بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في الفترة الاخير ناس كتييير بتكلمني عن مهنة المحاماة انها سيئة و كلها نصب و كل المحامييين نصابيين و مبيحسش انه يعتبر بيهين اللي قدامه بكلامه و خاصة اني محامي

و عجبني الحوار لذلك حبيت انقله و هو حوار بين مواطن و محامي

و بداية ارجو عدم التجريح او الاساءة لأي شخص سواء محامي او غير فالجميع ليس نفس الشخص كذلك عدم الخروج عن الموضوع
و في اخر الموضوع بوجه رسالة لطلبة الثانوية العامة او اللي بيدوروا ع كلية و محتاريين

حوار بين مواطن ومحامى !!!


-المواطن : هل تعلم يا استاذى العزيز ان مهنة المحاماة حرام؟

-المحامى : لماذا ؟

-المواطن : لانكم تدافعون عن اللصوص وتجار المخدرات وتحصلون على البراءة لهم مع انهم مذنبون ويخربون المجتمع

-المحامى : ولكن انا كمحامى اطبق نصوص القانون والقاضى الذى حكم بالبراءة كذلك يطبق القانون ومن ثم اذا كنت انا مذنب لدفاعى عن هذا المتهم وحصولى له على البراءة فالقاضى ايضا مذنب بناء على كلامك ... ثم انك تتكلم عن المخدرات والسرقة ولم تلاحظ اننا نأتى بالحق لاصحابه أيضا من المجرمين واللصوص


-المواطن : اليس هذا تناقض تارة تدافع عن المجرمين وتارة تدافع عن المجنى عليه ثم انكم تقلبون الحق باطل والباطل حق باستخدام الاعيبكم وثغرات القانون

-المحامى : يا عزيزى كما قلت لك نحن نطبق القانون لا غير قد يكون المتهم مذنب فعلا ولكن هناك اخطاء فى تطبيق القانون من قبل الغير ويجب علينا كرجال قانون ان نحافظ على سلامة تطبيق القانون ومنع التلفيق والتجاوزات والا سيكون الابرياء والشرفاء مثلك عرضة لهذه التجاوزات والتلفيق بدون اى ذنب ولذا لانفرق بين مجرم وشريف وانما الاصل تطبيق القانون على الجميع التطبيق السليم حتى تترسخ مبادئ العدالة فى المجتمع وايضا الحفاظ على حرية وكرامة كل افراد المجتمع , كما انه لايوجد شئ اسمه ثغرات القانون وانما هل الوقائع مطابقة للقانون ولا توجد تجاوزات او اعتداء على الحريات ام لا وهذا هو الفيصل فى حكم البراءة او الادانة

-المواطن : وبماذا تفسر حصول المجرمون على البراءة رغم انهم متلبسون بالجريمة ؟

-المحامى : كما قلت لك هذا يرجع الى اخطاء وتجاوزات الغير فى تطبيق القانون بالطريقة السليمة ومن ثم فالقاضى يعطيه البراءة لذات السبب وهذا ليس ذنبا فاذا ما حكم بالادانة فى قضية فيها تجاوزات وفساد وخطأ فى تطبيق القانون انعدم الامان فى المجتمع وسيصبح الجميع عرضة للاتهام بجرائم لم يرتكبوها وسيؤدى الى نشاط الفاسدين فى الكيد والاضرار وتلفيق الجرائم الى الغير

-المواطن : ولكن اليس هذا حراما ؟

-المحامى: يا عزيزى اذا لم يحدث هذا فليس للقانون فائدة وسيتم الزج بالشرفاء فى
السجون والعكس .. الهدف هو تطبيق صحيح القانون بحذافيره على كل الافراد


-المواطن : وما قولك فى تصرفاتكم غير الانسانية باضاعة الحقوق ؟

-المحامى : هذا القول مردود لاننا خريجى كلية الحقوق وهدفنا الاول والاخير ارجاع الحق لاصحابه وتقديم الظالم الى القضاء لعقابه

-المواطن : ولكن هناك افراد ضاعت حقوقهم بسببكم انتم

-المحامى : هذه تصرفات فردية وشخصية مثل اى مهنة فيها الصالح وفيها الطالح واعلم ان الحسنة تخص والسيئة تعم .. كما انك لم تنظر الى الشرفاء الذين يقفون الى جانب المظلوم وبدون مقابل الكثير منا يفعل ذلك ولا تعلم ما هى مدى السعادة التى نشعر بها عند ارجاع الحق الى مظلوم ليس لديه القدرة على سداد اتعاب محامى


-المواطن : من الواضح انك تريد اقناعى بأن مهنتكم من انبل المهن واشرفها

-المحامى :هذا الامر ليس فيه اى شك فهى كذلك بالفعل وارجع الى التاريخ وستجدها من اعرق المهن وتذكر من الذى دافع عن مصر وحريتها اثناء الاحتلال الانجليزى اليس المحامون وطلبة الحقوق .. الا تعرف مصطفى كامل وسعد باشا زغلول وغيرهم الكثير

-المواطن : معك حق ولكن فى هذا الزمن الوضع غير

-المحامى : لا يا صديقى المجادل المحاماة والمحامون فى كل وقت وفى كل زمان هم اصحاب الراية فى ترسيخ مبادئ العدل والحفاظ على الحريات مع القضاء فنحن القضاء الواقف وبدون محاماة تساعد القضاء وتحاور رجال الشرطة والسلطة فقل على المجتمع يا رحمن يا رحيم

-المواطن : لكن الناس لا تحب المحامين وتخاف منهم

-المحامى : قولك خطأ لانهم لا يعلمون حقيقة مهنة المحاماة مثلك تماما.. ودعنى أسألك سؤال اذا ما اعتدى اخر عليك او على حق لك او لقريب منك لمن ستلجأ ؟

-المواطن : الى جهاز الشرطة

-المحامى : نعم هذا فى البداية لتقديم شكوى ثم ماذا ؟

-المواطن : النيابة والمحكمة

-المحامى : واذا لم تستطع الحصول على حقك وحدث اى امر اخر؟

-المواطن : سألجأ الى محامى

-المحامى : نعم هذا ما كنت اود ان اسمعه منك

-المواطن : معك كل الحق

-المحامى : يا صديقى العزيز اخر كلماتى لك تأكد تماما ان مهنة المحاماة هى من أشرف المهن وأعظمها وبدونها سينهار الامن والامان فى المجتمع .. فالمحاماة هى عمود الامان للمواطن


-المواطن : لقد غلبتنى بكلامك .. صحيح انك محامى



و اخيرا و ليس اخرا من واقع دراستي احب انقل لكم جزء عن تاريخ المحاماة و المرافعة

المرافعة هى الخطاب الذى يلقيه طالب الحق أو وكيله بحضرة القاضى ليقضى له به :
يترافع المدعى والمدعى عليه بأنفسهما أو بوكيليهما أمام القاضى المدنى حيث يشرح كل منهما للقاضى وجهه نظره وكذلك فإن النيابة العامة تترافع في القضايا الجنائية لتعبر عن رأى المجتمع الذى تمثله أو من يدافع ليثبت براءته أو يلتمس الرأفة و كل هذه المرافعات بما تبينه من وجهات النظر المختلفة تساعد القاضى على معرفة وجه الصواب والقضاء به .
ويرجع تاريخ المرافعة إلى تاريخ الخصومات بين الناس . فمنذ اختلف طرفان على حق أمام قاضى يفصل بينهما بوجهة نظره ودليله وحججه فهذه هى المرافعة .
وكان يرجع لجوء الناس إلى الاستعانة بغيره للمرافعة عنه إلى أن كثرة الناس لا يحسنون التمل بأنفسه والإفصاح عن مراده وأكثره أيضاً لا يجرأ على الملام بحضرة القاضى مما يحيطه من هيبة مجلس الحم ولمثرة المترددين على ضاعات الجلسات من أصحاب الحاجات والفضوليين فاختاروا غيره الذين اعتادوا الوضوف بمجالس الحم والتمل أمام الجمهور واضوا أنفسه على معالجة الملام وترتيب الحجج وتمييفها .

فعند المصريين وجدت المرافعة الكتابية بدلاً من المرافعة الشفوية لخطورة الأخيرة على العدالة

على عكس اليونانيين الذين حظيت الخطابة عندهم على الكتابة وكانت قاصرة على الشرفاء فقط وكانت أماكن الخطابة مقدسة ) مثل حرم المحكمة وتطهر بماء مطهر إشارة إلى أنه يجب أن لا يجرى فيها من الأعمال ولا يتمثل فيها من الأقوال إلا ما كان طاهراً تقياً لذا أقاموا التماثيل للخطباء في المعابد احتراماً لفن الخطابة ثم خشوا من ذلك فسنت القوانين التى تمنع الخطباء من التأثير على المشاعر بين جدران المحاكم وحالوا دون وجود المتهم نفسه أو أقاربه بقاعة الجلسة أثناء مرافعة المدافع عنه .

أما الرومانيون فلم يحاربوا أساليب البلاغة وطرقها على الرغم من شكلية القانون والاجراءات وجمودها فكان عندهم خطباء من الطراز الأول الذين يؤثرون في العواطف وكانت الخطابة في عهد الإمبراطورية الرومانية سبيل المناصب العليا .

وكان العرب كانوا يدافعون عن انفسه بأنفسهم في مجالس القضاء ولهم في ذلك اسلوب بليغ وردود مفحمة ، كما تدرجت المرافعات الأوربية وفي مصر حتى وصلت إلى ما نحن فيه الآن .



و اخيرا كل مهنة فيها الصالح و الطالح
سواء محامي او دكتور او مهندس او محاسب او .. او .. او .. الخ الخ
لكن مش معني ان الطالح منتشر يبقي لا يوجد صالحين و نخلي بالنا لأن اللي بيتكلم ممكن يكون بيهين اللي قدامه بالرغم انها عن غير قصد

و احب اضيف نقطة اخيرة و خاصة للشباب الجديد اللي خلصوا ثانوية عامة
مفيش حاجة اسمها حقوق ملهاش لازمة او تجارة ملهاش لازمة لا يوجد غني عن اي مهنة فكل مهنة بنحتاجها و كلهم بيكملوا بعض
و ابسط مثل شركة مقاولات
المهندس المعماري بيرسم و يخطط و المدني بينفذ و المحاسب بيمسك حسابات الشركة و مسئول عن الرواتب و الميزانية و المحامي مسئول عن الشئوون القانونية و كل ما يتعلق بالجانب القانوني للشركة مثل العقود و التحقيق مع المخالفيين زي المهندسين و المحاسبيين و الاداريين بشكل عام و الدكتور مسئول عن علاج و فحص اي شخص يصاب في الشركة او في موقع العمل و خريج اداب لغات مثلا و اداري في العلاقات العامة مثلا مسئول عن الكلام مع اي جهة اجنبية بينهم و خريج حاسبات و معلومات مسئول عن اجهزة الكومبيوتر و الصيانة و البرمجة و الشبكات في الشركة و بين الشركة اتفاق و عقود و المدير فوق كل دول ممكن يكون من خريج كلية ملهاش علاقة بنشاط الشركة
شوفتوا ازاي كله مهم و بيكمل بعضه مش معني انك مدخلتش هندسة او طب يبقي تزعل طب مانا كان قدامي فرصة هندسة خاص او تجارة او اداب او او لكن فضلت حقوق :)

محدش يجي يقولك اللي بتدرسه جوة غير برة او تذاكر قبلها بشهر كل ده كلام فشلة او ناس الدراسة مش في دماغها انا في شغلي اعتمدت ع اللي درسته في مرحلة الليسانس زي مثلا قانون الاجراءات الجنائية في حين بشوف محاميين كبار و بيستعينوا بكتب في الاجراءات الجنائية عشان القضية ده مثل ع اللي بندرسه
اما في الدراسات العليا فاحنا بندرس القانون مع التعمق و القانون المقارن :)

و بالتوفيق للجميع ان شاء الله