اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.محمد مختار مشاهدة المشاركة
للأسف... ومحدش يزعل مني... نحن شعب "في مجمله" غير متحضر.. طبعاً ليس الكل...لكن الأغلبية للأسف..
و المصيبة أن الهمجية و عدم التحضر لا تقتصر على الناس فقط و لكن في حالتنا هذه على موظف استقبال المستشفى و على أمين الشرطة و حتى بعض الضباط ..

دعنا نتسائل أولاً: لماذا تقف إذا صدمت احد المشاة؟؟
أظن أن الأسباب لن تخرج عن:
1- لتنقذه أو لتساعد في إنقاذه.
2- لتُعبر بشجاعة عن استعدادك لتحمل مسؤلية أفعالك إذا كنت على شيء من الخطأ.
3- إذا لم تكن مخطئاً فلتعلن أنك غير مخطيء وأنك لم تفعل جريمة لتهرب.

في ظل العشوائية و الفوضى و الهمجية التي نعيشها لا معنى للنقطتين الثانية و الثالثة..
لأنك إذا لم تصادف شخصاً على قدر من التعقل و التحضر فلن يقدر احد موقفك ولن تعاقب على قدر خطأك بل سيتم تفريغ شحنة السخط على المجتمع وغلاء الأسعار والظلم والاستبداد و الفقر .. فيك و في سيارتك وفيمن يقف في صفك..
كما أننا نتمتع بمزيج عجيب من الصفات و المعايير المزدوجة ..
والشهامة عندنا مفهوم مشوه أحياناً.. من الممكن أن تجد من يرتكب جريمة تحت مسمى الجدعنة أو المجاملة.. و الأعجب أن أي موقف يتم تصعيده بسرعة بشكل استقطابي الى ( نحن / ضد / هم )
نحن: أي واحد يشعر لأي سبب أنه ضحية لأي أحد في أي موضع.. سيتوحد مع المصاب -الذي من الممكن جداً أن يكون غلطان من ساسه لراسه- ولكـنه برميته على الأرض و الدم يسيل منه يوحي بأنه ضحية لا حول له... إذن فلنتوحد معه ضد المفترين الذين يدوسون على الناس بسياراتهم... وهنا يفترض أن الذين يركبون السيارات -حتى لو دافع في مقدمها دم قلبه- يمثلون (هم) -ذوي السلطة و المال و الطبقات العليا التي لا تبالي بالمطحونين... إذن فلنسبهم ونلعنهم وننتهز الفرصة لنحطم سياراتهم التي لا نملك شراء مثلها و التي ترمز في بلدنا للطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها المرء و لو استطعنا أن نحطم رؤسهم فدعنا لا نضيع هذه الفرصة لنخرج الشر و الحقد تحت غطاء الشهامة و الانتصار للمظلوم...!!! فجأة يتوحد الجميع -والذين كانوا من لحظات ينهشون في بعض- ضد هذا الغريب الذي يمثل كل من يدوس على الناس بشتى الطرق...

*هناك في علم الاجتماع مصطلح "ثقافة القطيع" وهذا للاسف يحكم معظم ردود الأفعال في مجتمعاتنا خاصةً الطبقات ما دون المتوسطة و الفقيرة و الريفية..
لهذا لو نجحت في "كلفتة" أو سرقة الموقف كما قال احد الأخوة فإنك من الممكن أن تنجح فعلاً في تحويل مسار القطيع معك بدلاً من ضدك لكن لو فشلت.... فليرحمك الله

*ليس من ثقافتنا تحمل المسئولية عن الأفعال -(ليس كاليابانيين مثلاً)- لذلك لن يفهم الغالبية موقفك الشجاع -فضلاً عن أن يقدروه- و المؤسف أن كثيرون سيعتبرونك مخطيء و(غبي) كذلك!!!!

*ليس من ثقافتنا كذلك الـتأني حتى معرفة الحقيقة لذلك سينحاز الجماهير للأعلى صوتاً.

* القوانين في بلدنا تكاد تكون مصممة لتدفعك الى الهرب إذا رأيت مصاباً -حتى لو لم تكن أنت الذي صدمه- و القصص كثيرة حول من تطوع لنقل مصاب فألقي القبض عليه -لأنه لا بد من متهم يشيل الليلة-.

من سنوات تسبب صديق في إصابة راكب متوسيكل اصطدم به لأنه فرمل فجأة فطار ووقع على الأرض بين الحياة و الموت.. ولأنه كان هو المخطيء أخذه للمستشفى و طبعاً أحيل للشرطة.. وقدراً كان خاله ضابط شرطة تدخل وطبعاً أخرجه منها -بعد ان شتمه و بهدل كرامته- لا لأنه المخطيء.... و لكن لأنه توقف!!!!!!!!!!!!!!!
قال له يا حمار لما تبقى تخبط حد تبقى تهرب و لا تقف لأحد....!!!

واحد آخر كان ماشي في امان الله.. وعلى الجهة اليسرى من الطريق بجوار الجزيرة الوسطى للطريق وكان هناك مشاة منتظرون للعبور.. بعدما تجاوزتهم مقدمة السيارة اندفعت طفلة من يد أبيها لتصطدم بجانب السيارة ثم تقع بين السيارة و الرصيف وتصاب في رأسها وفي المستشفى كان الكل معترفاً بأن السائق غير مخطيء بما فيهم أبو البنت الذي كان متقبل للموضوع على أنه قضاء وقدر.. لكن بعد أسابيع وعندما ماتت البنت انقلب على السائق واتهمه بالقتل و جره الى السجن مع أن الرجل لم يكن مخطئاً في شيء... لكن لا بد ممن يتلقى اللوم على ما حدث..!!!
أسأل الله اللطف بنا و بالناس..

* إذن ما العمل؟؟
رأيي ألا يتوقف السائق مباشرةً و لكن يتوقف على بعد و يرجع -بعد أن يطلب الاسعاف- و يعمل كل ما بوسعه لإنقاذ الموقف و المصاب.. هذا هو الأهم حتى لو كان المصاب هو المخطيء....
ثم بعد ان تهدأ الأمور وينفض الفضوليون ومن "يهيصون في الهيصة" فيمكنه أن يعلن مسؤليته لو شعر ان أهل المصاب على قدر من التعقل و التحضر... أما ان كانوا من الغوغاء فلن يفيد أحد ان يكون لدينا مصابان لا مصاب واحد..!!!

* أكثر ما يغيظني و أنا سائق من يعبرون الطريق بدون أن ينظروا و بهدووووووووووووووووووء و إذا نبهتهم بالنور أو الكلاكس ينظرون إليك باندهاش و استنكار و لسان حالهم يقول لك ما الذي جاء بك الى هنا؟؟ و كأنهم يعبرون صاله بيتهم وانت الدخيل عليهم..
وكذلك من يصرون على المشي جنباً الى جنب رغم ضيق الشارع ويتعاملون بتناحة عجيييبة... أحياناً تراودني رغبة شريرة أن أدفعهم بجانب السيارة لكن أتراجع خوفاً من خروج الموضوع عن السيطرة فحماي كان دائماً ينصحني بتجنب غباء الآخرين مهما كنت أنا متمكن من السيارة.
كلام جميل اوي اوي اوي
بس انا برضو شايف ان الخبط حد لازم يقف في ساعتها ويشيلو وبعدين يشوفو مين ال غلطان

حالة البنت ال خبطط العربية ازاي الراجل اتسجن
يعني انا مثلا ماشي بعربيتي واحد نط من البلكونة علي العربية ومات ابقى انا ال قتلته ؟؟؟