شوية فلسفة تاريخ ممكن تساعد و هستعين هنا بصديق اسمه ارنولد توينبى و ده مؤرخ حضارات كاملة و نظريته فى فلسفة التاريخ ضمنها فى موسوعته الاشهر قصة الحضارة
بعد دراسته لاسباب صعود و هبوط الامم على مر التاريخ. . . خلص ارنولد توينبى الى نظرية التحدى و الاستجابة
يعنى ايه. . . يعنى الامم زيها زى الافراد بتقابل تحديات و امتحانات. . . و يا تنجح فيها يا تفشل. . . و النجاح معناه الاستمرار و الفشل معناه الاضمحلال
و على قدر التحدى. . . تكون الاستجابة. . . و اذا كانت الاستجابة اقل من مستوى التحدى فده يصب ناحية اضمحلال الحضارة
لو طبقنا النظرية دى على كل حضارات العالم القديم منها و الحديث سنجد انها تفسر الكثير من اسباب صعود و هبوط الامم و الحضارات
طيب لو طبقناها على المسرح العالمى بصورته الحالية
هنلاقى ان الثقافة الامريكية كأسلوب حياة سادت فى النصف الثانى من القرن العشرين و تفوقت على خصومها لسبب جوهرى وحيد . . . هو انها قائمة على الابداع الفردى. . . يعنى ببساطة انت بتعرف تعمل ايه. . . و هل اللى بتعمله ده له قيمة و اهمية عند حد تانى و لا لأ. . . عشان كده المجتمع الامريكى مجتمع تنافسى جدا و يقدر الموهبة الفردية و يدعمها و يصقلها و يبرزها. . . و يوجد نظام قوى محكم يقوم بتجميع هذه المواهب الفردية و يكافئها و يضعها فى نسق يدفع المجتمع للامام. . . ده المحرك الحقيقى للبلد . . .
طيب امريكا فى القرن العشرين كانت بتواجه مين. . . بتواجه النقيض. . . ثقافات شمولية تكبت الفرد بزعم ان ذلك لصالح المجموع. . . زى الاتحاد السوفيتى سابقا و الصين حاليا. . . طيب انهى ثقافة اكثر اتساقا مع الطبيعة البشرية. . . من الواضح انها الثقافة الامريكية التى تشجع الحرية الفردية و الابداع الفردى لان الانسان ولد ليكون حرا . . . لكن الموضوع مش بالسهولة دى لانه اذا كان الاتحاد السوفيتى فشل بسبب شموليته و قمعه للفرد. . . فالصين استوعبت الدرس و هى تقوم فى اخر عقدين بفتح مجتمعها رويدا رويدا حتى لا ينسحق تحت وطأة التغيير العنيف كما انسحق الاتحاد السوفيتى الذى انهار مع القليل من المكاشفة و المصارحة و الحرية. . . الصين ايضا تواجه العالم بنظرية اقتصادية جديدة. . . مشتقة من طريقة حياة النمل. . . كل نملة تعمل و تنتج فى ظل اطار عام للمجموع لا تخرج عنه رغم حريتها فى ذلك ان ارادت لكن ساعتها لن يكون لها قيمة بدون المجموع
طيب هل هيحصل صدام بين امريكا و الصين. . . التاريخ يعلمنا ان الصدامات بين الدول و الحضارات تكون إما للتوسع و السيطرة. . . او بسبب قلة الموارد و مواجهة ندرتها. . . لكن السببين حاليا و للمدى المنظور لا يتسببان فى وضع امريكا و الصين على مسار تصادمى. . . ده حتى البترول سعره فى النازل :-)
اما القوى القديمة التى عرفت السيطرة و العظمة فى وقت ما فلدي كل منها شئونه الداخلية التى تشغله. . . اوروبا تم استئناسها تحت المظلة الامريكية و كل ما يشغلها حاليا ايجاد حلول للمشاكل الداخلية التى تعوق تكامل اعضاء اتحادها. . . اما روسيا فرغم محاولتها للنهوض كالعنقاء من رماد الاتحاد السوفيتى سابقا الا انها لم تصل بعد بشكل كامل لمكونات القوة الكامنة داخلها بشكل كامل يجعلها تتسلم دفة قيادة العالم نحو عودته كعالم ثنائى الاقطاب على الاقل
نأتى للمتغير x. . . او ذلك المجهول القادم من الخلف بقوة ليتسبب فى ازمات لكبار العالم . . . و انا رأيى ان هؤلاء بالتحديد هم اللى هيودوا العالم فى ستين داهية. . . لان القوى العظمى المتمرسة سواء قديمة او حديثة خلاص ارست قواعد اللعبة و اتقنتها و تعرف جيدا حدودها و حدود غيرها. . . اما الصغار فأهم ما يميزهم هو الغشم. . . يعنى غرور القوة. . . بالذات لو قوة غير تقليدية. . . مثلا السلاح النووى فى ايد العيل بتاع كوريا الشمالية ممكن يبدأ تفاعل احداث متسلسل يودى العالم فى ستين داهية. . . صراع زى الصراع الايرانى الاسرائيلى. . . مرشح بقوة من وجهة نظرى انه يغير شكل النصف الاول من القرن ده. . . يعنى من الاخر هيرسى الموضوع على اشتعال عظيم النار من مستصغر الشرر. . . يعنى هيعملوها الصغار و هيقعوا فيها الكبار :-)
المفضلات