الموضوع: طبيعة الحرب بين روسيا وجورجيا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة HusseinRamdan

المفروض عنوان الموضوع طبيعة الحرب بين روسيا وامريكا
( عودة الى الحرب الباردة )
انهاردة روسيا اصدرت بيان بتقول لو بولندا ركبت الدرع فيها احتمال كبير روسيا توجة ضربة عسكرية ليها

رئى ان القصة الحلوة دى ان روسيا وامريكا وقعو معا بعض
دى من صالح ايران عشان امريكا تشلها من دماغها شوية تكون هى جهزت المصالحة الى بتعملها كلنا فاهمين هى بتعمل اية


كانا معكم حسين رمضان من موقع الحرب :(

وشيلو العرب وشرق الاوسط من دماغهم شويه عشان كده خلاص

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ams

طب حضرتك

هو ليه روسيا تعمل كده مع ان العالم كله يعرف ان الولايات المتحدة تتفوق على روسيا بالكثير و الكثير ؟!

امريكا برغم من قوتها العسكريه لاكن متقدرش علي روسيا عشان بالبلدى هتوجعها
امريكا متقدرش تخش حرب اقصاد جيش منظم لازم تعمل عمليه تفكيك للبلد اقبل ماتخش تضربها والعراق خير برهان

الحكاية لها اصل كبير وليس وليد اليوم ..
أولاً : دول القوقاز هي مجموعة من الدول والجمهوريات التي كانت تخضع للاتحاد السوفيتي ومن قبله لروسيا القيصرية ..
وهي ليست دول شرق أوربا ، بل هي تقع حول جبال القوقاز الشهيرة وتضم أجزاء من روسيا وارمينيا وأذربيجان وجورجيا .. وهي تقع بين بحري قزوين والبحر الأسود .
أما دول شرق أوربا فتنقسم إلى دول بحر البلطيق لاتفيا وليتوانيا واستونيا ، ودول البلقان صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة ومونتنيجرو ومقدونيا وشمال اليونان ورومانيا وألبانيا ..
ودول أوربا الشرقية التي تضم دول البلقان إضافة إلى بولندا والتشيك وسلوفاكيا والمجر .

ثانياً : ما أصل المشكلة ؟
المشكلة أن كل جمهورية سابقة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي كانت تقريباً جمهورية اتحادية
بمعنى أنها تشتمل على العديد من الكيانات الصغيرة ذات الحكم الذاتي .
ومن هذه الجمهوريات الصغيرة ، الشيشان وأنجوشيا ، وأوسيتيا ، وأبخازيا (أو أباظيا) التي تنتمي لها عائلات أباظة ، وقرة باغ أو ناجورنوكاراباخ. وكلهم يسمون بالجراكسة .
هذه الجمهوريات كانت ذات توافق سكاني ديموغرافي طبيعي .. يعني كل أفرادها من جنس واحد ، ودين واحد ، وعادات وتقاليد واحدة .
وفي عهد ستالين بدأت سياسة التفريغ الديموجرافي .. والذي تعني ببساطة إعادة توطين سكان الاتحاد السوفيتي حتى لا يجمع أي جمهورية رابط سوى الانتماء للاتحاد السوفيتي فقط .
ويكفي أن تعلموا أن 40 بالمائة من سكان كازاخستان مثلاً ثالث أكبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي من الروس .
وهكذا صارت كل جمهورية بها شعوب وأقليات هاجرت إليها ، وجماعات أخرى أصلية .
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي بدأ التنازع حول تبعية هذه الجمهوريات ، فمنهم من أراد الاستقلال كالشيشان ، وابخازيا ومنهم من تنازعت دولتان عليه كقرة باغ .
ومنهم من تمرد دون هدف معلن مثل أوسيتيا التي لم يعلن متمردوها عن رغبتهم في الاستقلال أم في الاتحاد مع روسيا .
وصارت فكرة الانتماء والحق فكرة مؤرقة لهذه الجمهوريات ، وصارت هذه النزاعات بدورها وسيلة من وسائل الصراع الجيوسياسي في المنطقة .

ثالثاً : ما حكاية جورجيا ؟ وما علاقتها بالغرب ؟
جورجيا جمهورية صغيرة خضعت لحكم شيوعي بارز سابق هو إدوارد شيفرنادزة وزير خارجية الاتحاد السوفيتي في عهد جورباتشوف .
ودخلت في نزاع حول أبخازيا استمر سنوات ..
وسعت إلى استقلال قرارها السياسي عن روسيا دون الدخول في تحالفات مع الغرب خاصة في المرحلة التي كان يحكم فيها يلتسين روسيا .
ولكن نظراً لمرور أنابيب النفط الأسيوية في آراضيها القادمة من جمهوريات وسط آسيا ، ونظراً لموقعها الاستراتيجي الرابط بين البحرين الأسود وقزوين بما يمثله ذلك من إشراف على تجارة البترول عبر مواني البحرين .
والأهم سعي الغرب نحو استقطاب جورجيا لتكون شوكة في جنب روسيا .
فقد قام حلف الاتو بضم جورجيا إليه بعد أن دعم سكاشفيلي الرئيس الحالي ضد شيفرنادزة الذي سقط في الانتخابات ليفتح هذا السقوط الانفتاح التام على الغرب عموماً وأمريكا تحديداً .
وبدأت جورجيا تدعم المشاريع الأمريكية في المنطقة ، وبدأت تشارك في حروب أمريكا بقوات مسلحة في كل من أفغانستان والعراق ، وصارت تؤيد أمريكا في المحافل الدولية .
وإلى هنا بات من الواضح أن أمريكا قد صنعت حليفاً لها على حدود روسيا الاتحادية .

رابعاً : ما الذي يضير أمريكا من روسيا ؟ ولماذا تقف روسيا ضد المشروع الغربي عموماً ؟
بعد وصول بوتين إلى السلطة بدأ مشروعاً قومياً روسيا أراه من وجهة نظري الشخصية البحتة مشروعاً رائعاً .
فقد استطاع على مستوى الداخل القضاء على تشوهات الرأسمالية المستغلة التي غزت روسيا في عهد يلتسين .
وتقلصت أدوار المافيا الروسية ، وظهرت نتائج الإصلاح الاقتصادي بشكل سريع للغاية .
ثم اعتمد بوتين الرجل القوي ذي الخلفية العسكرية على فكرة إعادة إحياء دور روسيا التاريخي كقوة مؤثرة في العالم .
فبدأ بالتمسك بالديمقراطية ولو شكلياً ، فرفض تجاوز الدستور لتجديد رئاسته لفترة ثالثة ، ونصب مساعده الشخصي رئيساً للبلاد ، وقبل بمنصب رئيس الوزراء .
وفي الوقت ذاته بدأ في مناهضة السياسات الغربية ، فأبدى معارضته لمشروعات أمريكا
وحاول التصدى لفكرة توسيع حلف شمال الأطلنطي ، ورفض الدخول في السوق الأوربية المشتركة ، وطور صناعاته العسكرية بشكل كبير ، واعتمد على حلفاء الأمس ومد لهم يد العون .
فصار قريباً بل ومدعماً لإيران في مشروعها النووي ، كذلك دعم الترسانة العسكرية السورية بأسلحة متقدمة .
بل إنه وصل إلى طلب الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي ، وتم قبول عضوية روسيا باعتبارها دولة إسلامية يشكل المسلمون منها نسبة كبيرة في منظمة المؤتمر الإسلامي كعضو مراقب ( يحضر الجلسات ويشارك في النقاش ، لكن ليس له حق التصويت ) .

كل هذه السياسات أزعجت الغرب بشكل كبير ولهم الحق في الانزعاج .

وابدت روسيا معارضتها الحاسمة لإنشاء الدرع الصاروخي الأمريكي في البلاد التي كانت تخضع تحت سيطرتها من قبل ، بل وجهت إنذارات شديدة اللهجة أنها تعتبر مثل هذا العمل عملاً عدائياً ضد روسيا وتهديداً لأمنها القومي .

خامساً : التجربة :
كل هذا الكلام وهذه السياسات كانت لابد أن تخضع لتجربة القوة من كلا الطرفين ، حتى تستقر الأوضاع ويعرف كل طرف حدود الطرف الآخر لتستقر المعادلة .
قام الغرب بدعم أمريكي بدعم استقلال كوسوفو عن صربيا ( ورغم تأييدي الشخصي لاستقلال كوسوفو باعتبارهم مسلمين مضطهدين قبعوا تحت الاحتلال الصربي زمناً طويلاً ) إلا أن هذه الخطوة تمت على غير المتبع في السياسة الدولية ، وكان هذا إنذاراً لروسيا المؤيدة للصرب بأن هذا السيناريو قابل للتكرار في أي بقعة من مناطق نفوذها التي تعج بالاختلافات المذهبية والعرقية .

استغلت روسيا تحرك جورجيا ضد متمردي أوسيتيا الجنوبية التي كانت تخضع لرقابة لجان عسكرية روسية لحفظ الأمن ، وحاولت انتهاز الفرصة لتحقيق عدة أهداف هي :
1. الرد على استقلال كوسوفو .
2. تأديب جورجيا التي أعلنت في وقت سابق قبولها نشر الدرع الصاروخي .
3. إظهار الغرب وحلف الناتو بمظهر غير القادرين على حماية حلفائهم .
4. التأكيد على أن روسيا لها الحق في الفعل العسكري المنفرد رغم إرادة المجتمع الدولي كما تفعل أمريكا .
5. التأكيد على مصالحها وحرمة هذه المصالح وعدم تهاونها في التعامل مع أي تهديد .
6. وهو الأهم من وجهة نظري .. التأكيد على أن اللعب على الاختلافات المذهبية والعرقية والدينية قد يقوم به روسيا لمصلحتها الذاتية ، ولا يمكن أن يكون سبباً في لي ذراعها لا سيما وهي العالمة ببواطنه أكثر من أي دولة في العالم ، وأن هذا السلاح ذاته يمكن استخدامه لضرب مصالح أمريكا والغرب وتهديد استقرار الدول المتحالفة معهم .

وأرى أن روسيا استطاعت بجدارة أن تحقق هذه الأهداف .
وأن العجز الأمريكي والغربي في اتخاذ إجراءات مضادة من شأنه أن يحرك أمور السياسة الدولية قربياً (يعني في حدود 10 سنوات ) إلى موازين متعددة لا ميزان القوى الأمريكي وحده .

أما الحديث عن مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب بأي صورة فأنا أراها مستحيلة وغير واقعية بالمرة .

أرجو أن أكون قد أفدتكم
وعذراً على الإطالة
وتقبلوا خالص مودتي

يا سلام يا دكتورنا

و حشني كلامك الموزون