الأخ الكريم A-Taamer تحية طيبة وبعد
بالنسبة لثغرة الدفرسوار كانت الخطة تقتضى بدفع حوالى 7الوية مدرعة اسرائيلية غرب القناة لإحداث تفوق ساحق مع تخصيص 5 الوية مدرعة لحماية معبر الثغرة مع تثبيت القوات المصرية الموجودة شرق القناة بحوالى عشر الوية مدرعة لمنعها من التدخل لتصفية الثغرة وسوف اركز هنا على نقطتين هامتين وهما :
1- أسباب نجاح الثغرة فى مراحلها الأولى
2- دور الطيران المصرى فى الثغرة

أولا: بالنسبة لأسباب نجاح الثغرة فى مراحلها الأولى :
ويرجع ذلك للأسباب الآتية :
1- استغلال شارون لطبيعة منطقة الدفرسوار الملية بالأشجار والغابات وقام بإخفاء قواته فيها لذلك كانت الصورة غير واضحة امام القيادات المحلية فى قطاع الدفرسوار التى قدرت عدد الدبابات الاسرائيلية التى نجحت فى الاختراق ب7 دبابات فقط بينما هى فى الحقيقة 30 دبابة كما ارسل اللواء تيسير العقاد الذى خلف اللواء سعد مأمون فى قيادة الجيش الثانى بلاغا مطمئنا بدلا من ان يرسل بلاغا محذرا .
ولما كانت القيادات العسكرية المصرية لا تعرف العدد الحقيقى لحجم ونوعية القوات الاسرائيلية التى نجحت فى الاختراق وكذلك لا تعرف أماكن تمركزها فقد فشلت فى القضاء على القوات الإسرائيلية المتسللة كما ان شارون قد استخدم اسلوب حرب العصابات وهو اسلوب لم تكن تجيده القوات المصرية لذلك تكبدت القوات المصرية خسائر كبيرة وفشلت فى تصفية الثغرة .
2- يتحمل وزير الدفاع ورئيس الاركان فى ذلك الوقت جزء كبير من المسئولية عن نجاح الثغرة فى مراحلها الاولى لأن عنف وضراوة المعارك التى دارت ضد الفرقة 16 مشاة وضخامة القوات الاسرائيلية المدرعة كانت تؤكد ان العدو الاسرائيلى سيركز هجومه لإحداث الاختراق فى هذا الجزء من الجبهة وكان لابد ان يكون ذلك انذارا للقيادات العسكرية المصرية لأن العدو الاسرائيلى كان يعتمد على حشد قوة مدرعة ضخمة فى نطاق ضيق وهو الاسلوب الأمثل فى الهجوم ولذلك فهو مصدر خطورة كبيرة لأن احتمالات نجاحه كبيرة ولذلك كان الاجدر بوزير الدفاع ورئيس الاركان ان يدفعا باللواء المدرع 23 الذى كان متواجدا فى غرب القناة فى ذلك الوقت اقول كان من الاجدر ان يدفعاه قريبا من منطقة الدفرسوار تحسبا لأى اختراق اسرائيلى محتمل ولو كانو قد فعلول ذلك لإنهارت عملية الاختراق فى مراحلها الاولى
3- كان من الخطأ دفع قوة صغيرة للتعامل مع القوات الاسرائيلية المتسللة حتى لو كانت قوة صغيرة وكان يجب ارسال قوة كبيرة لا تقل عن قوة لواء مدرع لتصفية الثغرة فور بدايتها لأنه من الناحية النظرية القوة الكبيرة يمكنها بسهولة هزيمة قوى صغيرة اما لو واجهت قوة صغيرة قوة اخرى معادية صغيرة مثلها فإن النتيجة غير مضمونة .
ثانيا : دور الطيران المصرى فى الثغرة :
فى الواقع إن الطيران المصرى فى الثغرة لم يكن مؤثرا حيث تحدثت بعض المصادر الاسرائيلية والعربية عن غارات قام بها الطيران المصرى ضد القوات الاسرائيلية المتسللة فى الثغرة ولكن من الواضح انها لم تكن مؤثرة اطلاقا بدليل اتساع نطاق الثغرة واستمرارها حت نهاية الحرب وكان من الممكن ان يساهم الطيران بصورة فعالة ومؤثرة ضد الثغرة حيث انه كان من الممكن استخدامه بكثافة لضرب القوات الاسرائيلية المتسللة إلا انه كان هناك سبب قوى يمنع مشاركته بفعالية هو استخدام القوات الاسرائيلية المتسللة لصواريخ هوك المضادة للطائرات إلا انه كان يمكن استخدام الطائرات المصرية بكثافة فى الثغرة حيث ان القوات السرائيلية المتسللة كانت قليلة مما يجعل امكانية قصفها سهلة خاصة فى مراحل بناء الجسر الذى عبرت عليه القوات الاسرائيلية وفى الواقع ان القوات الجوية المصرية فى الحرب بصفة عامة كان يعيبها سوء التخطيط وسوء استخدام القوات الجوية وسوف اتحدث عن ذلك فى مشاركة جديدة مستقلة .