ساد الهدوء قطاع غزة أمس، لليوم الثانى على التوالى منذ إعلان إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار.

واصلت قوات الاحتلال الانسحاب «التدريجى» إلى الحدود، وسمحت بدخول ٢٢٠ شاحنة محملة بالمساعدات ونقل ٤٠٠ ألف لتر وقود للقطاع، بينما أكد مسؤولون إسرائيليون بقاء بعض القوات القتالية والدبابات، تحسباً لأى إطلاق نار من جانب المقاومة.

ومع عودة الهدوء، الذى لم يكسره سوى صوت الطيران فى سماء القطاع وقصف الزوارق البحرية المتقطع لشواطئ غزة، بدأت الحياة تدب فى أنحاء القطاع «المنكوب»،

وفتحت المحال التجارية والبنوك أبوابها، وعادت حركة السيارات بعد شلل دام ٢٢ يوماً، وأعادت شرطة حماس انتشارها وممارسة سلطتها رغم امتعاض الكثير من الدمار الذى سببته، وتساءل بعضهم عن «النصر» الذى تحقق فى ظل مشاهد مرعبة من الدمار الهائل نتيجة القصف الإسرائيلى الوحشى، فيما استمر البحث عن جثث تحت الأنقاض.

وباستخراج ١٢ جثة جديدة أمس، يرتفع عدد شهداء المجازر الإسرائيلية إلى ١٣١٥، و٥٥٠٠ جريح، نصفهم أطفال، وقدر وزير الاقتصاد الفلسطينى بحكومة تصريف الأعمال محمد حسونة خسائر العدوان المباشر على غزة بأكثر من ٣ مليارات دولار،

حيث تم تدمير وإلحاق الضرر بأكثر من ٢٢ ألف منزل، فيما وصف رئيس الوزراء الفلسطينى المقال إسماعيل هنية ما حدث فى غزة بأنه «انتصار إلهى وإنسانى، وليس انتصارا لفصيل»،. من جانبه، هنأ الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد رئيس المكتب السياسى لحماس فى دمشق خالد مشعل، بـ«صمود» حماس وانتصارها.

وأكدت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، أن قدراتها الصاروخية لم تتأثر نتيجة الهجوم الإسرائيلى، وتعهدت بإعادة تسليح نفسها، وأعلنت مقتل ٤٩ جندياً إسرائيلياً وجرح المئات، مقابل استشهاد ٤٨ من عناصرها.
طالع المزيد