الحكاية 66
هناك لحظات تمر على الانسان يشعر فيها بالعجز و قلة الحيلة و احزن جدا عندما أشعر بهذا الشعور كطبيبة مع مريض أو مريضة يأتينى و أستطيع ألا أُقدم له يد المساعدة نتيجة خطأ طبيب سابق عمل عليه مما يكون له مردود نفسى سئ على حالة المريض.
لن أنسى هذه الفتاة التى أتت الى العيادات منذ سنين و كانت فى العشرينات من عمرها و كانت تعانى من مرض حاد فى اللثة مما يؤدى الى اتلاف الأحبال اللثوية التى تربط الأسنان بالعظم و باللثة و بالأسنان المجاورة و لكنها لم تُهمل و أخذت تتردد على الأطباء و تذهب من طبيب الى طبيب و لكنهم لم يعلموا بالظبط ما حالتها و كانوا يعالجونها علاج خاطئ مما أدى فى النهاية الى خلعها الكثير من أسنانها و ماتبقى منها فى حالة لا يستطيع معها أى اصلاح و لكنها قد أتت الينا و قد كان ما كان و لم نستطع أن نفعل لها أى شئ الا محاولة يائسة بأى تفكير علمى بحت ستبؤ حتما الى الفشل و لكنها هذه الفتاة فقدت كل أسنانها و هى فتاة فى العشرينات من عمرها مما سيجعلها تقوم بعمل طقم أسنان و هى فى هذا السن و لكم أن تتصوروا المردود النفسى البالغ السوء على هذه الفتاة.
سبحانك ربى كان علاجها بسيط جدا مجرد مضاد حيوى و عمل تنظيف بعناية للجيوب اللثوية و متابعتها متابعة دورية و لكن الله أراد أن يكون هذا ابتلائها و لكنى أقف هاهنا اما هؤلاء الأطباء الذين أهملوا و لم يُحاولوا ان يسألوا عن العلاج الأمثل لأى حالة يعجزوا عن علاجها.
أقف هاهنا مُغتاظة من هذا الطبيب الذى لا يُحاول أن يُثقف نفسه دائما و يعلم الجديد فى العلاجات الطبية المختلفة لأنه مجال مُتجدد .
أقف هاهنا ثائرة أمام هذا الطبيب الذى ظن أنه أصبح عالما و نسى أن يعلم أن فوق كل ذى علم عليم و أن الانسان سيظل الى أن ينفذ أنفاسه الأخيرة يتعلم.
كثيرة هى هذه اللحظات التى شعرت فيها بالعجز و قلة الحيلة مع مرضى ياتوننى مُتأخرا جدا و للأسف يكون سبب ما وصوا اليه هو خطأ من طبيب.
الى كل طبيب و طبيبة
لاتستحى أن تقول ( لا أعلم) و اذهب الى من يعلم كى يُطلعك على العلاج الأمثل لأى حالة لأنك لا تتعامل مع جماد بل تتعامل مع انسان له مشاعر و أحاسيس.