خاطرة جالت بعقلى واحتار قلبى قبل عقلى بشأنها
أبان حرب الخليج سمعنا عن تدشين اول حملة مقاطعة لكل ما هو امريكى وانتشرت على الانترنت انتشر الهشيم قةائم تحوى المنتجات الامريكية او هكذا اجتهد الداعون وبالطبع افتقدت هذه القوائم لكثير من المنتجات التى تحمل علامتها التجارة استثمار امريكى كشويبس مثلا الذى جهل الكثير وقتها ان شركة اتلانتيك الامريكية والمالكة لعلامة كوكاكولا هى المالكة لعلامة شويبس وان سيارات كوكاولا هى التى توزعه فى مصر
المهم مررنا بجولات وجولات من الصراعه العلمى والفقهى عن مألات المقاطعة واليات تحديد مستوى الضرر الداخلى والخارجى وهكذا الا ان ظهرت الرسوم المسيئة للنبى فانتشرت دعوات اخرى بمقاطعة كل المنتجات الهولندية وانتشرت قوائم بمنتجات يدعى الى مقاطعتها ودار نفس الجدال ولكن كان اقل وطأة فثقافة مجتمعنا تميل الى المنتجات ذات العلامة الامريكية ومعظم المنتجات الهولندية المذكورة على قوائم المقاطعة لم تكن تشكل اى من موائد المواطن العادى
ثم ظهرت تصريحات ساويرس التحريضية والتهكمية فانتشرت نداءات مقاطعة موبينيل وهكذا
والكل ينادى بالمقاطعة وينس اننا شعب مستهلك وليس بمنتج وبينما كان المنادون بالمقاطعة يشيدون بالمنتجات الوطنية والمتمثل فى منتجات الخدمة الوطنية (قوات مسلحة)ابتداء من مكرونة الملكة ومرورا بمياه صافى وانتهاء بمحطات بنزين وطنية ووجد الشعب فى قواته المسلحة الامان النفسى الذى يبعده عن منتجات شركات تنتمى الى الماسونية العالمية على قول الدكتور عكاشة عليه من الله ما يستحق
الى ان جاء اليوم الذى امتدت فيه ايدى القوات المسلحة لا لتنتشل اخوتهم من الفقر والجوع والمرض ولكن لتنتشلهم من فوق الارض وتلق بهم الى المحارق و القبور- وانا لست بصدد الحديث عن خلاف سياسى وتحديد من المخطىء سياسيا وانما اتحدث من باب الانسانية وحرمة النفس والدم جميعا الا بحق والحق لا يتأت بالضرب فى الرقبة والرأس اذا كنت اواجه ارهابى ولكن الضرب فى غير مقتل اذا لزم الامر لتعجيز من امامى عن الفتك بى او محاصرة المخالف للقانون والقبض عليه فى غير مخاطرة بحياتى - والحق لا يتمثل فى تجريف الجثث وحرقها ولو لجثة عدو كافر او محارب
المهم بعد ان طالت ايدى الجيش اخوتهم المخالفين بما رأينا وسمعنا ازدادت قوائم المقاطعة الى مقاطعة الملاذ الامن (40% من اقتصاد مصر) والتكأة الوحيدة الذى كان المواطن البسيط يذهب اليها مطمئنا انه لم يبع دم اخوانه فى فلسطين او العراق ولم يبع عرض نبينا صلى اله عليه وسلم ولم يعن مشعل فتن طائفية على فتنته
ذاب هذا الملاذ الامن واصبحت قوائم المقاطعة تجمع كل مكونات حياتنا
بل ان المقاطعة تعدت قوائم البضائع لتشمل الاهل والاقارب والاصحاب ولا حول ولا قوة الا بالله
واصبح المخالف فى وجهة النظر ضمن قوائم المقاطعة ولا يمكن ان يجتمع متخالفون الا وتدب بينهم نار الخلاف السياسى وما ذلك الا لاننا سمحنا لخلاف سياسى ان يتحول الى حرب ومعركة بقاء
وما هذا الا لان البعض سمح لنفسه ان تقبل للدماء ان تسال تحت اى عنوان بحيث الفت نفسه المشاهد ولم يعد بطن طفل مبقورة او رأس شاب متفجر او مخ امرأة انفرط عقده على الارض يثير اى شجون بل اصبح البعض يبرر للقاتل ويصفق له ويدعو له بمزيد من الدماء ان تسيل على يديه ولو سمحنا لانفسنا لحظة ان تتوقف وتنظر خلفها فى تاريخ الحروب وخاصة الاسلامية لرأينا البون الشاسع بين وصايا النبى لجنوده فى تعاملهم مع الاعداء وبين ما يوصى جزء من الشعب الجلادين بفعله مع الجزء الاخر
اكررها ثانية اتنى لست بصدد تقيم الاخوان او العسكر ولا اعلق على صراع سياسى وانما اتحدث عما الت اليه حياتنا ومجتمعاتنا من تقطيع لكل الاواصر وانتهاك كل الحرمات حتى بتنا نرى من يبلغ عن زوجته بانها اخوانية ومن يستغل انه ضابط قوات مسلحة ليوقع بصهره حتى يجبر زوجته التى تطلب الطلاق على العودة الى بيته والا سجن ابيها وحتى سمعنا ان الاستجابه لبلاغ بوجود اخوانى اصبح اسرع بمئات المرات من الاستجابة لبلاغ عن حادث او سطو مسلح او ما شابه
مع ان الكل يعلم انه لا يمكن الجزم بانتماء احد الى الاخوان الا باعترافه او بكونه من الصفوف الاول فى الجماعة واشتهاره بذلك اعلاميا وخاصة اثناء توليهم لادارة البلاد (ولو صوريا)
اى ان كلنا معرض ان يتهمه احد المخالفين او المتخاصمين بانه يتبع الاخوان ويقينا انه سوف يؤذى حتى يظهر له صاحب وليس اغرب من اتهام اوباما واخوه بانهم اخوان بل والاغرب اتهام مسيحين ضد الانقلاب بان يتبعون لتنظيم الدولى للاخوان المسلمين مع احتفاظهم بالديانة المسيحية ولا حول ولا قوة الا بالله
الله ينور عليك
متفق معاك فى كل كلمه
المفضلات