الحمد لله علي نعمه التي لا تحصي و ربنا يكفي كل محتاج من فضله
رقم العضوية : 1682
تاريخ التسجيل : 05Aug2007
المشاركات : 4,064
النوع : ذكر
الاقامة : القاهرة
السيارة: .
السيارة[2]: .
دراجة بخارية: .
الحالة :
"زينب" الكبيرة..مسئولية من..؟!
* اسامة عبد الرحيم
بينما انهمكت في استراحة احدي الحدائق ألوك شطيرة وقد اقتربت من نصفها تقريباً وبين ثنايا أصابعي استقرت علبة عصير صغيرة، حتى لاحت أمامي طفلة لا تتجاوز 40 بوصة طولاً وأقل من 50 كجم وزناً، ويبدو من نظرتها إلى ما في يدي وحالة الإعياء التي تبدو عليها أنها لم تتناول شيئاً منذ الصباح، سألتها عن اسمها فأجابت ببراءة وعلى استحياء شديد "زينب".
ناولتها بقية الشطيرة –وتمنيت أن لو كانت كاملة- ومنحتها علبة العصير، وسألتها هل تحفظ شيئاً من القرآن فأومأت برأسها إيجاباً، وأخبرتني أنها تحفظ سورة الفاتحة، سألتها هل تصلي فابتسمت وأطرقت خجلاً بالنفي، فتشت جيب معطفي وناولتها أحد الجنيهات المتدثرة من البرد، فأطبقت أصابعها عليه وكأنما تتناوله من أبيها الذي لا اعرف إن كان حياً فيرعاها أو ميتاً فخرجت تأكل من خشاش الأرض.
جلست " زينب" الصغيرة بعيداً لكنني استطعت أن أراها خلف شجرة منتشية تلتهم باقي الشطيرة في نهم شديد وسعادة غامرة، وكأنها في حضرة وجبة دافئة في رحاب منزلها الذي لا أظنه موجوداً إلا في مخيلتها فقط.
ذكرني مشهد "زينب" الصغيرة بما رواه البخاري ومسلم عن وهب بن منبه قال: بينما امرأة من بني إسرائيل على ساحل البحر تغسل ثياباً وصبي لها يلعب بين يديها إذ جاءها سائل فأعطته لقمة من رغيف كان معها، فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم الصبي فجعلت تعدو خلفه وهي تقول: يا ذئب ابني..ابني، فبعث الله ملكاً انتزع الصبي من فم الذئب ورمى به إليها وقال : لقمة بلقمة.
حبست دمعة حينما رأيتها تهتز طرباً كلما رفعت علبة العصير لترتشف منها شيئاً، ثم تنظر إلي العصير داخل العلبة بلوم شديد وكأنما تترجاه ألا ينزوي كما انزوت أحلامها في خريف طفولتها التي تمخضت عن شيخوخة مبكرة..!
غادرت الحديقة مهموماً بمصير هذه الزهرة الصغيرة "زينب"، كم من الأخطار تتهددها وكم من ذئب سيرقص ذنبه الأسود طرباً حينما ينشب مخالبه القذرة في لحمها البرئ الطاهر، تمنيت أن لو كان بيتاً يؤويها ومحسناً ينفق عليها، ومجتمعاً يجعل منها طبيبة أو معلمة أو زوجة صالحة تكن بمثابة إحدى مصانع الأمة لإنتاج الرجال، لا أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر بين ظهورنا وتعاقبنا على جريمتنا نحوها.
بعد أيام وعند عودتي مساءاً من عند الطبيب وتحديداً في ميدان التحرير أمام مدخل فندق هيلتون، شاهدت فتاة شابة تهرول وسط السيارات مذعورة تبكى وتصرخ يطاردها نفر من الرجال، وقفت أنا والمارة نتابع ما يحدث والذهول يسيطر على الجميع.
دقائق حتى ذاب الثلج وظهر المرج، الفتاة تحترف البغاء مهنة تتكسب منها قوت يومها بعد أن دفعتها أمواج الحياة نحو صخرة الرذيلة، في الوقت الذي أطبق المجتمع فيه شفتيه وهو يري الخناق يضيق على العمل الخيري بجميع أنواعه، ويدفع النساء الأرامل والفتيات الأيتام نحو مكبات الهاوية ليلتقطنَّ بضع كسرات من الخبز.
أما هؤلاء الرجال فكانوا من عناصر شرطة الآداب الذين سيقتادون " زينب" الكبيرة إلى أحد أقسام الشرطة، وهناك لمن لا يعلم ستقابل أباطرة هذا الإجرام ولربما ستعقد الصفقات على ما تبقى من شرفها ومن نخوتنا، وينتهي بها المطاف إلى تناول شيئاً من المخدرات لتفر من واقعها الذي رفض المجتمع معالجته، والمفارقة أنه اكتفى بمعاقبتها على تقصيره نحوها.
مشهد "زينب" الكبيرة جعلني أتساءل عن مسئوليتنا الفردية نحوها، ثم مسئولية المجتمع كله نحو العمل الخيري الذي ذكره أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية،
فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية؟ لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأتي – رأي رؤية- فقيل له: أما صدقتك على سارق: فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية: فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني: فلعله يعتبر، فينفق مما أعطاه الله.
ماذا لو تم كفالة أسرة "زينب" الصغيرة قبل أن تتحول إلى هذا المشهد البشع الذي لا يدينها وحدها بل يدين المجتمع وكل فرد فيه رفض أو تكاسل أن يكفل أسرة بمبلغ شهري من المال ولو كان صغيراً.
على الأقل ستترقب الطفلة وأمها هذا الراتب الشهري المحدد كل شهر، وسيضبطون معيشتهم عليه لسد حاجاتهم الضرورية، ما يجعل "زينب" الصغيرة تطمئن نفسها وتربي تربية إسلامية بدلاً من تركها تهيم وأخواتها على وجوههم يتعرضون للإهانات مرة وللإذلال مرات، وينتهي بهن المطاف إلى سلوك طريق "زينب" الكبيرة .
هذه الكفالة إن تمت فلن تشعر "زينب" الصغيرة أو أخواتها أنهن عالة على المجتمع، ولن تتسرب "زينب" الصغيرة وأخواتها من المدرسة ولن تجد من يعيِّرها بفقرها وأنها دوماً في حاجة إلى ما في أيدي الآخرين .
ختاماً أدعوك يا قارئي الكريم إلى حصر من استطعت من المحتاجين في حيك الذي تسكنه ، وتأكد أنهم ينتظرونك ودمعاتهم في حاجة إلى كفيك تكفكفها، رتب لهم مبلغاً من المال شهرياً يقيهم السؤال والتعرض للناس خاصة الأرامل والأيتام.
ولنعلم جميعاً أن عمل الخير وإشاعته وتثبيته يعد من مقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية وهي: المحافظة على الدين، وعلى النفس، وعلى النسل، وعلى العقل، وعلى المال، وزاد بعضهم سادسة؛ وهي: المحافظة على العرض.
وحتى مع وجود الجمعيات الخيرية يبقى الأمر شاقاً على كثير من الأسر التي تحوي زهوراً صغيرة أمثال "زينب"؛ فلا أقل من أن تتعاون مع أهل الخير في حيك وتنظموا صدقاتكم وتوجهونها الوجهة الصحيحة.
وهناك دوماً ستجد ألف "زينب" صغيرة تعبت قدماها الصغيرتان من فرط انتظارك خلف باب بيتها الذي تضربه الريح، تترقب وقع خطواتك وطرقاتك للسؤال عن حالها، ترجوك دامعة أن لا تتركها نهباً لواقع يدفعها لتتحول إلى "زينب الكبيرة"، فهي لا تستطيع دونك حيلة ولا تهتدي بدون مساعدتك لها وكفالتك لأخواتها سبيلاً، وتذكر أنه من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
--
* صحفي مصري
Osama Abdul-Rahim
Egyptian Journalist
رقم العضوية : 1365
تاريخ التسجيل : 08Jul2007
المشاركات : 3,408
النوع : ذكر
الاقامة : القاهره, مدينه نصر
السيارة: SUNNY 2007
السيارة[2]: FELECIA 1998
دراجة بخارية: لا
الحالة :
الحمد لله علي نعمه التي لا تحصي و ربنا يكفي كل محتاج من فضله
رقم العضوية : 5820
تاريخ التسجيل : 16Feb2008
المشاركات : 343
النوع : ذكر
الاقامة : مدينه نصر
السيارة: اكسنت
السيارة[2]: اكسنت
الحالة :
اللهم اكفنا شر الحاجه
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
رقم العضوية : 25711
تاريخ التسجيل : 20Nov2008
المشاركات : 4,864
النوع : ذكر
الاقامة : 6octoper
السيارة: nissan sunny 2010 ex
السيارة[2]: renult duster 2014 fo
دراجة بخارية: nefssssy
الحالة :
مقالة ليها معانى كتيير وشكراا
رقم العضوية : 14993
تاريخ التسجيل : 22Jul2008
المشاركات : 736
النوع : ذكر
الاقامة : cairo
السيارة: no car
السيارة[2]: opel astra 2014 J
الحالة :
شكرا جدا علي المقاله
رقم العضوية : 5950
تاريخ التسجيل : 18Feb2008
المشاركات : 8,108
النوع : ذكر
الاقامة : .
السيارة: .
السيارة[2]: .
دراجة بخارية: .
الحالة :
على فكرة المقالة صعبة اوى بس هنعمل ايه؟؟؟؟ دى البلد كلها بتوقع لتحت
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
رقم العضوية : 5361
تاريخ التسجيل : 07Feb2008
المشاركات : 270
النوع : ذكر
الاقامة : Cairo
السيارة: Rbna Yb3t
السيارة[2]: كيا نيو سيراتو 2011
دراجة بخارية: لا توجد
الحالة :
بس صاحب المقالة بصراحة اكتفي بدور المشاهد والمعلق علي الاحداث يعني بيقول لو حد يكفلها ومعرفش ايه طب مهو ممكن كان ياخد البنت ويوديها فأي دور رعاية وهم كتييييييييييييييييييير اوي لكن اكتفي بالنقد وبحث كالعادة علي الحل الاصعب لازم كلنا نعمل لازم كلنا نسوي وده مستحيل .......اكيد مقالته مفيده لكن الحل العملي السريع وقتها اكثر افادة ...ولو كلنا فكرنا كده حاجات كتييييير هتتغير فبلدنا بس للاسف احنا شعب بنحب الكلام الكتيييييير ومن ايام الفراعنة
ذكريات الطفولة والعيد واللبس الجديد والعيدية ،ذكريات المدرسة لاول مرة الفصل الحصص،ذكريات أول مرة تجيب لبسك بنفسك،حلاقة ذقنك لاول مرة،ثانوى،الشقاوة،المذاكر ة،المجموع،جامعة القاهرة،مدرج أ،شلة الجامعة،أول حب،التخرج،البحث،الوحدة،كو برى قصر النيل بليل،سواقين الميكروباص،السحابة السوداء والنجوم اللى نفسك تشوفها،الكلور اللى بنشربه على أنه ماء،الشغل،أول وظيفة،الطموح..كل حتى فيكى ليا فيها ذكرى حلوه أو مره وهى دى بلدى،وبرغم كل شئ هفضل أحبك .
ahmedmohamedkamel سابقاً
المفضلات