أحببت أن أشارككم قصتي ولا أعلم لماذا .. ولدت في أسرة مففكة رغم كثرة عدد إخوتي .. نسكن في عمارة جدي كبيت عيلة و لكنني لا أتذكر يوماَ واحداَ منذ أن أبصرت عيني علي الدنيا تجمعنا فيه كاملين .. ولا حتي في الأعياد .. و كان جدي للأسف قد باع أحد الشقق (الشقة المجاورة لي) لأحد الأشخاص .. و ما حدث أن هذا الشخص بعد أن أنتقل و أسرته لبيتنا فكر في ضم شقتي لشقته و فتح الشقتين علي بعض .. و حينما عرض علي الموضوع لم أرضي بالطبع لأن هذه شقتي و مكاني الوحيد ! و حينما أكدت رفضي للفكرة و المبدأ بشتي الطرق و الوسائل .. ما كان منه إلا أن لجأ للبلطجة و الطرق الملتوية .. ففي يوم عادي بعد أن أستيقظت و قد تهيأت ليوم جديد إلا و أن وجدت مجموعة من البلطجية تكسر باب الشقة و تقتحم الشقة ثم قاموا بتكتيفي و ضربي ضرباَ مبرحاَ لإرغامي علي التنازل عن الشقة .. و لكني لم أرض رغم كل الألم و حذرتهم أن ما يفعلونه هو نهايتهم و أنهم يحفرون قبرهم بأيديهم .. فهم يتعدون علي في شقتي داخل بيت عيلتي !! و كنت أقول لهم أنهم سيكونوا محظوظين لو خرجوا من هذا المكان علي قيد الحياة .. و أن بمجرد ما يشعر أخوتي بشئ غريب سيأتون للإطمنان علي و تلقينهم درساَ قاسياَ .. و لكن المفاجأة أن أحداَ لم يسأل علي .. بل كان هؤلاء البلطجية يعرضون علي شرائط فيديو لأخوتي و هم يتبادلون الزيارات و الشاي و القهوة و الحديث و الضحكات مع الساكن البلطجي الذي يحبسني و يعذبني في شقتي ! و لكن ذلك لم يمهد لليأس طريقاَ داخل نفسي .. أعادوا تعذيبي مجدداَ و قاموا بتجويعي و تكسير أثاث المنزل و أقتلعوا أظافري فقلت لهم حتي و إن قطعتم أيدي و أرجلي لن أتنازل .. قطعوا أيدي و أرجلي .. و لم أتنازل .. و ما دام لي قلب ينبض فأنا ما زلت حياَ .. و ما زلت موجوداَ .. و لن أتنازل .. قد يكون لدي الرغبة في أن أبصق في وجوه أخوتي الذين يأتون لي محاولين إقتناعي بأنهم سيصلون لإتفاق مع هذا الساكن وهم يشاهدونني أتعذب و أموت موتاَ بطيئاَ ، و قد نسوا أن هذا بيتنا في الأساس و إذا سقط واحد فقد سقطت هيبة الكل .. و لكن ثقتي بالله تصبرني ، فأنا أؤمن بجنة الله حتي و إن كنت أعيش في جحيم علي الأرض .. نسيت أن أعرفكم بنفسي .. انا غزة .