أمريكا تلقي ثلث الطعام في القمامة

كتب ثاليف ديين : بتاريخ 31 - 8 - 2008 تلقي العائلات الأمريكية في صناديق القمامة، 30 في المائة من الطعام، ما يعادل تبديد 48،3 تريليار دولار سنويا، ويساهم مع ظاهرة الإفراط في الطعام في تفاقم أزمتي الغذاء والماء في العالم، إذ يستهلك إنتاج "هامبورغر" واحدة 2،400 لترا من المياه.

فقد خلص مؤتمر المياه العالمي المنعقد في ستوكهولم هذا الأسبوع، إلي أن تبديد الطعام والإفراط في استهلاكه، يقفان ضمن أسباب تفاقم أزمتي الغذاء والماء في العالم.

وذكر المتخصصون من بين 2،400 مشاركا في المؤتمر، أن مرض السمنة الناتج عن المغالاة في الأكل، يتجاوز في خطورته مشاكل سوء التغذية، إلي الحد الذي يبلغ فيه عدد المصابين بهذا المرض 1،2 مليار نسمة، مقابل 850 مليون فردا يعانون من الجوع.

وصرح البروفيسور جان لندكويست من معهد ستوكهولم الدولي للمياه، أن "التخمة مشكلة أخطر من سوء التغذية (...) وتتسبب في كثير من المشاكل الصحية كأمراض السكر والقلب".

وأكد أنه "يمكن توفير طعام كافي وتغذية أفضل لسكان العالم المتزايدين، بتحسين إنتاجية المياه وخفض كمية الطعام المبدد". وأشارت دراسة بعنوان "ادخار الماء" إلي أن خطر سوء التغذية يمكن خفضه بزيادة التموين الغذائي، ينما غالبا ما يتزايد خطر الإفراط في الطعام وتبديده في المجتمعات التي يتوفر فيه الغذاء.

وكمثال، تلقي العائلات الأمريكية وحدها في صناديق القمامة نحو 30 في المائة من المنتجات الغذائية، بما تبلغ قيمة 48،3 مليار دولار سنويا.

وعن هذا، ذكرت دراسة مشتركة للمعهد الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أنه يمكن تشبيه هذا الوضع "بترك صنوبر المياه مفتوحا، وصب 40 تريليار لترا من الماء في صندوق القمامة وهي الكمية التي تكفي لتغطية استهلاك 500 مليون فردا في العالم".

وأفادت الدراسة بأن تبديد الطعام يعادل تبديد المياه، لأن كميات ضخمة منها تخصص لأغراض زراعة الأغذية ومعالجتها.

فذكر البروفيسور جون أنثوني ألان من كلية كنغز في لندن، والفائز بجائزة معهد ستوكهولم للمياه لعام 2008، وصاحب مفهوم "الماء الافتراضي"،بأن الناس تستهلك المياه لا للشرب أو الاستحمام فقط، وإنما بتناول المنتجات الغذائية أيضا.

وللعلم، يقيس مفهوم "الماء الافتراضي" كمية المياه المستعملة في إنتاج وتجارة الأغذية، من الحقل إلي المصنع إلي مائدة الطعام.

وبهذا، يستهلك فنجان واحد من القهوة 140 لترا من المياه خلال عمليات زراعة البن، وإنتاجه، وتوليفه، وشحنه. ويستهلك إنتاج "هامبورغر" واحدة 2400 لترا من الماء.

كما يستهلك إنتاج كيلوغراما واحدا من اللحم 15،000 لترا من الماء، وشريحة واحدة من الخبز الأبيض 40 لترا، وكيلوغراما واحد من الجبن 5،000 لترا.

وصرح ألان ل "آي بي اس" أنه دهش لمثل هذه الأرقام الكبيرة التي أعدها باحثوا في هولندا بطريقة علمية. وبسؤاله ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين أزمتي المياه والغذاء، قال أن المشكلة الأساسية تكمن في توزيع الغذاء والماء.

كما أكدت شارلوت فريتور الباحثة بالمعهد الدولي لإدارة المياه، أن نصف المياه المستعملة في إنتاج الطعام في العالم، ربما تهدر أو تبدد.

وأضافت أن "التغلب علي مشكلة فقدان المياه وتحسين إنتاجيتها، يتيحان إمكانيات مفيدة للمزارع وقطاع الأعمال والبيئة وقضية الجوع في العالم".

وأخيرا، أكد معهد ستوكهولم الدولي للمياه أن خفض التبديد والفقدان في دورة الإنتاج والاستهلاك بنسبة 50 في المائة، هو هدف ضروري وقابل للتحقيق.(آي بي إس / 2008)

المصدر: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب