تحدثنا فى الجزء الأول عن الخطة الأمريكية و كيفية ادخال السيارات اليابانية عنوة و دفع المستهلكين اليها كى تخلق نوعا من المنافسة يحتاجه الاقتصاد الأمريكى, و تحدثنا كيف أن هذه الخطة كانت مزدوجة الأهداف, و كيف هى جزء من خطة أمريكية للقضاء على الصناعة فى الدول النامية تماما,
http://www.nilemotors.net/Nile/11518-a.html


أما الأن فسوف نتحدث عن الجزء الفنى و التاريخى و لماذا السيارات اليابانية هى سيارات سيئة و سوف أجلب مثالا صارخا عن كيف تمارس الشركات اليابانية عمليات النصب على عملائها.

بالنسبة للاخوة الذين كانوا يتحدثون عن التكنولوجيا اليابانية فأنا أسألهم أين هى تلك التكنولوجيا بالله عليكم؟ لا يعرف الكثيرون أن السيارات اليابانية تعتبر سيارات متخلفة تقنيا بالنسبة للسيارات الأوروبية, فمعظمها ان لم يكن كلها لا تحتوى على علب تروس ذكية التى أصبحت تزود بها سيارات صغيرة مثل البونتو و حتى الألبيا المخصصة للأسواق النامية, و الكثير منها لا يزود بأنظمة الحفاظ على الثبات, و السيارات اليابانية التى زودت بمثل هذا النظام لم تتحصل عليه الا حديثا و للعلم هم يجلبونه من ألمانيا.
و الكثيرون أيضا لا يعرفون أن محركات الديزل اليابانية التى تزود بها سيارة الرحلات الهاى أس و سيارات النقل الخفيف و غيرها هى محركات تصنع مضخاتها فى شركة بوش الألمانية , فمن المعروف أن أصعب أجزاء محرك الديزل هى مضخة الوقود الخاصة به و هذه يأخذها اليابانيون من شركة بوش الألمانية.
بل ان الشركات اليابانية ليست لها أى ابتكارات تذكر فى عالم السيارات, فمعظم الابتكارات المهمة فى عالم السيارات مسجلة لشركات أوروبية و أمريكية و نذكر منها :
الدفع الأمامى : سيتروين.
المحرك بوضعية عرضية : فيات (128)
خط الانتاج : فورد.
حزام الامان : فولفو.
الجسم الأحادى(أفضل فى امتصاص الصدمات) : فولفو.
التربو ديزل : فيات ( فيات كروما 1986).
و ليس هناك من انجاز يذكر لليابانيين سوى وضع محرك الفنيكل فى سيارة مازدا , و محرك الفنيكل هو اختراع ألمانى فى الأساس, اليابانيون فقط هم أول من استخدموه.
و الأن سوف نفصل بعض أجزاء السيارات اليابانية و نبين للاخوة كيف يخدع اليابانيون العالم :

1- المحركات اليابانية : محركات الأحصنة الكثيرة و العمر القليل.

يلجأ اليابانيون الى أساليب ملتوية لرفع سرعة سياراتهم عنوة, رغم عن أنف محركاتها الصغير فى الأغلب, و الذى يضطرون اليه لبيعها بأسعار مقنعة, و لكن كيف؟
نسمع مثلا أن سيارات يابانية محركاتها تتراوح بين ال1300 – 1600 سى سى بينما تترواح قوتها الحصانية بين ال70 و ال120 حصان, و كيف يولد مثلا محرك من فئة ال1600 سى سى قوة حصانية تقدر ب120 حصانا؟؟ و كيف يولد محرك ال1300 سى سى قوة حصانية تصل الى 70 حصانا بينما تقف البيجو 406 ذات ال1600 سى سى عند حدود ال80 حصانا و سيارة مثل التمبرا عند ال90 حصانا و سيارة مثل الفولكس فاجن بولو عند حدود ال55 حصانا بينما محركها يبلغ حجمه 1300 سى سى؟؟ فهل معنى ذلك أن شركات مثل هوندا و ميتسوبيشى و تويوتا استطاعت أن تخترع محركات لم يأتى بها العالم بعد؟؟ بالطبع لا. هناك قاعدة حيانية بسيطة تقول "مفيش حاجة ببلاش". و ذلك يعنى أن أى مكسب ما دائما ما يقابله خسارة أيضا.
و لكى نعرف كيف يرفع اليابانيون أحصنة سياراتهم, يكفى أن نشرح العلاقة بين القوة الحصانية و العزم , فهما مرتبطين ببعضهم و القوة الحصانية القصوى هى عزم السيارة مضروبا فى سرعة المحرك التى يأخذ عندها العزم الأقصى طبعا مع مراعاة فروق الوحدات المستخدمة, و هو مرتبط بمنحنى العزم, الذى يعلو ليصل الى أقصاه ثم يبدأ بالنزول مرة أخرى, و هى النقطة المناسبة للانتقال الى النسبة الأعلى عن طريق علبة التروس, و معنى ذلك أن هناك طريقتين لرفع القوة الحصانية للمحرك, و هما رفع العزم, و هو مستحيل فنيا الا فى حدود صغيرة لأن العزم مرتبط ارتباطا وثيقا بحجم المحرك , و الطريقة الأخرى هى رفع سرعة المحرك, و بذلك يقل العزم قليلا لكن ترتفع القوى الحصانية فى المقابل ارتفاعا كبيرا, و لكن ذلك يعنى أن المحرك سوف يحتاج دائما الى رفع عدد دوراته و هو ما يعرضه للبلاء سريعا و يقصر من عمره( ناهيك عن انخفاض جودة المواد المستخدمة أصلا) , كما أن تقليل العزم المتأتى من المحرك, سوف ينعكس سلبا على أداء السيارة عند تحميلها, فمثلا لو أجرينا تجربة و جعلنا سيارة لانسر تسابق الشاهين, و فى كل منهما السائق فقط, فلربما تتفوق اللانسر, و لكن أعد التجربة مع تحميل كل واحدة منهما بأربعة أشخاص و بعض الأمتعة , و انظر كيف ستطيع الشاهين تجاوز اللانسر بسهولة.
و هنا يتضح أن عمر السيارات اليابانية دائما ما يقل عن مثيلاتها الأوروبية و الأمريكية , و يمكننا ادراك ذلك بسهولة عند النظر الى سيارات مثل السوزوكى سويفت و الهوندا سيفيك موديلات التسعينات, و كيف أصبحوا يبدون مثل سيارات يبلغ عمرها ال30 عاما, و انظر كيف يمتد عمر سيارات رائعة مثل ال131 و الفيات 1300 و البيجو 504 الى 30 و 40 سنة بينما تصبح السيارة اليابانية قطعة خردة فى 10 سنوات فقط.
و هنا نصل الى النقطة الأولى و هى أن رفع القوة الحصانية لمحرك ما ليس انجازا تقنيا و لا "شطارة" فهو لا يحتاج لخبرة تقنية عالية بل يحتاج فقط الى انعدام الضمير و الرغبة فى المكسب و كل شىء سهل بعد ذلك, و لذا لا تلجأ شركات تحترم عملائها مثل بيجو و فولكس و فيات و ألفاروميو و مرسيدس و بى أم فى الى رفع أحصنة سياراتهم على حساب العزم مثلما تفعل الشركات اليابانية التى لا يعنيها شىء سوى المكسب و حجم المبيعات حتى يأتى الاخوة الأعزاء و يتباهون بحجم مبيعات تويوتا الذى قهر مرسيدس و كاديلاك!!

2- سرعة قصوى و خطر يحدق بنا :
بعض الصانعين الأوروبيين يلجأون الى خفض قوة محركاتهم و تخفيض نسب علبة التروس لجعلها تتناسب مع حجم السيارة و مستوى ثباتها, فمثلا ليس من المنطقى وضع محرك 1600 سى سى بقوة تقترب من ال120 حصانا فى سيارة من الفئة العائلية الصغيرة مثال : اللانسر مع علبة تروس طويلة النسب تستطيع أن تصل بجسم السيارة الى 180 كلم/ساعة بينما السيارة لا يتعدى وزنها الطن الواحد, لأن ذلك يمثل خطرا على راكبها بالدرجة الأولى, و أى شركة تحترم عملائها لا تفعل ذلك بهم, فاذا السيارة لا تتحمل سرعة أكبر من 160 كلم/ساعة اذا ينبغى تحديد سرعتها بواسطة علبة التروس و قوة المحرك عند ال160 كلم/ساعة, أو على الأقل جعل بلوغ سرعة أعلى من ذلك عملية صعبة, و هو ما يفعله الكثير من الصانعين الأوروبيون و الأمريكيون, بينما يتجاهله اليابانيون تماما, فقط لأن المهم هو المكسب ثم المكسب و يموت الزبون ييجى غيره!
و ينبغى أن نتذكر قاعدة مهمة , و هى ان السيارة الرياضية لا تقاس بقدرتها على بلوغ سرعة معينة , بل بقدرتها على تحمل هذه السرعة.

3- عمليات الخداع :
يتفنن اليابانيون فى خداع السائقين و اعطائهم احساسا كاذبا بالسرعة و النعومة و قوة المحرك و الثبات, فمثلا لاعطاء السائق احساسا كاذبا بالتسارع يكفى وضع عداد سرعة ذو قطر كبير و أرقام متباعدة, مما يجعل السائق يرى العداد أمامه يقفز و يتسارع , و مع تخفيض صوت المحرك بحيث يصبح أكثر نعومة , و بحيث يجعل السائق لا اراديا يهمل الانتقال الى النسبة الأعلى (مما يأتى أيضا على حساب عمر المحرك ) , عكس سيارات الفيات مثلا و الايطالية عموما التى لا تبذل جهدا لمعالجة صوت المحرك , مما يجعل السائق يشعر بخشونة المحرك و ينبهه دائما الى الانتقال الى النسبة الأعلى( و للايطاليين فلسفة خاصة فى ذلك, فسياراتهم معروفة بالنفس الرياضى,و يعتبر صوت المحرك المرتفع فيها هو احدى علامات هذا الطابع الرياضى).
طبعا لا يخفى علي أحد ثبات السيارات اليابانية السىء جدا فى المنحنيات و على الطرق السريعة, و التى يمكن استنباطها من استخدام نظم تعليق شديدة النعومة (يقلل من الثبات فى المنحنيات) و المبالغة فى استخدام مساعد المقود(الذى يقلل من الثبات على الطرق السريعة و من دقة مقود السيارة و لو أنهم يفعلون ذلك تشبها بالشركات الأمريكية).

4- مثال على عملية نصب :
قبل أن أبدأ فى سرد عملية النصب هذه, أود أن أشكر الزميل برو درايف الذى نبهنى اليها, فى معرض دفاعه عن السيارات اليابانية, طبعا بدون قصد منه, و لكن شكرا له على كل حال.
القصة بدأت فى موضوع "أسوء عشر سيارات فى أمريكا" و حينما احتدم النقاش بيننا أخبرنى الزميل العزيز أن السيارة نيسان سكاى لاين 2008 و التى يبلغ حجم محركها 3.6 لتر و تولد قوة حصانية قدرها 473 حصان(مزودة بشاحن هواء تربو) قادرة على الانطلاق من الثبات الى سرعة ال100 كلم/ساعة فى زمن قدره 3.8 ثانية!!!
الحقيقة أن الرقم أذهلنى لأنه لا يوجد غير سيارات قلائل فقط هى التى تستطيع تحقيق هذا الوقت, و من المستحيل أن تحقق سيارة يبلغ حجم محركها 3.6 لتر هذا التوقيت, و عموما لم أشعر أن الزميل العزيز قد أحرجنى, أولا و ببساطة لأنى أعرف أن هذا الرقم كاذب, و لأنه رقم تقوله داتسون التى غيروا اسمها الى نيسان حتى ينسى الناس الاسم القديم سىء السمعة, بدأت أبحث عن سيارات أخرى فى نفس قوة نيسان أو أعلى قليلا, و توقعت طبعا أن أجد سيارات تبلغ ال100 كلم فى ثانيتين و أخرى فى ثانية, و أخرى تبدأ فى التحرك بسرعة مائة كيلومتر!! و لكنى الحمدالله وجدت صناعة السيارات مازالت كما هى و كما عهدتها, أرقام و أرقام لا تتغير!

و لنراجع الموضوع من بدايته :
طبعا تعرفون أن هناك ثلاثة عوامل تتحكم فى تسارع السيارة :
1- القوة الحصانية.
2- الوزن
3- علبة التروس.
هذه هى العوامل الأساسية و هناك بعض العوامل الأخرى الصغيرة و لكنها لا تحدث سوى فرقا بسيطا :
4- الانسيابية ( حقيقة هى لا تبدأ فى التأثير الا بعد ال100-120 كلم/ساعة و يمكن حذفها بسهولة من القائمة).
5- طريقة الدفع, و أفضل طريقة للدفع هى المحرك الموضوع فى الوسط الذى يرسل قوته الى العجلات الخلفية.
6- ثبات السيارة عند الانطلاق, كلما كانت السيارة أكثر ثباتا عند الانطلاق كلما زادت امكانية الانطلاق بها بسرعة أكبر دون التعرض لفقدان بعض الوقت نتيجة لدوران الاطارات حول نفيها( التفويت).
جميل جدا, لنرى الأن كيف أن نيسان تكذب.
http://www.conceptcarz.com/vehicle/z2440/default.aspx
هذا اللينك من نفس الموقع الذى أحضره لى الزميل العزيز و لكن هذه المرة لسيارة فيرارى 550 مارنيللو.
السيارة قوتها 485 حصان, و محركها يبلغ حجمه 5.5 لتر.
وزنها 1687.4 kg.
عدد النسب 6 (يدوية) و سرعتها القصوى 300 كلم/ساعة.
النيسان سكاى لاين
قوتها 473 حصان و وزنها 1719.1 kg و المحرك يبلغ حجمه 3.8 لتر.
عدد النسب 6 ( اوتوماتيك) !! و سرعتها القصوى 310 كلم /ساعة.
قارن بين الأرقام :
الفيرارى أقوى من السكاى لاين ب12 حصان.
الفيرارى أخف من السكاى لاين ب 31.7 كلغ.
علب التروس بنفس العدد و السكاى لاين علبة تروسها أبطأ من الفيرارى لأنها أوتوماتيك. و النسب متقاربة كما يبدو لنا من تماثل السرعة القصوى.
الفيرارى انسيابية جدا كما يظهر من شكلها و كما هو معهود.
الفيرارى توزيع وزنها 50% 50% على المحور الخلفى و الأمامى كما هى جميع سيارات فيرارى و كما يمكن استنباط ذلك من وضعية المحرك فى منتصف السيارة.
الدفع فى سيارة الفيرارى مثالى جدا و هو محرك موضوع فى منتصف السيارة ينقل العزم الى الاطارات الخلفية.
اذن بعد هذه الأرقام المفروض و المنطقى أن الفيرارى أسرع من السكاى لاين بثانية على الأقل.
وجدت أن الفيرارى تبلغ سرعة 100 كم /ساعة فى 4.3 ثانية.
السكاى لاين تبلغ السرعة نفسها فى 3.8 ثانية.
كيف؟؟؟؟!!!
اما أن فيرارى تكذب اما أن نيسان تكذب و لا يوجد حل ثالث اللهم الا اذا كان هناك قوة من العالم السفلى تدفع سكاى لاين و هى تجرى.
الوقت الحقيقى لسكاى لاين يتراوح بين -5.55.1 ثانية و هو الوقت المنطقى وبذلك تكون خرجت أصلا من السيارات السوبر رياضية لأنها تبدأ من 5 ثوانى و دخلت فى السيارات الرياضية من المستوى الابتدائى (أقل من ست ثوانى(.
الأن عرفنا لماذا كذبت نيسان؟؟ لتدخل سيارتها فى فئة أعلى مما سيتيح لها رفع السعر قليلا دون اعتراض من المشترين.
فقط كذبة بيضاء كهذه سوف تتيح لنيسان رفع السعر بضع ألاف أخرى, فلم لا؟؟!


أعرف أنى سأفتح المنتدى فى اليوم التالى لأجد سيلا من الشتائم و الانتقادات فقط لأننى تجرأت و قلت ما أعرفه بصراحة عن السيارات اليابانية التى لا أعرف ما سر تعصب الزملاء الأعزاء الذين أصبحوا يابانيون أكثر من سكان طوكيو أنفسهم!!