أختنا الفاضلة
الاختيار الصحيح واضح أمامك وضوح الشمس: البعثة الدراسية.
أولاً: ما تسميه أنت عقبات وقيود، هي في حقيقتها فرص كبيرة إن نظرتِ لها بإيجابية. مثلاً، إلزامك بالعمل في المستشفيات بعد التخرج ليس أزمة أو محنة. هي في جوهرها منحة تشرئب لها أعناق الآلاف ممن يحدوهم الأمل للفوز بمثلها... أقلها ستضيف لك خبرة عملية، وثقة في النفس، وأمان وظيفي، وراتب جيد... وهي في الغالب لمدة زمنية محددة
سبق لي أن شاركت شخصياً في وضع شروط برنامج لمنح دراسية في دولة خليجية وكان هناك شرط أساسي يصرون عليه وهو إلزام الطالب بالعمل لدى الجهة المانحة مدة سنتين أو يزيد قليلاً... وبالتالي، مدة العمل في الغالب محدودة ولا تلزمك العمر كله... وستكون لك جميع الامتيازات الوظيفية...
تحملي تلك المدة واعتبريها تدريباً عملياً لصقل مهاراتك ثم بعدها يمكنك السفر والعمل في أي مكان في العالم...
ثانياً: بالنسبة لعامل الأمان، دعك من وساوس الشيطان! لن ترسلك الدولة لمنطقة غير آمنة. هناك آلاف الطلبة مثلك من شتى بقاع الأرض يدرسون معك ويسكنون من حولك. وحتى يطمئن قلبك، اسكني في السكن الجامعي (كامبس) أو مع زميلاتك...
ثالثاً: بالنسبة للفرصة الوظيفية التي ذكرتيها في أمريكا هي في حقيقتها مضيعة للعمر والمستقبل بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ستكونين مجرد عاملة في مصنع أدوية ولمدة سنة واحدة وبراتب هزيل...
أين المستقبل...؟ كيف أصلاً تفاضلي بينها وبين البعثة الدراسية؟ أين الثرى من الثرياً ؟
أخيراً: استعيني بالله أيتها الإنسانة، طبيبة المستقبل، وشمّري عن ساعد الجِّد والتحدي... امضي قدماً في البعثة الدراسية وبإذن الله تعالى ستكون أحلى أيام عمرك وأصوب قرار اتخذتيه في حياتك...
المفضلات