مع تسارع وتيرة الحياة العصرية وفي ظل الانفلات الاخلاقي وانهيار القيم لدى البعض من افراد المجتمع مما ادى الى ازدياد معدل الجرائم، أصبحت كاميرات المراقبة من الضروريات الامنية المهمة في شتى الأماكن نظرا لما يتعرض له الاشخاص من الحوادث كالتحرشات والسرقات في الخارج، او خيانات ومصائب الخدم داخل المنازل، وكثيرا ما تثير مسألة استخدام آليات المراقبة الجدل لدى الكثيرين وتتباين بشأنها ردود الافعال بين مؤيد ومعارض، فهناك من يقر بانها غدت اولوية في الوقت الراهن وفريق اخر يرى انها انتهاك لخصوصية الفرد وتقييد لحريته في اغلب الاحيان، وللوقوف على مختلف الاتجاهات حول استخدام كاميرات المراقبة بالاسواق والاماكن العامة والمدارس وغيرها، استطلعت «الأنباء» آراء شرائح مختلفة من المواطنين والمختصين واصحاب الاعمال والمجمعات التجارية والتربويين وعلماء النفس والاجتماع..
وجاءت آراء المواطنين حول استخدام كاميرات مراقبة في المنازل والاسواق والمعارض والاماكن العامة بين مؤيد ومعارض كالاتي:
في البداية تقول المواطنة مريم العتيبي انه من الضروري مراقبة الخدم لأنهم حين يعلمون أنهم مراقبون فسوف يردعهم ذلك عن الخطأ والاستهتار، بينما ترى نادية المطيري انه لا مانع من وضع كاميرات في البيت لمراقبة الخدم بشرط أن يتمالك الشخص اعصابه عند رؤيته بعض الامور البسيطة التي قد لا تعجبه، وأنها تفضل وضعها دون علم الخدم وتنصح الشخص الذي لا يستطيع ضبط انفعالاته الا يضع الكاميرات في المنزل، لان التغافل عن بعض الأمور أحيانا يكون افضل.
بدورها، ترى هيفاء المبارك انه في هذا العصر تعتبر المراقبة ضرورية جدا لأن من يأتون للخدمة في المنازل من دول مختلفة ولهم عادات وتقاليد لا تمت بصلة الى المجتمع الكويتي او العربي، كما تأسف لانعدام الرقابة من الجهات المختصة عن ملفات العمالة قبل دخولها البلاد، وترجع اهمية وجود الكاميرات في المنازل لحاجة الأسرة للخدم من جهة وخوفهم على أبنائهم وأنفسهم من الافعال العنيفة التي حدثت في البلاد من جهة أخرى
من جانبه، أوضح ناصر السبيعي انه يوجد في منزله العديد من الخدم، الا انه لم يفكر مطلقا في نظم المراقبة لانه يعتقد ان الخدم إذا تم اختيارهم بعناية والحديث المطول معهم قبل اختيارهم ثم معاملتهم بالحسنى والكرم فإنهم يجدون الملجأ والأمان وبذلك لن يفكروا في أي جريمة او ضرر للأسرة التي تعاملهم بالإحسان، ويخالفه الرأي في ذلك معاذ العوضي الذي تحدث عن تجربته الأليمة مع الخادمات، حيث عاملوهن بالحسنى ولكن منهن من وضعت البول في مياه الشرب ومنهن من وضعت السحر بالطعام ومنهن من أهانت الطفل ولم تهتم بالجدة المسنة، فتغيرت وجهة نظره الى ضرورة وجود المراقبة داخل المنزل بكل بقعة فيه مع التسجيل
وتؤكد فوزية المعتوق انها تحب ان تعطي الثقة والامان لخادمتها لانها اذا شعرت بذلك فستكون مخلصة لها ولكنها ترى انه لا بد من الشدة الخفيفة بنفس الوقت بحيث تراقبها دون كاميرات، وفي السياق ذاته، اكدت فاطمة الخصيلي انها تؤيد استخدام كاميرات المراقبة في المنازل لأن مشاكل الخدم كثيرة خصوصا لاشخاص يعيشون بيننا ونحن لا نعرف عنهم شيئا من ناحية سلوكهم وتربيتهم وبيئتهم وحياتهم وكيف يتكيفون معنا، ولا مانع من ان نعطيهم الثقة ولكن الاحتياط واجب».
اما عن آراء المواطنين في استخدام كاميرات المراقبة في الاماكن العامة كالاسواق وغيرها فقد ايدت الغالبية الساحقة ممن التقتهم «الأنباء» ضرورة وجود الكاميرات في تلك الأماكن، واكدوا ان توافر المراقبة يعطي ثقة وطمأنينة لدى الجميع حيث قالت ام محمد: «أؤيد وجود كاميرات مراقبة في المجمعات حيث انها تردع من تسول له نفسه اي فعل سيئ وايضا تحفظ حقوق اصحاب المحلات من السرقة وغيرها، ولكن يجب الا تكون في الاماكن الخصوصية مثل غرف قياس الملابس ودورات المياه». وتشاطرها الرأي في ذلك دانة القشاط التي تؤيد وجودها في جميع المجمعات التجارية والأسواق المغلقة للحفاظ على أرواح مرتاديها من العنف والتعدي غير المرغوب فيه، وأضافت ان الكاميرات هي الدليل الوحيد لإثبات تعدي اي شخص على غيره بالقول او الفعل او السرقة او غيرها مما يهابه المواطنون، بدورها ايدت الطالبة فاطمة العازمي وجود كاميرات مراقبة في كل مكان حتى في الدوامات للموظفين والطلبة، وخصوصا الاماكن التجارية لكثرة جرائم القتل وازدياد التحرشات الجنسية، خاصة ان المراقبة تردع من يقدم على اي خطوة سوء، وبالتالي تقلل من نسبة الحوادث والعنف