كلامك ده كله بيؤكد كلامى و انا كنت عارف انك كنت هتقول كده
صدقنى انا عارف و متخيل انك مش قادر تنسى الوحشية اللى كان بيضربك بيها و اسوأ شئ ان الطفل فى السن ده بيبقى فى منتهى الضعف و مش فاهم ايه اللى عمله يستدعى المعاملة الوحشية دى. . . فدى ذكريات انت مش هتنساها بسهولة و انا مش طالب منك محاولة نسيانها لكن بطلب منك فقط انك تحاول تبعد عينيك عن التركيز عليها بأستمرار. . . عشان تسمح لغيرها من الافكار و المشاعر انه يحل محلها و ان شاء الله هتكون افكار و مشاعر ايجابية و شافية لك انت على المستوى النفسى
انا بس احب استبق شئ انت بتقوله و اقولك على نتيجته مقدما عشان تصرف نظر عنه. . . صدقنى انت مش هتستريح خالص حتى لو شوفت والدك و هو مذلول سواء فى صحته او فى حياته . . . الانتقام مش بيريح خالص بل على العكس تماما لان فى حالتك انت بالذات الموضوع معقد. . . عارف ايه اللى هيحصل لو شوفت والدك مذلول و كمان اسوأ من كده لو انت ساهمت فى ده. . . بعد عمر طويل و بعد ان يصبح هو فى رحاب المولى عز و جل. . . ستأكلك انت مشاعر الذنب التى ستعذبك و لن تستريح بسببها ابدا. . . تعقيد موضوعك و ان الانتقام لن يفيدك سببه ان هذا الانسان هو فى النهاية ابوك. . . و اى انسان داخله جوع و عطش لمعنى الاب الحقيقى من عطف و رجولة و حماية لاسرته. . . طيب انت لم تجد هذا من ابوك و كبرت و وعيت الحقيقة . . . فماذا فعلت. . . لو سعيت للانتقام فسيطاردك ما فعلته طول عمرك و يجعلك تشعر بالذنب بقية عمرك لانه سينشأ داخلك صراع بين البر الواجب عليك بأبوك مهما كانت طبيعته و بين ما فعلته انت فعلا من انتقام. . . انت دلوقت فى مرحلة الشباب فبتفكر ان القوة و المعاملة بالمثل هى الحل. . . لكن لما تكبر و تعجز و تبقى فى مثل سنه فلن تحس بغير الندم على انك لم تحاول ان تحتمله و تسامحه و تغفر له و تركت نفسك تنهزم امام مشاعر الكره و العنف و عاملته بمثل ما عاملك. . . و ساعتها ستندم يوم لن ينفع الندم لان الفرصة هتكون راحت خلاص و مش هتعرف تغير حاجة. . . الفرصة معاك دلوقت. . . ان اولا تحاول تتفهم طبيعته و تتعاطف معه كضحية و ليس كجانى و تكون انت العاقل فى البيت و تحاول موازنة الامور بينك و بينه من ناحية و بينه و بين بقية عائلتك من ناحية اخرى. . . و مع الوقت مشاعر الكره ناحيته هتدوب شيئا فشيئا و معها الذكريات السيئة و فى مقابلها هيزيد اتزانك النفسى و قدرتك انت على التعامل بحكمة مع الامور. . صدقنى انا بقولك كده من واقع موقف شوفته مع صديق كان ابوه من نفس نوعية والدك. . . و انتهى الامر بالصديق ده الى انه نهر والده على فراش موته و قاله ما تخلص بقى. . . و لما ابوه مات فعلا و صديقى ده كبر فى السن. . . صديقى ده مش فاكر حاجة من كل اللى حصل الا الكلمة اللى قالها لابوه و هو على فراش الموت. . . و حاسس بذنب فظيع و بتطارده افكار ان حد من ولاده هيقوله نفس الكلمة و هو على فراش الموت. . . فأنا بوفر عليك من دلوقت كل اللى هيحصل لو اخدت طريق الانتقام. . . و الاهم انى بوضحلك الطريق الصحيح و الوحيد للشفاء. . . شفاء نفسك و ليس احد اخر
انا مش حنتقم منه ولا عاوز اذله بايدى لان امى مربتنيش على كده وبعدين عقوق الوالدين وعقابه من ربنا . بس مش عاوز ابره . بس حستريح لما اشوفه بيعانى من المرض مثلا و ربنا بيعاقبه على اللى عمله مع انى عارف انه لما يتعب انا اللى حلف بيه على الدكاتره
المفضلات