يتحدث رحمه الله عن نقطة معينة وهي خرافة تحويل المعادن الرخيصة الى الذهب التي انتشرت في العصور الوسطيبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأخت الفاضلة جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
بالنسبة للفقرة الأولى
في هذه الفقرة ذم الشيخ رحمه الله من يدعي علم النجوم أن كان يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور
فهذا شرك أكبر ؛ لأن من ادعى أن مع الله خالقاً فهو مشركٌ شركاً أكبر ، وقد جعل المخلوق المُسَخََََّر خالقاً مُسَخِراً
وأن يجعلها سبباً يدَّعي به علم الغيب فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا .
كأن يقول : هذا الإنسان ستكون حياته شقاء ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني ، وهذا حياته ستكون سعيدة ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني .
فهذا الشخص اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب وادعاء علم الغيب كفرٌ مُخرجٌ عن الملة لأن الله يقول :
{ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } ، وهذا من أقوى أنواع الحصر لأنه حصرٌ بالنفي والاستثناء ، فإذا ادعى علم الغيب فقد كذب القرآن
وأن يعتقدها سبباً لحدوث الخير والشر فهذا شرك أصغر ، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم . ( ولا ينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه )
والقاعدة أن من اعتقد شيئا سببا لشيء ، ولم يجعله الله كذلك فقد تعدى على الله لأن مسبب الأسباب هو الله وحده .
كمن يستشفي بربط خيط ما ، ويقول أنا أعتقد أن الشفاء بيد الله وهذا الخيط هو مجرد سبب فنقول له : نجوت من الشرك الأكبر ،
ووقعت في الشرك الأصغر لأن الله لم يجعل الخيط سببا ظاهرا للشفاء ، وأنت بفعلك هذا قد اعتديت على مقام الربوبية
بجعل شيء سببا لشيء والله لم يجعله كذلك . وهكذا من جعل النجوم سببا لنزول المطر وليست كذلك والدليل ما أخرجه البخاري ومسلم
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلِ
فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ
فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَب " فحكم على من نسب المطر إلى النجوم نسبة سبب .
وبين ان المباح منهاعلى قسمين :
1- أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية فهذا مطلوب ، وإذا كان يُعين على مصالح دينية واجبة كان تعلُمُهَا واجباً كأن يستدل بالنجوم على جهة القبلة .
2- أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية ، فهذا لا بأس به وهو نوعان :
الأول : أن يستدل بها على الجهات ، كمعرفة أن القطب يقع شمالاً ، والجدي – وهو قريب منه – يدور حوله شمالاً ... فهذا جائز ،
قال تعالى : { وعلامات وبالنجم هم يهتدون }
الثاني : أن يستدل بها على الفصول ، وهو ما يُعرف بتعلم منازل القمر فهذا كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون ،
والصحيح أنه جائز وليس فيه كراهه ؛ لأنه لا شرك فيه إلا إن تعلمها ليضيف إليها نزول المطر وحصول البرد ،
وأنها هي الجالبة لذلك فهذا نوعٌ من الشرك ، أما مجرد معرفة الوقت بها هل هو الربيع أو الخريف أو الشتاء فهذا لا بأس به .
أما قوله رحمه الله وقد تقع الإصابة في وقت. وعلى تقدير الإصابة لا فائدة فيه إلا التعجيل الغم.
فإن قال قائل: يمكن دفع ذلك فقد سلم أنه لا حقيقة له.
فقد وقع تقديم وتأخير في العبارة فإن أصلها لا فائدة في التعجيل إلا الغم.
يقصد رحمه الله أنه قد يقع ما يقول المنجم كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الملائكة تتحدث في العنان - والعنان الغمام - بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين
فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القاروة، فيزيدون معها مائة كذبة))
وأما قوله وعلى تقدير الإصابة لا فائدة فيه إلا التعجيل الغم.
أي لا فائدة في تعجيل معرفة ما قد يحدث له إلا إصابته بالغم إن كان سيحدث له مكروها
وبالنسبة للفقرة الثانية
جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا : بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرةتحويل المعادن الرخيصة
إلى معادن نفيسة وذلك لأن العلماء في الحضارات ماقبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضةوالنحاس
والحديد والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع منالحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة
(نسبةإلى نظرية العناصر الأربعة، النار والهواء والماء والتراب)، لذا يمكن تحويلهذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير.
ومن هذاالمنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة
أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر.
وقد تأثر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبو بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان
لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيقالمنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية.
فمحاولة معرفة مدى صحةنظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف على عدد كبيرجداً من المواد الكيماوية،
وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية،
لذا إلىعلماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات الكيميائيةالبسيطة مثل:
التقطير] والتسامي] والترشيح] والتبلور والملغمة والتكسيد.
وبهذه العمليات البسيطة استطاع جهابذة العلم في مجال علمالكيمياء اختراع آلات متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر الحديث إلى غزو الفضاء.
والله أعلى وأعلم
جزاكم الله خيرا , وأعتذر عن الإطالة
وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد