكره
لأن الوقت حان لحلم جديد , إتخذ مقعدك ياسيدي فالستار سيرفع الأن
قالها له أحد عمال المسرح الكبير الذي ليس فيه سواه
مئات الكراسي الخاوية حوله , بل ملايين الكراسي بالفعل
نهاية المقاعد لايدركها بصره, لايهتم كثيرا لمعرفة أنه وحده من يشاهد هذا العرض المسرحي .. تنطفأ الأنوار ويبدأ العرض
يظهر بطل المسرحية – الذي هو نفسه بطبيعة الحال – جالسا بمحل عمله
غريب جدا أن ترى نفسك على خشبة المسرح وأنت ضمن المشاهدين , او دعنا نقل المشاهد الوحيد .
لايهم , فأنت الأن في عالم الأحلام حيث المستحيل كلمة لم تكتب أبدا
يجلس البطل في محل عمله متمللا كعادته الروتينية , حتى صار الملل من الروتين , روتينا يوميا أخر له ملل
نقطة عرق تسيل على وجه , تتبعها فجأة قطرات وقطرات من الماء اللزج المالح , يغرق حرفيا في عرقه
مئات القطرات تتجمع وتسيل كصنبور مكسور , ترتفع نبضات قلبه وغير مباليا بأنه مازال بمكان عمله , يخلع عنه قميصه ويخرج للهواء طالبا الهواء السابح
الشمس حارقة , يقولها لنفسه رافعا رأسه للسماء
ليست الشمس حارقة , بل السماء من أقصى البصر لأقصاه , نار ملتهبة
شعلات حمراء غاضبة تكسو الفراغ
يتوقف الزمن لحظة
يعود إليه إحساسه بالمكان , ليرى الأخرين محدقين في النار الغاضبة تأتي من أعلى
تعلو صرخة من مكان ما , كأنها إشارة البداية
تتلوها صرخات وصرخات , الكل يركض من مكان ما لمكان ما
البعض سقط أرضا , البعض ركع على ركبتيه يهلل ويكبر
البطل المبلل يرتعد
عضلات جسده كلها , كلها تنتفض , يسقط أرضا وينهض
ويسقط مرات وينهض حتى يصل إلي صنبور مياه يفتحه ليتطهر
إرتعاش عضلاته يمنعه من كل شئ وأي شئ
يسقط أرضا لايقدر النهوض
تتابع عيناه الأخرين يركضون بكل مكان
الكل يبكي
الكل يسقط وينهض
السماء الملتهبة بدأت تسقط قطعة قطعة
النار تلتهم الجميع
والدور قادم لامفر
جملة واحدة ترددت في كيانه الملقى على الأرض
"لاتقوم الساعة إلا على شرار الناس"
إنها هي , لاشك
إنه هو , لاشك
تقوم عليه , فهو إذن من شرار الناس
ويتوقف القلب العاصي عن النبض قبل أن يأتيه ماأتى للناس من السماء
..
ينتهي المشهد ويغلق الستار
المشاهد الوحيد للمسرحية ينتفض , وينهض قائما فيسقط مرتطما بالأرض الصلبة لغرفته
يفتح عينيه ليدرك أنه بالكاد لايزال حيا
نبضات قلبه تتقافز فوق الخطوط الحمرا , الأنفاس المحتبسة داخل حلقه
يحاول إن يجرع الهوا , رئتاه متصلبة لاتطاوعه
وأخيرا يدخل الهواء للرئة المكدودة
يحمد الله حمد الأولين والأخرين
"خير اللهم إجعله خير"
يقولها لنفسه , ويلملم شتاته المبعثر بأرض غرفته , وينهض ليتطهر
ويصلي
يهدأ القلب كثيرا , ويرتخي الجسد المتعب على سريره
ولايغمض عينيه وهو يتابع تلك البقعة الأكثر سوادا من ماسواها بسقف الحجرة تدور بحركات عشوائية
هاهو حلم جديد قادم