يااااااااااه.....كاتب متمكن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the_last_rebel
مما لا شك فيه أن الهجرة والغربة تؤثر على نفسية المهاجر .
يمر المهاجر بمراحل مختلفة من الحالة النفسية و المشاعر المختلطة :
• فور استلامه أوراق الموافقة على طلبه للهجرة هو نفس شعور المسجون عنما يتلقى خبر إطلاق سراحه …هذا طبعا يتناسب مع قدر معاناته في بلده الأم
• عند ركوب الطائرة لسان عقلك يقول داخلك “ أنه يحدث بالفعل …أنها حقيقة ...أخيرا ...لم أكن أظن أني سأعيش لإدراك هذه اللحظة “
• عند إقلاع الطائرة تنظر من شباك الطائرة بنظرة إنتصار و توديع خفي ولكن نشوة وفرحة الإنتصار هي الغالبة على الموقف . المباني والبيوت والشوارع والعشوائية والزحام والتلوث البصري والسمعي والدخان والتراب…كله يتضاءل تدريجيا حتى يغيب تماما عن مجال بصرك
• أثناء الرحلة ربما لوهلة تشعر أن شيء قد أنتزع منك لكن مازال شعور الفرحة بإطلاق سراحك طاغيا ثم يخالطه شعور أخر وهو القلق مما أنت مقدم عليه
• عند قرب وصولك وبداية الهبوط وبداية ظهور معالم الحياه مرة أخرى بعد ساعات طويلة من سماء مفتوحة وعبور محيطات…مباني وبيوت وشوارع و طرق وسيارات وأشجار ومساحات خضراء...الرؤية مختلفة لا يوجد سحابة مظلمة تحجب مجال الرؤية …لا يوجد عشوائية تؤذي بصرك …كأنك تنظر إلى ماكيت أو رسم تصميمي لمدينة جديدة على لوحة رسم هندسي…وليس على مدينة حقيقية تضج بالحياة
• لحظة وصولك وخروجك من الطائرة ربما تتصاعد نبضات قلبك و لسان عقلك يقول “ ده الموضوع بجد …”
تذهب إلى الجوازات ثم مكتب خاص بالمهاجرين الجدد الكل يتعامل بإحترام وإبتسامة…لا يوجد ضوضاء لا يوجد إزعاج …كأن شخص ما قد ضغط على زر تخفيض الصوت على الريموت كنترول ...حتى عندما تنتهي الإجراءات وتخرج خارج المطار و أول لقاء واتصال وتعامل مع هذه الدنيا الجديدة …تنظر يمينا ويسارا…حواسك تحاول أن تعمل orientation لهذه البيئة الجديدة …يبدو أن هذا الشخص لم يقم فقط بتغييرضبط الصوت فقط من الريموت كنترول وإنما قام بتغيير ضبط الصورة أيضا …الرؤية أوضح ...الرؤية hd…والصوت منخفض …حواسي ليست متوترة…الهواء رائحته مختلفة ...الهواء رائحته جميلة طبيعية …أكاد أشعر بنشوة في رئتي …ياه …هذا ماكنت أبحث عنه …يبدو أن الحياة ستروق لي فعلا في هذه البلاد …”
• بعد مرور شهر ..." أنا عايز أرجع مصر ...!!!”
يتبع بإذن الله ...
كأني بقرأ رواية لأديب متمكن
أحييك على أسلوبك و دقتك
بس المشاعر اللي هيحس بيها كل فرد مختلفة
يعني في واحد حلم حياته شارع نضيف و أبتسامة في وجه موظف حكومي و نظام ماشي على الجميع
ده فعلا هيحس بنشوة عظيمة و كل أحلامه بتتحقق فجأة قدام عنيه
أنا عن نفسي رغم رغبتي الكبيرة في السفر خارج مصر....لكني مقدرش أتخيل بنتي مكان أي واحدة من البنات هناك
مقدرش اتخيل أن لما ربنا يسألني عن اللي جعلهم في رعايتي أقوله يا رب أنا رميتهم في البحر بأيدي و قلتلهم عوموا أنتم عشان خاطر أركب مواصلات أفضل و أسوق على شارع مسفلت
صحيح الإنفلات اﻷخلاقي بدأ يتسرب للدول اﻹسلامية بشكل كبير جدا...لكن مازال البون واسع
ممكن تجيلي حالة زي دي لو نزلت من الطيارة و لقيت نظام و شوارع نضيفة و ابتسامة و في نفس الوقت لقيت حياء و احتشام و سمعت آذان يطمن قلبي
جزء من اﻹحساس ده جالي في ماليزيا....بس مش في كوالالمبور و لا اي منطقة سياحية
في مدينة صغيرة اسمها بورت ديكسون
السياح أقل و حسيت أني عايش بين أهل البلد الاصليين
ناس كده شبه والدتي و والدتك
طفل بيبوس أيد أخوه الكبير و هو بينزله من على الموتسكيل و بيوصله لحد حلقة القرآن في المسجد
صور تطمنك و تحسسك أنك لسه بني آدم...مش آلة بتجري وراء رزق أو تماثيل متزوقة
فعلا حسيت باطمئنان شديد و انا هناك و دعيت ربنا يرزقني عمل في بلد زي دي
شكرا لصاحب الموضوع على طرحه المميز .... في انتظار مشاركاته بشغف