الموضوع: الدور الاقليمي المــــصـــــري ..... دراسة ورؤيــــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم

يتناثرالحديث كثيرا هذه الايام عن تراجع الدور الاقليمي المصري و المتحدثين بذلك الرأي يدفع عنه بأن السبب الرئيس لهذا التراجع هو اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع اسرائيل و القول ايضا بأن التراجع نتيجة لسياسة الاستسلام التي تتبعها الحكومة المصرية امام الكيان الصيهيوني بانتظام منذ السبعينات .

وبعيدا عن هذه الاراء و بعيدا ايضا عن الردود العاطفية التي تنفي تراجع الدور الاقليمي لمصر فان الحقيقة و الواقع يقول ان هناك تراجعا لدور مصر في المنطقة و العالم ايضا لكن سبب هذا التراجع مصر نفسهاو ليس بسبب اطراف خارجية مؤثرة.

الا ان مصر لو ارادت استعادة هذا الدور بل والاستزادة عليه لتمكنت من ذلك وفي فترة وجيزة لأن هناك امور لا يمكن الاختلاف عليه من ناحية العمق الحضاري والبشري و السياسي و الجغرافي الذي يحكم علي مصر ان تكون في تلك المكانة لا ان تسعي اليها كما تفعل العديد من الدول الان.

و المقصود ان مكانة مصر محجوزة سواء قامت بها او لم تقم بها لأن هذا الوضع فرض عليها منذ قدم الزمن.
"و كما قال نابليون قديما ان مصر اهم بلد في العالم و من يحكم او يتحكم في هذا البلد يستطيع حكم العالم "

و استكمالا للسياق وقعت تحت يدي مؤخرا مقالة و خبر نشرا بجريدة الشروق المصرية بتاريخ 5 يوليو 2009 تتكلم عن هذا الموضوع في تصادف غريب ومثير ...

اما الخبر فكان بعنوان في دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار :



"""اسرائيل تحاول محاصرة مصر.... و ايران تسعي وراء مصالحها الذاتية"""

بعنوان "بيئة مصر الاقليمية الصراعات والتحالفات في 2030 وموقع مصر منها" اصدر مؤخرا مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار دراسة تتناول بالتحليل اسباب تراجع الدور الاقليمي المصري في السنوات الماضية خاصة مع تزايد عدد من القوي الاقليمية المنافسة لها . و تضع الدراسة تصورا مستقبليا لسيناريو الاحداث خلال العقدين القادمين بخلاف رصده للفرص المتاحة لاستغلال مصر لمكانتها الاقليمية و القيام بالمنافسة .
وقدمت الدراسة التي اشرف عليها الدكتور محمد ابراهيم منصور خلفية تاريخية للدور الاقليمي لمصر عبر الازمنة ثم رصدت الواقع الراهن للصراعات و التحالفات الاقليمية
1- وقالت ان تطلعات ايران للقيام بدور القوة الاقليمية الكبري احد اسباب التوتر في العلاقات المصريةالايرانية في الوقت الحالي حيث ترفض مصر قيام ايران بمثل هذا الدور الذي يتطلب التدخل في شئون الدول العربية .

و تري الدراسة ان هذه التطلعات ليست خاصة بأحمدي نجاد فحسب و لكن اشار اليها من قبل الامام الخوميني في احد تصريحاته بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران عندما قال " لقد حان الوقت ان يقود الفرس امتهم الاسلامية بعد طول انتظار "

2-وتصف الدراسة تركيا بأنها الدولة الحريصة علي ان تكون طرفا فاعلا ومؤثرا و غير هامشي في شئون المنطقة و تطورها .

3-اما اسرائيل فقد ذكرت الدراسة انها تعلم جيدا ان مصر هي الدولة الوحيدة القادرة علي منعها من ممارسة الدور الاقليمي الذي ترغب اسرائيل في ممارسته في المنطقة لذا تتجه اسرائيل دوما لمحاصرة مصر بشتي الوسائل الممكنة في محيطها وخاصة المحيط الافريقي واحدي ادواتها في ذلك الحصار قضية مياه النيل حيث تحاول ان تشارك في مصادر المياه في حوض النيل و لذا ركزت علي تحسين علاقتها بدول شرق افريقيا وخاصة اثيوبيا و تركز في وجودها هناك علي سلاح المساعدات الفنية و العسكرية ومن جهة اخري تسعي اسرائيل الي الوقوف في مواجهة الحركات والمنظمات الاسلامية القوية في منطقة شرق افريقيا و تقدم نفسها الي امريكا و اوروبا علي انها المدافع الاول عن القيم الديموقراطية .

4-و تشير الدراسة -حسب اراء بعض الباحثين- الي ان الدور المحوري الذي تقوم به السعودية هو اقوي منافس للدور الاقليمي المصري علي الساحة العربية و الدولية و بخاصة بعد نجاحها في حل العديد من القضايا العربية والدولية مشددين الي ان هذا الدور السعودي الراهن و علي الرغم من منافسته الا انه راجع بالاساس لتخلي مصر عن دورها ومشيرين الي ان الدور السعودي لن يصمد امام الدور المصري في الاقليم اذا استعاد الاخير عافيته.

ورغم هذه التحديات يري القائمون علي الدراسة انه مازالت هناك فرص لمصر يمكن ان تستغلها لدعم مكانتها الاقليمية .

وعن السيناريوهات الرئيسية المتصورة للتحولات في العقدين القادمين هناك ثلاث سيناريوهات اولها السيناريو القائل بثبات الوضع الراهن و ثانيها و هو المتشائم و هو افول الدور الاقليمي المصري وتزايد حدة الصراعات في المنطقة اثر هذا الافول و ثالثها سيناريومتفائل لصعود الدور الريادي لمصر في بيئتها الاقليمية .


انتهت الدراسة وانتهي الخبر

و اعرج بكم الان الي هذا المقال المنشور بنفس العدد للصحفي عز الدين شكري في عمود باسم -اخر الخط -حيث يكتب مقالا بعنوان :

" الجارية و السيد و الجيران"

من المؤكد ان اغلبيتنا ترغب في قيام مصر بلعب دور محوري في المنطقة و لكن من غير المؤكد اننا مستعدون لتحمل تبعات هذا الدور .

نحن غاضبون لأن السودان يواجه وحده خطر الانقسام بين الشمال و الجنوب و خطر التفتيت في الشرق و الغرب و خطر الانهيار في الوسط نطالب الدولة ان تفعل شيئا و نتساءل عن غياب مصر عن الساحة السودانية التي تؤثر مباشرة علي الامن القومي المصري و لكن هل نحن كشعب علي استعداد لتحمل التبعات الفعلية للتواجد علي هذه الساحة ؟

هل نحن علي استعداد لأن نستقطع من ميزانيتنا مئات الملايين من الدولارات و ننفقها علي اعمار و تنمية الجنوب و مساعدة حكومته الناشئة كي تكون الوحدة خيارا جذابا مثلما تقضي اتفاقية السلام السودانية ؟

هل نحن علي استعداد لانفاق ملايين اخري لتأليف قلوب القبائل الدارفورية و زعمائها و متمرديها و نازيحيها من اجل التوصل لاتفاق سلام و تنفيذه ؟
و غير المال هل نحن علي استعداد لارسال قوات بأعداد كبيرة لتثبيت الوضع في دارفور و حماية المدنيين و فرض احترام وقف اطلاق النار حين يتطلب الامر ذلك ؟
وهل نحن كشعب علي استعداد للتوقف عن الدعم غير المشروط للحكومة السودانية بحيث تزيد مصداقيتنا مع حركات التمرد السودانية المختلفة و مع المجتمع الدولي و بالتالي نتمكن من لعب دور فعال ؟

نفس الاسئلة تطرح نفسها بالنسبة لدولة الصومال المنهارة هناك قراصنة في القرن ال21 يحتلون باب المندب اي علي المدخل الجنوبي لقناة السويس و قد ارسلت الدول الكبري وغير الكبري سفنها الحربية لحماية الملاحة الدولية عبر مدخل البحر الاحمر .هل يقبل الشعب ان ترسل الدولة سفنها الحربية لمقاتلة القراصنة او ارسال قوات لحماية المدنيين الصوماليين و تثبيت الحكومة الشرعية ومقاتلة المتمردين ؟
وهل يقبل المجتمع ان نقتطع من قوتنا لنمول المطالب التي لا تنتهي للفصائل الصومالية او للانفاق علي اعادة بناء الدولة الصومالية من جديد ؟
كذا الامر بالنسبة لدورنا في العراق هل سنكون علي استعداد كمجتمع لتحمل عواقب قيامنا بلعب دور نشط في العراق بعد الانسحاب الامريكي بما في ذلك المشاركة في حفظ الامن ؟

و اذا اندلعت مواجهات طائفية هل سنكون مستعدين للقيام بمهام مباشرة في اعادة السلم الاهلي بما يتضمنه ذلك من مواجهات و تضحيات بشرية و كلفة مالية ؟

ام اننا في النهاية نريد الدور المحوري دون اي من نفقاته؟

منذ عدة اعوام سأل احد الاعلاميين وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط عن تقلص الدور المصري فأجاب قائلا " و الله اطبخي يا جارية كلف يا سيدي" انتقده الرأي العام وقتها و لكن الحقيقة ان اجابة الوزير اصابت قلب المشكلة في الصميم و علي عكس ما فهم الكثيرون وقتها فان الجارية في هذه القصة هي الدولة و السيد هو المجتمع .
لا تستطيع الدولة ان تقوم بدور خارجي نشط دون ان يكون المجتمع متقبلا للنفقات البشرية والاقتصادية التي يتطلبها هذا الدور .

لا تستطيع الدولة ان تقتطع من ميزانية التعليم و الصحة و المواصلات وتنفق علي اعمار جنوب السودان او ان ترسل ابناءنا للقتال في ارض غريبة مالم يكن هناك تقبل عام داخل صفوف المجتمع لهذه التضحيات و النفقات .

باختصار لا تستطيع الدولة ان تلعب دورا خارجيا ببلاش و لايمكن للجارية ان تطبخ طعاما فاخرا ومكلفا طالما السيد لايريد او لا يستطيع تحمل هذه التكاليف.

و الحل؟

اولا : ان نكف عن الصراخ كمجتمع ونهدأ قليلا ونأخذ نفسا عميقا ثم نفكر بشكل اكثر موضوعية في حدود امكانياتنا وحدود دورنا وكيفية استخدام مواردنا البشرية والمالية الاستخدام الامثل.

ثانيا : ان نقر بضرورة اقتسام بعض المهام مع دول عربية اخري فهناك اشياء نستطيع نحن فعلها بشكل افضل من غيرنا من الجيران العرب وهناك اشياء يستطيع الجيران ان يقوموا بها افضل منا . و لا يعني ذلك ان نتولي نحن القيادة و يتولون هم دفع المصاريف!

بل ان نتقاسم المهام و المسؤليات بشكل يتناسب مع قدرات كل منا و بشكل يحترم مصالح كل منا .وان نقبل الا يكون احد منا في الصدارة طيلة الوقت . ليس عيبا و لا حراما بل هو عين العقل والافضل لنا و لهم في نفس الوقت .

انتهت المقالة وانتهي رأي الكاتب


و تقبلوا خالص ودي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tutankhamoun

كلنا سواء بسواء
أنا بكره النظرة الأستعلائية المصرية الخاصة بينا ............. لبقية الشعوب و كأنهم عبيد عندنا ........

لو فهمنا بعض كويس ,,,,,,,,,,, و عرفنا أن مصرينا و احد .......... و عدونا واحد ............. و لن تقوم لنا قائمة إلا بأتحادنا ......

هانكون أقوى من كدا .......

هانقعد نعيد و نزيد في موضوع أننا أقوى و أننا لنا الفضل في كذا و كذا و كذا ......... و نظن أننا لوحدنا قادرين على فعل كل شئ .....

يجب أن نكون طرف فاعل مع أطراف أخرى فاعلة .......... مش عيب أن أخوانا يكونوا معانا كقواد و ليس مُقادين كما نريد نحن .

ده رأيي لو عايزين نتقدم و يبقى لنا هيبة و كلمة مسموعة ......

غير كدا ......... بنضيع وقت ........... على رأي سميرة سعيد .

كلام صحيح بل واقعي وايضا هو حل من الحلول التي ساقها الكاتب ضمن حديثه لاستعادة الدور حيث قال :

انيا : ان نقر بضرورة اقتسام بعض المهام مع دول عربية اخري فهناك اشياء نستطيع نحن فعلها بشكل افضل من غيرنا من الجيران العرب وهناك اشياء يستطيع الجيران ان يقوموا بها افضل منا . و لا يعني ذلك ان نتولي نحن القيادة و يتولون هم دفع المصاريف!

بل ان نتقاسم المهام و المسؤليات بشكل يتناسب مع قدرات كل منا و بشكل يحترم مصالح كل منا .وان نقبل الا يكون احد منا في الصدارة طيلة الوقت . ليس عيبا و لا حراما بل هو عين العقل والافضل لنا و لهم في نفس الوقت .

لذا لا مكان هنا عن الاستعلاء ومثل هذا الحديث اذا كنا نريد التقدم فعلا

اي نستطيع ان نقول ان المقال و الدراسةنوع من مراجعة النفس للابتعاد عن الاخطاء السابقةو تصحيح الرؤية