الخميس 10 سبتمبر 2009 10:31 ص بتوقيت القاهرة

قال اللواء حمدى عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام إن الحملة التى شنها ضباط الشرطة فى عدد من مديريات الأمن ضد المجاهرين بالإفطار تستند إلى القانون.

وحمل عبدالكريم على المنظمات الحقوقية التى هاجمت وزارة الداخلية قائلا «عليهم أن يتعلموا الحياء.. زمان كان المجتمع المصرى عنده حياء.. أرجو أن يعودوا إليه»، وواصل عبدالكريم قائلا «أطالبهم بقراءة القانون جيدا قبل أن يهاجموا وزارة الداخلية».

بينما قال مصدر قضائى بالنيابة العامة إن تصرفات ضباط الشرطة تتفق وصحيح القانون لأن المجاهرة فى نهار رمضان «قلة أدب»، وأضاف أن وزير الداخلية أصدر منذ سنوات عديدة قرارا بتغريم المجاهرين فى رمضان، ومن حق الضباط استيقاف أى شخص يجاهر بالإفطار، وعرضه على النيابة العامة فورا لاتخاذ الإجراءات القانونية.

ولفت المصدر إلى أن القرار لا يعاقب على إفطار الشخص، ولكن على مجاهرته بذلك فى الطريق العام لما يؤديه ذلك من إيذاء لشعور الصائمين، وقد يؤدى لنشوب مشاجرات.

بينما قال مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة إنه لم تصدر لهم تعليمات خاصة بالقبض على من يجاهر بفطره فى نهار رمضان، ولكن من سلطة ضباط الشرطة توقيف من يفعل ذلك وتحرير محضر له، لأن فعله يؤذى شعور الآخرين، ويكون العقاب فى تلك الحالة فرض غرامة مباشرة 50 جنيها على من يجهر بفطره.

وأوضح المستشار أحمد مكى، نائب رئيس محكمة النقض أن قانون العقوبات يجرم الجهر بالإفطار فى نهار رمضان، ويعاقب عليه حسب الأذى المترتب وحسب رؤية وتقدير المحكمة، وليس من حق الشرطة تحديد العقوبة بل تحرر محضرا ضد من يفعل ذلك وتتم إحالته إلى النيابة ولا يكون محبوسا بل تستدعيه النيابة وتحقق معه وإذا لم تجد له عذرا فى ذلك تتم إحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة الجهر بالفطر فى نهار رمضان كجنحة يعاقب عليها القانون.

ومن جانبه أوضح أحمد حلمى، المحامى، ومدير مركز الحرية لحقوق الإنسان، أن المعاقبة على الجهر بالفطر فى نهار رمضان منصوص عليه فى قانون العقوبات منذ أيام الملكية، وهو من الجرائم التى قد لا ترد لها مواد فى قانون العقوبات ولكن تقع فى إطار القانون الجنائى الخاص، حيث توضع عقوبات على جرائم وقتية وفردية حسب الأذى المترتب عليها.
وأدت حملات القبض على المجاهرين بالإفطار فى النصف الأول من نهار رمضان بشوارع أسوان إلى إحداث نوع من البلبلة والتوتر.

ويروى أحمد يوسف أحد الذين تم القبض عليهم بمدينة كوم أمبو ما حدث معه قائلا: تم القبض على أثناء قيامى بإشعال سيجارة بالطريق العام، وعند دخولى مركز الشرطة تصادف وجود محام توسط لى لدى المباحث.

بينما قال يوسف صافى الذى أكد أنه تعرض للإهانة والضرب من بعض العاملين بالمباحث رغم أنه أبلغهم أنه صائم، على حد قوله، ولكن لم يصدقوه، وتم تحرير محضر له.

وتعد مدينة كوم أمبو أكبر المدن بمحافظة أسوان التى شهدت حملات القبض على المجاهرين بالإفطار فى نهار رمضان، حيث وصل عدد المقبوض عليهم إلى أكثر من 42 مجاهرا، وبعرضهم على النيابة تم إخلاء سبيلهم بضمان محل إقامتهم.

وأكد عدد من المفطرين الذين رفضوا ذكر أسمائهم أنه بعد القبض عليهم تم تحرير محضر مجاهر بالإفطار.

وقال أصحاب المطاعم الذين تعرضت محالهم للغلق نتيجة لحملات القبض على المجاهرين بالإفطار: تعرضنا إلى تحذير بالغلق فى النهار، وكنا نفتح فى النهار لأن هناك بعض المواطنين يضطرون للإفطار وأغلبهم من كبار السن والأطفال، ولاحترام النفس قررنا الغلق والأرزاق بيد الله.

وعلق أصحاب المقاهى: تعرضنا إلى حملات متعددة من رجال الشرطة للقبض على المجاهرين، وهو الأمر الذى أدى إلى غلق المقاهى رغم أننا لم نفتح المقهى من الخارج بل كنا نقوم بفتحه من الداخل بحيث لا يرى المارة، وتنفيذا لذلك قامت حملات بغلق مقهى بمنطقة الإسكان وغرب السكة والمزلقان بمدينة كوم أمبو لوجود مفطرين بها.

فى حين فشل ضابط الآداب فى إغلاق مقهى الحزب الوطنى بأسوان بعض أن طلب من الحاضرين إبراز تحقيق شخصيتهم لأخذ الأسماء دون القبض على أحد منهم، ولكنهم رفضوا طلبه، واضطر الضابط إلى سحب رخصة المقهى فقط دون إغلاقها، وفقا لرواية محام تصادف وجوده.

وعلى الجانب الآخر قال عبدالناصر صابر نقيب المرشدين بأسوان إن 95% من السياح يعتمدون فى طعامهم وشرابهم على المطاعم السياحية والفنادق والبواخر التى تعمل 24ساعة دون غلق، وبالتالى ليس هناك تأثير من قريب أو بعيد بغلق المطاعم الشعبية بسبب حملات المجاهرين بالإفطار.

وتوقفت حملات القبض على المجاهرين بالإفطار بعد وصول عدد من الشكاوى والاعتراضات الرافضة لعملية القبض على المواطنين بالشوارع بتهمة المجاهرة بالإفطار الذين اعتبروا الإفطار حرية شخصية.

وكانت حملات القبض على المجاهرين أسفرت منذ أول رمضان حتى آخر حملة قبل التوقف للقبض على المجاهرين إلى ما يقرب عن 200 مجاهر وهو إجمالى الحملات منذ شهر رمضان.

بينما نفى أصحاب المقاهى والمطاعم فى الإسماعيلية قيام أى حملات أمنية ضد المجاهرين بالإفطار نظرا لندرة هؤلاء الأفراد بالمحافظة، لأن الاتجاه السائد لدى المسئولين عن هذه الأماكن هو غلق أبوابها احتراما للشهر الكريم، وليس بناء على تعليمات أمنية. وبالرغم من ذلك توجد بعض الحالات الفردية لأشخاص مجاهرين بالإفطار أبرزها تدخين السجائر علنا، وتتركز معظمها فى القائمين بجمع القمامة من الشوارع أو «النباشين» وتتراوح أعمار بعضهم ما بين 16 و20 عاما.

وأكد عادل شكرى أمين غرف المنشآت السياحية أن المدن السياحية بجنوب سيناء مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع لم تتأثر فيها الحركة السياحية خلال شهر رمضان فقد بلغت نسبة الإشغالات نحو 75% وجميع المطاعم والكافيتريات تعمل طوال اليوم لأن إغلاق هذه المنشآت يضر بصناعة السياحة والسائح جاء للفسحة وليس له علاقة بشهر رمضان أو غيره من الشهور.

وفى البحر الأحمر لم تصل إلى القيادات الأمنية تعليمات بإعداد حملات على المفطرين جهرا خاصة أن معظم روادها من السياح الأجانب طبقا لتصريحات مصدر أمنى رفيع المستوى.

إلا أن ضباط قسم أول الغردقة وقسم ثان قاموا بحملات أسفرت عن تحرير عشرات المحاضر ضد مواطنين تم ضبطهم متلبسين وهم يفطرون فى نهار شهر رمضان، ومنهم من تم القبض عليه وهو يدخن السجائر. وتقوم هذه الحملة بصفة يومية بناء على توجيهات مباحث البحر الأحمر على المقاهى والأماكن العامة وأمام الأفران. وأكد مصدر أمنى ــ رفض ذكر اسمه ــ أنه بالفعل تم تحرير محاضر للمفطرين بقسم أول وثان الغردقة، كما أن ضباط القطاعات شاركوا فى الحملة.

وأضاف أنه يتم غلق المقهى والمطعم إذا ثبت إدارته بدون ترخيص وإذا كان هناك ترخيص يتم الكشف عن الشهادات الصحية للعاملين وينم عن عمل المحاضر واقتياد المفطر إلى قسم الشرطة.

وفى مطروح قال المهندس علاء عبدالشكور مدير السياحة بالمحافظة إنه لم تصدر تعليمات من المحافظة خاصة بالمنشآت السياحية مثل الكافتيريات والمطاعم والمقاهى للعمل أثناء نهار شهر رمضان من أجل خدمة الحركة السياحية سوء الخارجية أو الأجنبية وبجميع مراكز المحافظة بما فيها مركز واحة سيوة الأكثر كثافة فى حركة السياحة الأجنبية.

وفى السويس لم يجد المواطنون المفطرون المسلمين أو المسيحيين وسيلة آمنة للإفطار خلال نهار شهر رمضان سوى قطع 40 كيلو مترا من محافظة السويس إلى منطقة العين السخنة لقصد الفنادق والقرى السياحية والعيش بحرية داخلها، أما غير القادرين والأجانب البحارة الذين يعملون داخل السفن والعبارات إلى تدخل ميناء السويس فعليهم الاكتفاء بشرب المياه فى الخفاء فقط بسبب إغلاق جميع المطاعم داخل مدينة السويس طوال نهار شهر رمضان.

التقت (الشروق) بحارة السفينة انديا اليونانية الجنسية الذى قال القبطان المصرى شاهين عبدالستار إن هناك أزمة بالفعل تواجهه البحارة الأجانب عند قدومهم إلى موانئ السويس أو غيرها بالمحافظات المصرية خلال شهر رمضان والذين لا يجدون فى أوقات النهار أى نوع من المطاعم حتى الشعبية منها ليتناولوا وجبات الإفطار والغداء ويلجا بعضهم وعلى غير العادة للبقاء داخل السفينة والخروج عقب أذان المغرب.

http://www.shorouknews.com/.......Data.aspx?id=109282