أنتهت سنة 2011 والتى تكاد أجمل سنين عمرى , حيث بدأت اولى دقائق هذة السنه مع أعز الاشخاص لقلبى ( صديقى ورفيق الطريق - وشخصا قد فارقنى وفارق الحياه الأن ), وبداءت هذة السنه بأجمل لحظات العمر , مرورا بالثورة وبأسقاط مبارك , بالسهر ليلا لتأمين منازلنا , وستظل اللجان الشعبة فى ذاكرتى دائماً , فكثيراً منا تمنى ان تعود له ايام الطفولة , ولكن كان يستبعد هذا الحلم , فمن المستحيل ان يجتمع جميع الأصدقاء فى مكانا وأحد ثانيتا ولكن تأتى اللجان الشعبة والثورة بأستعادة هذا الشعور وفجاة ودون سابق انظار تجد الجميع حولك , وتجد أشخاص تكاد لا تراهم الا بالصدفة أصبحة بجانبك ثانيتا , ونسهر جميعا لتأمين منازلنا والتصدى لأى معتدى ومع مرور الوقت نبداء فى كسر حالة الملل التى اصابتنا من أنتظار البلطجى , فمن ذلك المعتوه الذى يفكر فالهجوم على رجال وشباب منطقة بأكملها فأن حاول ومر من شارع فلن يفلت من الشارع الاخر ,, وهنا قررنا ان نلعب , ( كورة , بلايستشن , وغيرها من الالعاب ) . فمن منا كان يتمنى ان ترحل هذة الايام وان لا تعود ابدا, ومن منا كان يتمنى ان تستمر هذة الايام ونظل جميعا بجوار بعضنا البعض

وهنا تبدأء قصتى مع اللجان الشعبية

لن أنسى الساعات الاولى من يوم 29 يناير والصوت الذى سمعته يأتى من بعيد , فلم يأتى فى زهنى ان هذا الصوت صوت مشاجرة عنيفة جدا بين شباب المنطقة ومجموعه من البلطجية , وبداء الصوت يقترب تدريجيا حتى تأكدت ان هذا الصوت أصبح اسفل منزلنا , فأسرعت نحو النافذة لأتحقق من حقيقة الامر . فأجد عدد كبير جدا من الشباب لا اعرف من مع من ومن ضد من ولكن الصورة الواضحة ان الجميع يلقى على الاخر بالحجارة وبأى شئ ياقبله واصبح الوضع كماشهد سينيمائى رائع معركة حقيقة تراها أمامك من رؤية مرتفعه , حاول العديد من الجيران ان يتدخل ولكن كان ينتهى الوضع بالفشل , الرؤية غير واضحة والظلام يملاء المكان لا تسمع غير أصوات مرتفعه والفاظ كل منهم يوجهها للاخر , ومن المحزن ان سيارات الجيران هى الضحية وسط هذة المشاجرة فكل حجر يوجه لاى فريق كان يصدم بأحد السيارات وذلك اتلف العديد من هذة السيارات ولا أنسى سيارة صديقى وجارى الجديدة التى لم يمر عليها يوم واحد معه والحصره فى عينه والخوف عليها , فسيارته الجديدة كادت ان تتدمر , وليس بيده أى شئ يفعله لينقذها من هؤلاء البلطجية , ثم بدأت الرؤية توضح عندما قام أحد الشباب بتعريف نفسه لنا بعد أن بدأت الجيران بألقاء الماء الساخن من أعلى المنازل , فصاح أحد الشباب قائلا : يا جماعة احنا شباب المنطقة والعيال دول حرامية وعايزين يسرقة البيوت , يامحمود يا اسلام احنا شباب المنطقة ...وبدأت الصورة النهائية تظهر لنا , وبدأنا التفرقة بين الفرقين بين البلطجية وشباب المنطقة ,, ومن المضحك روح الجماعة التى رايتها فى ذلك اليوم فالشباب كانه يقولون بصوت وأحد هجوووووووووووووم والبلطجية يقولة فى نفس الوقت هجوووووووووم ويهرب كل منهم من الاأخر فى مشهد كومدى فيعاود قائد الشباب تكرار الكلمة ثانيتا هجوووم ولكن التعب بداء يسيطر على الجميع فالمشاجرة استمرت أكثر من ساعة كاملة وتنتهى المشاجره عند هذا الحد عندما قرر البلطجية الهروب من المنطقة بأكملها بعد ان أيقنه انهم لم يفلته من ذلك المكان , ولكن ردد أحد البلطجة كلمة لم أنساها ( كل يوم من ده واحنا علمنا على المنطقة دى وهنرجعلكم تانى ) كأدت هذة الكلمات وصمه عار على الجميع , ومن هنا بداء التجهيز لعودتهم وتلقنهم درسا قاصيا ... وفى صباح هذا اليوم ذهب مع أحد اقاربى الى المستشفى بعد اصابته فالمظاهرات , ولاول مرة أشعر ان فى بلدى "مصر" فبعد ان سقط النظام والشرطة تشعر ان الوضع أمن الان والغريب انى رايت لأول مرة فى الدقى ما سمى فيما بعد لجان شعبية وجدت شباب ينظم المرور بشكل حضارى فى جميع الاشارات . والوضع بالنسبة لى كان غريب فوقفت بالسيارة بجانب أحد هؤلاء الشباب وسألته انت تبع مين . رد ساخرا : انا مش تبع حد .. قولتله انت واقف هنا لية . قالى انا بنظم المرور وبساعد أهل بلدى .. قمت بتحيته وأنطلقت الى المنزل وانا فى غاية السعادة .. وانا فى طريقى لمنزلى لم أتوقع انى سوف اقابل بلطجية ليله أمس وجها لوجه ثانيتا .!!!!!!!

يتبع ....مع تفاعل الاعضاء وكل منا حكى لنا قصته فالجان الشعبية