اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Shikh_Khaled
احذروا - إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده.
فإن الشيطان يزين المباح، في أول مرتبة. ثم يجر إلي الجناح فتلمحوا المآل، وافهموا الحال.
وربما أراكم الغاية الصالحة، وكان في الطريق إليها نوع مخالفة، فيكفي الاعتبار في تلك الحال، بأبيكم:
" هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى " ؟.
إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد، ولكنه غلط في الطريق، وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء.
يتأولون لعواقب المصالح، فيستعجلون ضرر المفاسد.
مثاله أن يقول للعالم أدخل على هذا الظالم فاشفع في مظلوم، فيستعجل الداخل رؤية المنكرات، ويتزلزل دينه.
وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم.
فمن لم يتق بدينه فليحذر من المصائد، فإنها خفية.وأسلم ما للجبان العزلة، خصوصاً في زمان قد مات فيه المعروف، وعاش المنكر،
فليس إلا العزلة عن الخلق. والإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة.
ولأن أنفع نفسي وحدي: خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر.
فالحذر الحذر من خوادع التأويلات، وفواسد الفتاوي، والصبر الصبر على ما توجبه العزلة.
فإنه إن انفردت بمولاك فتح لك باب معرفته. فهان كل صعب، وطاب كل مر، وتيسر كل عسر، حصلت كل مطلوب.
والله الموفق بفضله، ولا حول ولا قوة إلا به.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lena jo
بعد اذن حضرتك ممكن توضيح هذه النقطة و كيف لعمل الخير ان يؤدي لمفسدة. ممكن مثال من الزمن الحالي.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , الأستاذة الفاضلة جزاكم الله خيرا على حسن المتابعة وعلى طرح هذا السؤال الذي يتبادر لذهن الكثيرين
وأسأل الله أن يجعل في ميزانك مثل أجر كل من استفاد من قراءة هذه المشاركة
فإن للشيطان طرق كثيرة لإضلال بني آدم وإغوائهم، منها :
:frown: طريق البدعة والضلالة،
:frown: ثم يليه طريق كبائر الذنوب وتزيينها لإيقاعه فيها،
:frown: ثم طريق الصغائر،
:frown: ثم التوسع في المباحات،
:frown: ومنها إشغال المؤمن بالأشياء المفضولة وترك الفاضلة،
:frown: ومنها أن يؤلب على المؤمن جنوده وأولياءه،
:frown: ومنها تلك الطريقة التي ذكرها بن الجوزي رحمه الله وهي " أن يزين له عمل الخير ليوقعه في مفسده " ولا حول ولا قوة إلا بالله
وبالإضافة للأمثلة التي ذكرها بن الجوزي رحمه الله , أجد أفضل مثال عليها والذي ينطبق أيضا على واقعنا المعاصر
قصة برصيصا الراهب , وفيه نزل قول المولى جل وعلا " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين "
برصيصا هو انسان كان عابد زاهد يعبد الله من بني إسرائيل وكان صالح وقيل أيضاً انه كان صعب جداً اغوائه من قبل الجن والشياطين من قوة إيمانه بالله عز وجل
وقيل أنه عبد الله 70 سنة لا يعصي الله ظاهراً ولا يخرج من مضجعه الا لحاجة، ولكن في يوم من الأيام أتى له 3 أخوة يريدون الذهاب للجهاد في سبيل الله
وكانوا معهم اخت لا يدرون مع من يضعوها لكي يذهبوا ، وقالوا لا نأتمنها الا عند الرجل الصالح برصيصا فلما ذهبوا وعرضوا عليه الموضوع رفض ورفض
لكن وافق بعد وقت لإلحاحهم عليه بأن يقبل وقالوا له انها في بيت قريب من بيتك ماعليك الا ان تجلب لها الطعام ،
فذهبوا الأخوة للجهاد وكان برصيصا يجلب لها الطعام ويذهب هكذا يومياً حتى اتبع خطوات الشيطان
فكان يتدرج معه الشيطان في اوقاعه في الفاحشة ،
فتارة يقول له الشيطان اذهب وسلم عليها لكي تتطمن أهي حية ام ميتة
وتارة يقول له سلم عليها واسأل عن حاجتها
وأيضاً يقول له سلم عليها واسأل عن حاجتها و تكلموا من خلف الباب ،
وهذا كله حصل على فترات متباعدة فهي غريزة في قلب الانسان سواء كان رجل ام امرأة وهو الضعف امام الجنس الآخر ،
فأتى له الشيطان مرة وقال له اطرق الباب وادخل البيت وأسأل عن حاجتها ،
حتى أتى يوم فوقع في الفاحشة وقام استغفر ربه وتاب ،
أتى يوم وقالت له هذه المرأة انها حامل فلم يعلم ما يفعل حتى انجبت الطفل وأتت به الى برصيصا وقالت له ماذا افعل فلم يعلم ،
هذا هو العابد زنى واهتم بكلام الناس فزين له الشيطان ان يأخذ الطفل ويذهب به خارج المدينة وقتله ،
فأصبح هذا الرجل العابد الزاهد برصيصا هو قاتل وزاني ،
وأتى له الشيطان وقال له ان إخوتها من الممكن في أي لحظة يأتون ليأخذوا امانتهم وقال له الشيطان اقتل المرأة وأعتذر لإخوانها وقل لهم انها مرضت وتوفيت جراء مرض
فاخذها وذهب الى نفس المكان الذي قتل فيها الطفل وقتلها ،
فأتوا إخوتها وقال لهم ماقال له الشيطان وذهبوا كل واحد في بيته وهم ثلاث إخوة ،
فرقدوا ولما أصبح الصباح فكل واحد منهم رأى رؤية وهي نفس الرؤية اتتهم وهو انه اتاهم الشيطان فحكى لهم القصة الحقيقية
وتجمعوا وكل واحد منهم يحكي القصة لأخيه ، فحكى الأول القصة وقال الثاني والثالث بلى انني رأيت الرؤية نفسها ،
فذهبوا لموقع الجثتين ورأوها حقيقة فذهبوا يحرقون بيت برصيصا ومسكوه وضربوه وشهروا به وماكان له الا القصاص ،
فقبل قصاصه بلحظات اتى له الشيطان هو نفسه يقول له رأيتني وانا ازين لك ولا يدرون ثم جعلتهم يدرون و قال له أيضاً أتريد انني انجيك من القصاص !
فقال برصيصا نعم ان كنت تستطيع فقال الشيطان اسجد لي سجدة واحدة وسأخلصك من هذا العناء ، ، وهو يرى الناس قد بدؤوا يقتربون منه للقصاص سجد للشيطان !!
ولكن الشيطان لم يساعد برصيصا فمات وهو ساجد للشيطان فأصبح مشركا بالله ،
فهو زاني ثم قاتل ثم كاذب ثم مشركا بالله تعالى
" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين "
<><><><><><><><><>
وهكذا استدرجه الشيطان وزين له العمل الصالح " وهو رعاية هذه الفتاة " كي يوقعه في كبائر الذنوب
ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم لا يخلون رجل بامراة ولو كان يعلمها القرءان
فتعليم القرءان هو خير عمل كما قال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرءان وعلمه
فقد يجر الشيطان الإنسان إليه ويحببه فيه لكي يوقعه في الخلوة المحرمة
أرجو من الله أن أكون قد استطعت توضيح هذه المكيدة من مكائد الشيطان لعنه الله
وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد