لماذا أكره أفلام الرعب الأمريكية ؟
لأنها بمنتهى البساطة ... إستخفاف بعقول المشاهدين !
دائما نفس الأحداث ونفس الرتابة ونفس الملل .... والغريب نفس الغباء !
البطل والبطلة يدخلوا البيت الذي يقسم أهل القرية جميعا بأغلظ الأيمان أنه مسكون .... ويدخلونه ليلا ... في ليلة حالكة ... والقمر ليلة المحاق ... يحاولون إضاءة الأنوار ... بالتأكيد الكهرباء مقطوعة ... لولا رأفة المخرج ورحمته بهم , لصطداموا جميعا في أول حائط يقابلونه ... ولكنهم يستمروا في الدخول ... يقوموا بإشعال بعض من البطاريات المضيئة التي لا تسمن ولا تغني في هذا الظلام الحالك ..... هناك بعض الأصوات الغريبة في المرآب .... وهناك ظلال تتحرك .... هناك بعض الجماجم البشرية ملقاة على الأرض .... ولكنهم مستمرون في البحث عن ماهية الشيء الذي يصدر هذا الصوت...... ماذا تتوقعون أن تجدوا أيها الأغبياء ؟؟
يجدون شيء ما على شكل وحش أو ظل على شكل عفريت ... أنت تفطن إلى ذلك في أول تحليل بديهي يقوم به المخ في أول لحظة ترى المشهد ... إنه يتحرك حركة منتظمة تقسم أنه حي يتنفس ... ترى عينان مغمضتان توحي بأن الوحش نائم كبقية المخلوقات في أمان الله ... ولكن البطل العبقري لم يفطن أنه وحش ... ولم يلاحظ أنه حي ... ولم يتوقع أن يكون نائما ... فيقوم بإحضار عصاة غليظة ويقوم بوخزه في مشهد يجعلك تتمنى أن تقوم بشنق البطل قبل أن يستيقظ الوحش !
بالتأكيد يستيقظ الوحش من سباته أو يقوم العفريت من مرقده .... بالتأكيد لن يعيش في هذا البيت إلا شيء مرعب جدا ... يقوم الوحش بإصدار عواء صارخ ...... يصرخ البطل في البطلة بأعلى صوته ...." راااااان" ... ياللعبقرية وسرعة البديهة .... لماذا لم تكمل سلسلة الغباء المثالي وتقوم بإقتراح أن تلعبوا معه ( فتَحي ياوردة ... قفلي ياوردة ) ؟؟
بعد مطاردات سخيفة .... يقبض الوحش على البطل والبطلة .... ويقوم بتعليقهم على الخطاف كالذبائح .... إن وجوههم في حالة يرثى لها وملابسهم دامية .... يقوم الوحش بالنظر إلى البطل ثم إلى البطلة ... ثم ينهي تردده ... ويخطوا خطواته نحو البطلة ليبدأ في تعذيبها .... في مشهد يجعل كل المشاعر الإنسانية تستيقظ لديك ... ولكن هذا المشاعر لا تلبث أن تتلاشى عندما يصرخ البطل - المعلق من قفاه على الخطاف كالذبائح - في الوحش قائلا : " إياك أن تلمس شعرة من رأسها "
عندها تخرج عن مشاعرك ووقارك وتصرخ في التلفاز : " أبوس إيدك إلمس شعرة .... أبوس إيدك ولًع فيهم ... كلهم ... مش عايز أشوفهم تاني " ..... لن أتعجب إن تمتم الوحش قائلا : " يامصبر الوحش على الجحش " !!
وعندها يسمع الوحش صوتا خارج غرفة التعذيب ... فيخرج ليستطلع الأمر ... فيقوم البطل والبطلة بالهرب ...جميع وحوش العالم تفتقد إلى مهارات تقييد الضحايا جيدا ..... بعد عدة مواجهات وأفخاخ وأشلاء متناثرة .... تستطيع البطلة أن تردي الوحش صريعا بطلقة واحدة من مسدس عادي جدا تصيبه في ذراعه ... إن ما فعله الوحش بيهم يكفي لجعلها تقوم بالتمثيل بجثته وفرمها وأكلها إن أرادت ذلك ... ولكنها تكتفي بهذه الطلقة .... ياللتسامح!!! .
عندها تدير ظهرها للوحش وتبدأ في الحديث الرومانسي مع البطل ... مشهد رومانسي ليس له أي معنى سوى أنك ترى في خلفيته الوحش وهو يستيقظ ... ستكون إهانة لجميع وحوش الدنيا لو خر ميتا بهذه الطلقة المضحكة ... ولكنه لسبب ما يهرب ... إشارة أننا سننتظر جزءا ثانيا من الفيلم يقوم فيه الوحش بتعذيب أناس أكثر غباء ويقوموا هم بدورهم بتعذيب المشاهدين.
وبالحديث عن الغباء المثالي ... نتطرق إلى أكثر الأفلام في الوجود مللا ... وهي أفلام الزومبي
إنهم مخلوقات بشرية ميته وحية في نفس الوقت ... لا يوجد لها هدف في الحياة سوى أنها تسير بطريقة بطيئة سكيرة مملة ... ويقوموا بمحاولة عض الغير زومبيين ليتحولوا مثلهم إلى زومبيين !
لقد إتفق جميع الأفاقين في هذا الكون أن الزومبي لا يموت إلا عندما يقتل من رأسه ... هذه الحقيقة يعلمها جميع من في الأرض ... تم التأكيد على هذه الحقيقة ملايين المرات منذ أول قصة كتبت عن الزومبي ومنذ أول فيلم حكى عن الزومبي ... ولكنك بالتأكيد ترى البطل الغبي يقوم بإفراغ مئات الرصاصات في صدر الزومبي ثم يصرخ فيمن حوله " رااااان ... هذه الكائنات ملعونة " .... ثم يبدأ بهرش مؤخرة رأسه متسائلا لماذا الزومبي غير قابل للموت ؟ .... نحن في عام 2009 ومازال كتاب الأفلام والمخرجين يعتقدون أننا عندما نرى الزومبي سنقول " ياإلهي ... كيف يمكن أن نقتله " على أساس أن إختراع التلفاز قد حدث منذ ثلاث أيام !!! ..... كان الله في عون الزومبي وهم يقاتلون هؤلاء الأغبياء.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ... ماذا سوف يحدث إن تم عض جميع من في القرية وتحولوا إلى زومبي ؟ ماذا سيحدث لهم ؟ هل سيهيموا على وجوههم كالمعاتيه في القرية إلى الأبد ؟ إن هدفهم المقدس في الحياة هو جعل جميع من في القرية مثلهم وتحقق لهم ذلك ... مالذي سيحدث بعدها ؟؟ وهل سيصابوا بدوالي القدمين من كثرة المشي المترنح ؟ لا أحد يعلم .... ولكني متأكد أنني لو سرت بهذه الطريقة الرتيبة لمدة ربع ساعة سوف أموت مللا بدون أي تدخلات خارجية !
فيلم زاي
They
هذا الفيلم جدير بالدراسة فعلا ... فيلم مثير وأحداث مثيرة جدا لأشخاص لا يوجد بينهم صلة ... فيلم واقعي جدا ... مجموعة أشياء لا تدري ماهي ... ولا تعرف شكلها ... كل ما تراه هوا صوت قرقعة العظام وتناثر الأشلاء ... ماذا يحدث؟ ... لن تدري ... الأبطال لا تعرف من هم ... ولماذا تأكلهم هذه الكائنات أو الأشياء ؟ ... لن تعلم ... ينتهي الفيلم بنهاية لطيفة جدا ... الكائنات المجهولة, تقوم بالقضاء على جميع الأبطال المجهولين ... بطريقة مجهولة .... الفيلم ليس له جزء ثاني بالمناسبة ... كل ما ستشعر به حين تشاهد مشدوها أسماء الممثلين في آخر الفيلم - بالإضافة إلى أنك على وشك أن تتميز من الغيظ - أن هناك مخرج في مكان ما على الكرة الأرضية يكاد يموت ضحكا عليك ... أنت تستحق ذلك بالتأكيد !
الفيلم بالمناسبة من إنتاج سنة 2002 .... وما زلت أتذكره إلى الآن !
مسلسل لوست
Lost
يحكي عن مجموعة شيقة من الأغبياء والحمقى الذي كان من حسن حظ العالم أن تخلص منهم في جزيرة نائية
يجعلك هذا المسلسل في أسعد لحظاتك عندما يقتل شيء ما أحدهم ... لا تأبه ماذا قتلهم ... أو لماذا قتلهم .... أو كيف قتلهم... ولكنهم ماتوا وحسب ... ماتوا والشئ الوحيد الذي قد يجعلك تبكي حزنا أن هذا الشئ لم يقتل جميع الحمقى في هذا المسلسل ... قد يجعلك هذا المسلسل تصرخ بطريقة هستيرية قائلا " موتوووووووووووووووووووووو ووووووووووووا جمييييييييييعا يا أغبيااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااء "
إحقاقا للحق ... هناك رجل ذكي في المسلسل ... إنه ليس ذكيا .... إنه رجل عادي فقط ... ولكن الأغبياء والحمقى من حوله يجعلك تشعر أنه عبقري ... ومن حسن حظي أنا وسوء حظهم هم أنه رجل شرير ... فيما بعد ستكتشف أنه مجنون !
إن هذا المسلسل من الممكن أن ينتهي في خمسة حلقات فقط ... إن إجتمع جميع الأبطال في قعدة عرب .... وقاموا جميعا بالتوقف عن الغباء لمدة ثلاث دقائق فقط لا غير !
خلاصة القول ... إنني بدأت في أغلبية أفلام الرعب الأمريكية أشجِع الوحوش والأشرار .... من كل قلبي أتمنى نصرهم ... لا أعتقد أنني بسبب ذلك سوف أصبح سفاحا يوما ما ...أو على الأقل أتمنى ذلك
. أسامة عفيفي
------------------
من تأليفي الشخصي
وإن شاء الله ناوي أحط شوية حاجات كنت كاتبها كدة ... وتقولوا رأيكم فيها
للتواصل
Anmelden | Facebook
المفضلات