<><><><><><><><><><><><>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg
<><><><><><><><><><><><>
<<< مقتطفات قيمة من صيد الخاطر >>>
<><><><><><><><><><><><>
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.pngالخاطرة الخامسة والخمسون بعد المئة: فصل " بين النفس والناس !! "
<><><><><><><><><><><><>اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم
لا ريب أن القلب المؤمن بالإله سبحانه وبأوامره يحتاج إلى الانعكاف على ذكره وطاعته
وامتثال أوامره، وهذا يفتقر إلى جمع الهمة.
وكفى بما وضع في الطبع من المنازعة إلى الشهوات مشتتاً للهمة المجتمعة.
فينبغي للإنسان أن يجتهد في جمع همته لينفرد قلبه بذكر الله سبحانه وتعالى وإنفاذ أوامره والتهيؤ للقائه.
وذلك إنما يحصل بقطع القواطع، والامتناع عن الشواغل.
وما يمكن قطع القواطع جملة، فينبغي أن يقطع ما يمكن منها.
وما رأيت مشتتاً للهم مبدداً للقلب مثل شيئين: أحدهما: أن تطاع النفس في طلب كل شيء تشتهيه
وذلك لا يوقف على حد فيه، فيذهب الدين والدنيا ولا ينال كل المراد.
مثل أن تكون الهمة في المستحسنات أو في جمع المال أو في طلب الرياسة، وما يشبه هذه الأشياء.
فيا له من شتات لا جامع له، يذهب العمر ولا ينال بعض المراد منه.
والثاني: مخالطة الناس خصوصاً العوام والمشي في الأسواق،
فإن الطبع يتقاضى بالشهوات وينسى الرحيل عن الدنيا، ويحب الكسل عن الطاعة والبطالة والغفلة والراحة.
فيثقل على من ألف مخالطة الناس التشاغل بالعلم أو بالعبادة.
ولا يزال يخالطهم حتى تهون عليه الغيبة وتضيع الساعات في غير شيء.
فمن أراد اجتماع همته فعليه بالعزلة بحيث لا يسمع صوت أحد،
فحينئذ يخلو القلب بمعارفه، ولا تجد النفس رفيقاً مثل الهوى يذكرها ما تشتهي.
فإذا اضطر إلى المخالطة كان على وفاق كما تتهوى للضفدع لحظة ثم تعود إلى الماء،
فهذه طريق السلامة.
فتأمل فوائدها تطب لك.
<><><><><><><><><><><><>
<><><><><><><><><><><><>