الموضوع: 5 ساعات عصيبة علي الطريق (تقرير بالصور)

السادة الاعضاء الكرام ...

أسعد الله يومكم بكل الخير ووقانا ووقاكم من شر الطريق

اليوم 03/12/2010 يوم لن أنساه أبدا فقد كان يوما عصيبا بكل معاني الكلمة و كانت رحلة من أخطر و أصعب ماواجهت حتي الان

بدأت الرحلة بالامس في تمام الساعة الثامنة مساء متوجها الي الاسكندرية في مهمة عمل عاجلة و بالفعل كنت علي اول الطريق الصحراوي في تمام التاسعة مساء و كان الطريق واضحا و شبه خاليا حتي أقتربت من بوابة الاسكندرية بحوالي 40 كم و بدأت الرؤية تنخفض تدريجيا و كانت الساعة قد قاربت علي العاشرة و النصف و أستطعت بتوفيق من الله ان اصل الي ميناء الاسكندرية لأبدا عملي هناك الذي أستمر حتي الرابعة صباحا

و في تمام الرابعة و النصف من صباح اليوم تحركت من ميناء الاسكندرية الي القاهرة و عند كارفور كانت الرؤية سيئة للغاية و لكني أكملت الطريق و خرجت معي من الاسكندرية سيارتان أخريان (لانوس و كيا سيفيا) و بدأنا في البداية نسير متجاورين ثم تقدمتنا اللانوس و سرت أنا و الكيا متجاورين خلف اللانوس و ظللنا متلازمين حتي البوابة التي وصلناها بعد حوالي 45 دقيقة بصعوبة شديدة

و عند البوابة وجدنا رجال المرور يوقفون السيارات و يحذروها من خطورة السير في هذا الجو و بالفعل امتثلت لتحذيرهم و توقفت علي يمين الطريق قبل البوابة مباشرة لمدة ساعة حتي بدا لي ضوء الصباح و لكن الرؤية كانت ماتزال معدومة

و في السادسة صباحا شاهدت أوتوبيس غرب الدلتا المتجه الي القاهرة فقررت أن أتحرك في أثره و فعلا خرجت من بوابة الاسكندرية لأجد يمين الطريق و قد امتلأ بسيارات من كافة الانواع و بكثافة غير عادية

و بعد حوالي ربع ساعة من السير جاء من خلفي ميكروباص و تخطاني من اليسار فقررت أن اتبعه ثم لحقت بي سيارة أخري (هيونداي جيتز) و سرنا معا معظم فترات الطريق حتي دخلنا بسلام الله الي القاهرة في تمام الساعة الثامنة و النصف لأصل بعد ذلك الي الرحاب في تمام التاسعة و النصف

5 ساعات كاملة قضيتها في السيارة مررت خلالها بأسوأ تجربة قيادة في حياتي , فيلم رعب من العيار الثقيل شاهدت خلاله العديد من الحوادث علي يمين و يسار الطريق كما تعرضت السيارة (الجيتز) الي حادث عندما تخطي قائدها سيارتي و الميكروباص في أحدي التحويلات بسرعة شديدة ليصطدم بأحدي الكتل الخرسانية في نهاية التحويلة الامر الذي زاد من العبء النفسي علي و جعلني أشعر بأستحالة الوصول الي نهاية هذا الطريق

لكن ماجعلني أكمل الرحلة هو أيماني بالله و انه لن يتخلي عني بالاضافة الي ثقتي الشديدة في نفسي و في سيارتي الغالية التي أبذل كل جهد للعناية بها كي تعتني هي بي في مثل هذه الظروف .

طبعا هذه التجربة أستخلصت منها عدة دروس و عبر سأوضحها في موضوع منفصل لكن يجب ألا انسي دور و فضل سائق الميكروباص الذي كان يتقدمني و يقود بمنتهي الحكمة و الهدوء و التأني

طبعا أثناء القيادة كانت عندي الفرصة لألتقاط بعض الصور للطريق و التي أحاول حاليا رفعها

مع خالص تحياتي و تمنياتي للجميع بالسلامة
م/ سمير الشهاوي