اقرأ السطور دى وانت تعرف ليه الجيش حمى الثوره ومضربش الشعب وانا قولتها قبل كده 100 مره هو عمل كده عشان مصلحته
السؤال الأهم إذن : لماذا بعد هذا الإجتماع لم ينفذ المجلس أمر المخلوع ويضرب المتظاهرين ؟؟
قبل أن أجيب علي هذا السؤال ، أود أن أوضح شيئاً صغيراً ، وهو أن الجيش لم يضرب الثوار أيام مبارك أثناء تجمعهم وتكتلهم وهم أقوياء ، ولكن ضربهم أكثر من مرة وفى أماكن وأقوات مختلفة ، فهو ضربهم في سجونة الحربية ، وفي ميدان التحرير يومي 13 فبراير و 26 فبراير و 9 مارس و 9 أبريل وعند السفارة الإسرائيلية وفي شارع لاظوغطي أمام مقرات أمن الدولة ، فالجيش المصري أيضا يده ملوثة بدماء المصريين الشرفاء .
ولكن لماذا إذن لم يضرب المتظاهرين أثناء مبارك ويقضي علي الثورة ؟؟
فالإجابة علي هذا السؤال بسيطة جدا ، فإذا سرحنا بخيالنا وفكرنا ماذا كان سيحدث لو ضرب الجيش الشعب ،
كان يوجد ثلاث أحتمالات لا رابع لهما :
الإحتمال الأول : أن ينتصر الشعب
وهذا هو الأحتمال الأقرب والأرجح ، نعم هذا هو الأحتمال الأقرب والأرجح ، وذلك لعدة أسباب أهمها :
1- أن الله سبحانة وتعالي أشاء وقدر أن مصر في يوم الخامس والعشرون من يناير لعام 2011 ستحرر نفسها من ظلم وقهر مبارك ونظامه طيلة الثلاثين عاماً بثورة شعبية تكون أعظم ثورة في التاريح ، فلا دخل إذن لمخلوق علي وجه الأرض في مشيئة وإرادة المولي عز وجل .
2 - طبيعة الشعب المصر ، فالشعب المصري ذات طابع يختلف عن كل شعوب العالم فإذا أراد شيئاً لا أحد يستطيع أن يقف أمامه أبداً ، وكلنا نعلم هذا من خلال تاريخ مصر وكل الحروب التي خاضتها وكم كانت الدولة المحاربة أقوي من مصر بمراحل وتنتصر مصر في النهاية بسبب قوة العزيمة والإرادة .
3 - إذا أصدر المجلس الأمر للجيش المصري بضرب المتظاهرين فالغالبية العظمي من الجيش المصري ستمتنع عن تنفيذ الأمر وتنضم للمتظاهرين وذلك لأن جيش مصر من شعب مصر ، فكلنا نعلم أن التجنيد في مصر إجباري ، وأن الجيش المصري مكون من أفراد داخل كل بيت وأسرة في مصر ، فلا يخلو بيت أو أسرة في مصر إلا ولها فرد على الأقل يخدم فى الجيش ، فكان أمر مستحيل أن يفتح الجنود المصريين النار على أهلهم وأقاربهم وجيرانهم الثوار ،
وهذا الأمر مختلف تماما عن جيش ليبيا المكون من المرتزقة مختلفة الجنسيات من الدول الأفريقية ، وجيش سوريا الطائفي ، وجيش اليمن القبلي الذي ولاءه جنوده فيها للقبيلة التي ينتمي إليها وليس للجيش أو للوطن .
4 - الجيش المصري لن يستطيع التفوق عسكريا على المواطنين ، ذلك وبكل بساطة لأن الجيش المصري مدرب على القتال في الصحراء وفي الأماكن الواسعة والصحراء وفي الحروب فهو ليس مدرب علي القتال في الشوارع الضيقة والحواري والمدن السكنية مثل القاهرة والاسكندرية والسويس ، وكلنا نتذكر مساء يوم 28 يناير 2011 حينما أمد الجيش الشرطة بالذخيرة الحية ، فقام المتظاهرون وبكل سهولة بحرق مدرعة و سيارتين جيب تابعين للجيش ، فإذا عادت بنا الذاكرة إلى الوراء قليلاً وتذكرنا ماذا حدث في الأمن المركزي والشرطة المصرية التي تعدادها يفوق المليون فرد والمدربين على حرب الشوارع والتصدي للمظاهرات وأعمال الشغب داخل المدن ، هزمت في أقل من ست ساعات ، فكم من الوقت إذن سيهزم الجيش المصري الأقل عدداً بكثير من الشرطة والأمن المركزي .
كما لابد وأن أذكر أن شعب مصر تعداده أكثر من 85 مليون ، ليس مثل ليبيا التي تعداد سكانها أقل من 7 مليون ولا سوريا التي تعداد سكانها أقل من 25 مليون ولا اليمن التي تعداد سكانها أقل من 25 مليون ، فالشعب المصري كان قادراً على مواجهة الجيش إذا ضرب المتظاهرين ، خاصة وأن هؤلاء الملايين من المتظاهرين لهم أهل وأصدقاء وأقارب سيكملوا مسيرتهم ويثأروا لهم إذا أستشهدوا بصرصاص الجيش ، فكان من المستحيل أن يتفوق الجيش على الشعب المصري بأكملة ، وكان حتماً سينتصر الشعب علي الجيش إذا ضرب المتظاهرين .
5 - في حالة إذا أنتصر الشعب علي قوات الجيش التي تحاربة وأراد المجلس الأعلي للقوات المسلحة تكملة مسيرة القتال عن طريق إستدعاء باقي القوات من علي الحدود ومن ثكناتها فلن يستطيعوا الوصول إلى القاهرة والأسكندرية وباقي المدن الغاضبة لأنهم لن يفلتوا من الكمائن التي ستكون في إنتظارهم ، وبالتالي لا محال عن هزيمة الجيش المصري .
* وفي تلك الحالة وعند إنتصار الشعب المصري على الجيش ، فكان مصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري أن يلاقوا حتفهم علي أيدي الشعب المصري ويصبحوا في تعداد الوفيات لخيانتهم للوطن
الإحتمال الثاني : أن ينتصر الجيش وتجهد الثورة
فعلى الرغم من أن هذه النتيجة بعيدة عن الإحتمال والمنطق ولكن دعنا نتخيل فرضا أن الجيش المصري قتل بضعة الملايين الغاضبة الثائرة ، فهل ستكون تلك هي نهاية الثورة وستفشل ويبقي مبارك فى الحكم ويسلم لهذا الإحتمال باقي الشعب المصري ؟؟ الاجابة بالطبع لا ، فإذا كان قد قتل بضعة الملايين الغاضبة الثائرة فإن لهم أهل وأقارب وجيران وأصدقاء سيغضبوا علي قتلهم بدون وجه حق خاصة أن مطالبهم كانت مشروعة ومظاهرتهم كانت سلمية ، وكانوا سيعزموا النية على الأخذ بالثأر ممن قتلهم ، وكانوا سيحملون السلاح ويقاتلوا الجيش ليأخذوا بحقهم ويكملوا مسيرتهم ، وإذا فرضنا أن أنتصر الجيش عليهم أيضاً ، فمن سيحكم مبارك وحاشيتة !! وكيف سيبرروا أمام العالم والمجتمعات الدولية تلك الإبادة الجماعية للشعب ؟؟ وما مصير الدولة المصرية إذن بدون شعب ؟؟ وهل ستكون دولة أم بقايا دولة ؟؟
* وفي تلك الحالة وعند إنتصار الجيش المصري علي الشعب ، فكان مصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري صدور ضدهم أوامر بالإعتقال من المجتمعات الدولية وتحويلهم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة أرتكاب جرائم حرب ضد شعوبهم والإبادة الجماعية وتلك الجريمة صنفت كجريمة دولية في اتفاقية وافقت عليها الأمم المتحدة بالاجماع سنة 1948 وصدقت عليها مصر
الإحتمال الثالث : التدخل العسكري الخارجي في مصر
كلنا نعلم أن مصر مطمع لكل دول العالم القوية خاصة أمريكا واسرائيل ، فكانوا سينتهزوا فرصة أن الجيش المصري مشغول في ضرب الشعب ومنهك القوي ، وبحجة أنهم يريدون إنقاذ الشعب من هذا الدمار سيتدخلوا عسكرياً ويفرضوا الحظر الجوي علي مصر ويضربوا أي طائرة مصرية تحلق فى الفضاء ، وسيحتلوا مصر .
* وفي تلك الحالة ستكون مصر دولة محتلة ، ومصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري قتلهم علي أيدي الإحتلال الأجنبي لمصر
المفضلات