لا يوجد اتفاق على شيء واحد بين الناس كلهم أبدا حتى الله تعالى سبحانه وجل شأنه لم يتفق البشر كلهم على عبوديته ! فتجد المؤمن والكافر والملحد
وكذلك فلن تجد حكما فقهيا متفق عليه بين كل من ينتسبون إلى العلم لأن منهم العالم والمتعالم والمؤمن والمنافق وداعية الهدى وداعية الضلال وما أكثر هؤلاء في زماننا هذا فقد ابتلينا بهم
لكن المؤمن هو من يتق الشبهات ويبرأ لدينه وعرضه ولا يتعلق بفتوى لشخص منتسب إلى العلم لأن هواه يميل إلى هذا الشيء فالحلال بيّن والحرام بيّن ومن يتعلق بزلة عالم أو ضلالة جاهل لن تكون هذه الفتوى عذرا له أمام الله ولن يحمل عنه صاحب هذا الفتوى شيئا من الإثم والوزر لأنه لم يتحرى الصواب وأخذ بقول بشر وترك كلام رب البشر
عودا لموضوع البنوك فالبنوك تعتمد اعتماد كليا على الإقراض الذي تسترده مرة أخرى مضافا إليه ما يسموه زورا "الفائدة" وهذا هو عين الربا الذي لا جدال فيه والذي حرمه الله ورسوله وتوعد آكله وموكله وكاتبه وشهوده بالعذاب واللعنة فمن يترك كلام الله ويتمسك بكلام فلان وعلان فهو مريض صاحب هوى ولعله من الذين قال الله فيهم: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" فليتق الله وليحذر بطشه وعذابه ونقمته
أما الضرورات فالضرورة تقدر بقدرها والذي يحدد هذه الضرورة هم العلماء الثقات المشهورون بتقواهم وورعهم وعلمهم والعلماء على أن الضرورة في مثل هذه المسائل هي "الهلاك" بمعنى أن الشخص إذا لم يقترض قرضا ربويا فسيهلك حتما لا محالة وليس له حيلة سوى ذلك كمثل الشخص يمشي في الصحراء وسيهلك من الجوع وليس أمامه إلا أكل لحم الخنزير ليعيش أو سيهلك من العطش وليس أمامه إلا شرب الخمر ليعيش ولو لم يفعل لمات وهلك فهذه هي الضرورة وهي لا تنطبق قولا واحدا على أكثر من 99% من حجج الذين يتعاملون بالربا في هذا الزمان الذين أكثرهم يقترضون ليشتروا سيارة موديل السنة ! أو ليشتري شقة تمليك بدلا من الإيجار ! أو ليدخل ابنه مدرسة لغات بدلا من الحكومية ... إلخ الأعذار الواهية
والله أعلم
المفضلات