الثورة المصرية في منعطف خطير جداً .. جداً ... جداً ...
إبان الثورة .. وبعد نجاحها .. إنشغل كثيرون بالفرح ..الفرح الشديد .. لأن الثورة نجحت
وفي نفس الوقت ..
إنهمك البعض في العمل الجاد ... والجاد جداً ...
لإنهاك الجميع
والثورة بالطبع ...
ولدفعنا جميعاً دفعاً .. إلى أن نصل علي مفترق طرق ..به طريقين ..إثنين فقط ...أحلاهما مر ...
أبشركم بأننا لم نصل بعد لهذا المفترق ..
كل مايحدث... يقترب من أن أصدق أغلبه ..
لم أثق ثقة خالصة في قيادات الجيش ..
البلد كلها تسير كما هي بنفس الناس .. إلا القليل ..
ولا أعتقد أنها تسير على مايرام ..
كل من كان موجوداً أيام نظام مبارك ولازال موجود .. لا يمكن الوثوق به على كل الأحوال .. خصوصاً من هم في مناصب عليا .. كالمحافظين .. وكبار التنفيذيين في الدولة ..
أنا أثق من أن أجهزة الأمن (أمن الدولة او الأسم الجديد الأمن الوطني) تعمل .. وعلى قدم وساق .. من خلال العمل على شاكلة التنظيمات السرية
أجهزة الأمن الأخرى .. والتي لم يمسها أحد من قريب أو من بعيد ..بالتأكيد هي الآخيره.. تعمل على قدم وساق
ومما يحزني بشدة هو أن من الواضح أن هؤلاء يحققون نجاحات مبهره.. ومازالوامستمرون في تحقيق نجاحات
فالخوف كل الخوف .. أن يستمروا في النجاح .. مستغلين طغيان القيم السلبية التي سيطر بها نظام مبارك على المجتمع طوال العقود الماضية والتي أصبح مجتمعنا متشبع بها
لازالت نفس القيم والأفكار المتخلفة والرجعية تستخدم .. الفرقة والطائفية ..
التحول الذي حدث في القيم في مصر مابين أيام الثورة واليوم .. تزعجني بشكل كبير جداً جداً فنحن الآن فى مفترق طرق والمرحلة القادمة أهم بكثير مما سبق
فبعد تضامن وتكاتف الجميع لأزاحة رأس النظام والنظام فى ملحمة شعبية رائعة تم فيهاالتضحية بدماء
المئات من الشهداء والألاف من الجرحى للوصول لذلك الهدف ولكن فيما يبدوا ولاسباب عديدة منها
أن الرؤية السياسية لم تكن واضحة عند معظم من شارك بأستثناء الأجماع على رفض أستمرار
مبارك فى الحكم ، ونال التعب والاجهاد من البعض وتصور الكثيرون أنهم أتموا مهمتم بنجاح
وعلى الثوار العودة الى حياتهم الطبيعية وهذا مانادى به الجميع و ان اختلفت أسبابهم
وغرضهم من ذلك ، فالمجلس العسكرى الحاكم يطالب هو والحكومة بالهدوء لكى يتفرغ لأدارة
شئون الدولة ومشاكل لاحصر لها تفجرت امامه وهو لم يكن مهيئا لذلك بالرغم من كل المحاولات
والأجتهادات التى يقوم بها ، والبعض من وجوه النظام القديم تدعو للهدوء لكى تستمر فى مواقعها
تقوم بنفس ماكانت تقوم به من تخريب ونهب لثروة البلاد وكذلك السعى نحو تشويه وجه الثورة
والادعاء عليها بالباطل بأنها تسعى للفوضى والخراب و عدم الامان وتعطيل مصالح الناس ودوران
عجلة الانتاج وبالفعل صدق الثوار هذه المقولات و آثروا الهدوء ليعطوا فرصة للحكام الجدد
فى تنفيذ ما اعطوا به وعودا سابقة ... فماذا كانت النتيجة حتى الآن ؟
1 - الى الآن لم تتم محاكمة مبارك على جرائمه كرأس للنظام السابق ومسئوليته المباشرة عن قتل المتظاهرين و اصدار الاوامر بالتصدى لمظاهراتهم السلمية بالذخيرة الحية والاعتقالات بالجملة
وبدلا من ذلك تم التركيز على امور هامشية للغاية كمتابعة أرصدته المالية فى بنوك البحر الأحمر !!!
2- لم تتم محاكمة رؤوس النظام السابق مثل صفوت الشريف وفتحى سرور وزكريا عزمى بتهمة الأفساد السياسى
المتعمد للبلاد وقيادتهم لحملات التزوير وتزييف ارادة الامة فى الانتخابات النيابية عبر عدة عقود سابقة
ومسئولياتهم عن ممارساتهم خلال توليهم لمناصبهم فى تلك المجالس ورئاسة الحمهورية والتصرف فى ميزانيتها
3 - الى الآن لم يتم الاعلان عن آلية معينة تتيح للراغبين فى تشكيل احزاب سياسية جديدة فى الحصول على الموافقة
الرسمية للشروع فى شرح برامجهم والانتقال الفورى لقلب الشارع لتوعية الجماهير وضم العضويات وتكوين رأى عام
حقيقى يفهم ويتفاعل مع مايدور من حوله فى الساحة السياسية، ومنها يبدأوا فى الاعداد للأنتخابات المقبلة
4 - لماذا لم يتم الى الآن الدعوة لمؤتمر وطنى موسع يضم كل التيارات السياسية الموجودة ومعها ممثلين عن النقابات
المهنية والعمالية ونادى القضاة والجيش والاقتصاديون والصحفيون والمحامون ورجال الدين من كل الطوائف والملل
لكى تتباحث من خلاله عناصر الامة عن طبيعة الحكم فى الفترة القادمة وماذا نريد ببلادنا ، وتطرح من خلاله
كل التصورات المحتملة عن طريقة أدارة موارد البلاد وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتنظيم العلاقة بين
السلطات ومدى سلطات رئيس الجمهورية ومادور رئيس الوزراء فى النظام القادم وكذلك النائب ، وهل يتم انتخاب
المحافظون ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكذلك بالنسبة للمناصب الدينية كأنتخاب شيخ الأزهر وعودة المجلس
الملى للصورة فى ادارة شئون الكنيسة ، وعن المؤسسات الصحفية القومية وهل تطرح للخصخصة او لمشاركة العاملين
بها وطرح الباقى لمساهمين من الشعب وتنفض سيطرة الدولة عنها وعن جهاز الاذاعة والتليفزيون
وحتى فى مجال الرياضة يجب المناقشة فى كل امورنا وقضايانا اليومية والمستقبلية ولابد ان يكون لدينا تصورا
واضحا عن ماذا نريد ان نكون ... هل نتبع النموذج التركى أم الماليزى أم الأرجنتينى أم ماذا ؟
لايكفى ما فعلناه امامنا مشوار طويل ومجهد للغاية و ان تقاعسنا الآن عن القيام بدورنا فلن نحصد ايا من
ثمار ما ناضلنا لغرسه فى تربة أرض الحرية .
المفضلات