بصفتى طبيب اشعر بالظلم البين للاطباء فى مصر بغض النظر عن موضوع مستشفى المطرية و بغض النظر عن الهجمة الشرسة المضادة عن اخطاء الاطباء و " قتلهم " لضحايهم من المرضى و بالاعتراف عن وجود اطباء اكل الجشع قلوبهم مثلهم مثل كل بعض مرضى النفوس من كل الفئات فى المجتمع , اقول ان المنظومة الصحية كلها بصراحة مهترئة و بالية و يزيد الطين بلة المنظومة التعليمية و الواقع المرير ان معظم المستشفيات الحكومية لا تستطيع تقديم خدمة معقولة للمرضى و من الآخر " كما يقال" اولويات ميزانية الدولة لا تسمح بزيادة ميزانية الصحة و الجامعات لا تسمح بتدريب الاطباء الا بمبالغ مبالغ فيها والخدمة الصحية يلزمها استثمارات غير متوفرة حاليا و لعلمك اخى القارئ العزيز ميزانية الصحة لعام 2015 اقل من العام 2014 طيب و الحل......مفيش ....ايوة بكل بساطة مفيش ..... حد ادنى من الخدمة و الرعاية الصحية يحتاج حد ادنى من الامكانيات و التى هى غير متوفرة .....وايه اللى بيحصل دلوقت ....اللى بيحصل ان المنظومة الصحية لو اعتبرتها مثلا قطار او حافلة ضخمة القطار او الحافلة ده محتاج محطة و ميكانيكى و كهربائى و قطع غيار و صيانة و وقود وقائد للقطاراو الحافلة و الحقيقة لو اعتبرنا الطبيب هنا هو السائق فالامر ببساطة انت ركبت الركاب الحافلة و هى مفيهاش كراسى و الزجاج مكسر و بدون فرامل و الفتيس محجر و الموتور مفوت و الابواب مخلعة .....الناس ملهاش دعوة مين اللى ركبهم فى الحافلة الخربانة و مين المسؤل عن الخرابة اللى ماشية بهم الى الهاوية و مفيش امامهم الا السائق المسكين يجى يدوس فرامل ميلقيش يشد دواسة اليد . الموتور مفوت يزود زيت درجة عاشرة و يمشى نفسه بالعافية و المسؤلين يعلموا هذا تماما و مفيش غير الحل الاسهل غير المكلف و تتحط شماعة كل مشاكل الصحة على اهمال الاطباء و تحقق مع كام طبيب و تنقل كام طبيب و تفضل الخرابة زى مهية والموضوع مش بالعافية الاولويات طبعا الامن ثم الاكل و الشرب ثم توفير الطاقة و يمكن الصحة و التعليم يجئ فى ذيل الاولويات و ده شئ طبيعى الخدمة الصحية و التعليم بيكون ممتاز فى الدول الغنية و كل ما المستوى الاقتصادى ينحدر تنحدر معه باقى الخدمات ......للاسف هل اتوقع حلول قريبة للمشكلة دى .....يا ريت حد يقولنا ايه الحل و الى ذلك الحين لن تنتهى معارك المستشفيات و لن تتحسن الاحوال الا فيما ندر