المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zozoderaz
اكمالا للموضوع السابق , بعد وصول الحاله لوضع مأسوي لا زلت اذكره و لن انساه ما حييت
وهو فقدان الأسره عنصر الأمان و اصبح غدا شئ
مجهول و مخيف و لولا حكمه والدتي ( حفظها الله و اكرمها ) و انها من النوع الكتوم الصبور التي لا تشكي لأحد و لم تحاول اطلاقا اعلام اي احد من اقرباؤنا او اخوانها , و لم تحاول مطلقا تجريح والدي او لومه علي ما حدث , و فضلت المواجهه فرديا بقوه تحسد عليها . المهم المشكله تنحصر في الاحتياج الملح لعنصر الماده الذي اصبح توافره شئ صعب , فمجرد ان تستيقظ في يوم من الأيام و تجد رصيدك في البنك صفر فهذا شيء مفزع ربنا ما يجعل احد يمر بهذا الوضع , بل مطالب بسداد ديون متراكمه عليك و مطالب بتلبيه احتياجاتك التي تزداد يوما بعد يوم وفقا لوضعك الاجتماعي فلو حدثت الصدفه و تجمع لديك مبلغ جيد من المال و تصبح هناك بارقه امل فسرعان ما يتبدد و يضيع المال في بحر الديون , المهم مرت فتره الثانوي بتفاصيلها المريره و التي اوجزتها كما سبق . بعد ذلك اهلني مجموعي رغم الظروف لدخول الهندسه و هو ما اريده , و لكن الواقع يأبي فكان هدفي هندسه سيارات عشقي الأول و جميع من في الأسره ممهد لهذا و لكن الجامعه ذات المستوي العلمي المطلوب تتطلب مصاريف كثيره و تتطلب اقامه فالحل هو التنازل عن هذا و دخول
كليه هندسه قريبه و لكن تخصص مختلف , و انهارت احلامي و تم الحكم عليها بالاعدام في مهدها , يعني اذاكر و اجيب مجموع يدخلني اعلي هندسه في الجمهوريه مع ذلك لا ترضي المقادير , المهم دخلت الكليه و كابدت بها المشاق العديده رغم انها من الكليات المحترمه الا ان غضبي و نقمي علي الظروف بدأ يزداد و شعرت بوجود خديعه كبري و أن ما يحدث لي ليس لي دخل فيه , و انني ظلمت بلا وجه حق
. علي الصعيد الآخر بدأت و طأه الديون تخف حدتها قليلا و وجد والدي عمل عند احد اصدقاؤه القدامي من رجال الأعمال و ذلك بالمصادفه البحته و ذلك نظرا لتعرض حساباتهم للتلاعب فأسندوا له هذه المسؤوليه و اصبح من المسؤولين في الشركه . فظهر في الأفق بوادر انفراجه طفيفه و اصبح موج الحياه هادئا الي حد ما بعد ان كانت الأعاصير تطيح بنا من كل جانب و عاد الأمل و بوادر الأمن يلوح في الأفق
و استمر الحال علي هذا الوضع المتقشف حتي هل علينا عام 2001 و تحديدا في شهر اغسطس و قبل الدخول في هذه المرحله اوضح ان حاله والدي النفسيه كانت سيئه لشعوره بالذنب من ناحيه و ايضا لشعوره بالفشل و يري في اصحابه القدامي نماذج ناجحه ( والدي لا يحقد اطلاقا) و هو اصبح كالقشه التي تتقاسمها امواج الحياه . نرجع لعام 2001 كما ذكرت , بدت علي والدي مظاهر التعب و الارهاق بأقل مجهود و اصبح وجهه يميل للصفره , فالمهم ذهب للطبيب و تحاليل و مناظير عند اشهر الأطباء بالقاهره في تخصص الكبد و جاءت الصدمه ( سرطان في المراره ) . و لنترك لخيالكم العنان لتصور الوضع و كيف ستتم مواجهه هذه الكارثه ؟!!!! و قتها كنت في منتصف العام التالت في الكليه يعني فاضل عام ونصف علي التخرج .عند هذا الوضع اسقط في يد والدتي و هنا اضطرت والدتي للجوء لأخوانها للوقوف معها في هذه المحنه , و الذين صعقوا و لأول مره لمعرفه وضعنا المالي و تعرضت والدتي لنقد عنيف و لوم علي صمتها طوال هذه الفتره , مرت الأيام و حاله والدي تتدهور بعد اكتشافه للمرض تحديدا في اواخر سبتمبر , اخذنا ميعاد لاجراء الجراحه بالترتيب مع جراح كبير في 12 من اكتوبر , و في يوم العمليه المنتظر يتعرض والدي لنزيف حاد بعد عمل منظار للاستعداد نظرا لتغير آليات التجلط في الدم لفشلها في الكبد , و تم السيطره علي النزيف و اصبحنا نعالج نتائج النزيف و بعدنا تماما عن الهدف الأصلي من الجراحه , علي هذا الوضع و بعد 10 ايام فجر الاثنين يسلم والدي الروح لبارئها رحمه الله و جعل مثواه الجنه , و بعد تكاتف عائله والدتي و تحملهم لتكاليف العلاج التي تعدت و قتها 25 الف ,و الله العظيم اليوم كان بيعدي 1000 جنيه ,
ووضع القدر كلمته الأخيره بوفاه والدي و لنترك العنان ايضا لحضراتكم لتخيل الوضع ما بعد ذلك , هناك ديون لم تسدد , هناك ديون جديده اضيفت , من اين كل ذلك ؟ فقدنا والدي و فقدنا دخل الأسره و رجعت الأمور اسؤا بمراحل عن ذي قبل . طبعا حالتي النفسيه ازدادت سوءا و ازداد غضبي و سخطي علي الحياه و اصبحت الأسئله و الشكوك تضغط علي رأسي بشكل لم يسبق له مثيل فكيف ستستمر هذه الأسره و قد اصبحت مسؤولا عنها ؟ هل اترك الدراسه ؟ و هل هذا يجوز ؟ هل هل هل هل؟؟؟؟ ماذا تخبئ لنا الأيام ثانيه ؟ و هل هناك المزيد بعد تعرضنا لجميع انواع الابتلاء ( نقص اموال و انفس و ختمت بالموت) . بدأت والدتي في وضع حلول عمليه للنهوض من هذه الكبوه , فأخذت قرار بالعوده للعمل ثانيه بعد ان استقالت منه , و بدأت بمساعده عائلتها ( علي فكره عائله والدتي جميعهم يشغلون مناصب مرموقه و اساسا عائله ميسوره , و علي الرغم من تلك المحنه الطاحنه رفضت والدتي تماما اي مساعدات من اهلها و لا من اصدقاء والدي القدامي و فضلت بيع آخر ما تملك من ميراث بالاضافه لعملها , بل كانت تملك ارضا صالحه للمباني و عرضتها للبيع مرارا و لكن دون جدوي لم تجد مشتري رغم انها تبيعها ارخص من ثمنها الحقيقي ) . و تدور الأيام واتخرج من الكليه في 2003 و بداخلي الغضب القديم و انه يجب البحث عن حقوقنا ممن نهبوها و نصبوا الشراك لوالدي و تطور الأمر الي جعل هذا الأمر في قائمه الأولويات بدلا من البحث عن العمل فالشعور بالظلم و العجز يزداد , فبدأت ابحث بجديه عن هذا الشخص المحتال و لجأت لخالي الذي تصورت انه سوف يساعدني بمركزه الا انه صدمني بجمله ( يا ابني اللي زي ده ما بيبقاش معاه مليم و بيبقي عايش علي .. الناس و بيمص دمهم و بيلبس ده طاقيه ده و استعوض ربنا و البركه فيك و بلاش تعمل شوشره بدون داعي علي نفسك و انت عندك كمان اخوات بنات ووو) و قفلها في وشي . الا انني لم استسلم و تحريت عنه بنفسي و علمت مكانه و ذهبت اليه و لم اجده و بدأ اليأس و الشعور بالغضب و التصادم مع الواقع الجامد الأليم يزحف مره اخري و يزداد الضغط علي اعصابي من ناحيه انه يجب البحث عن عمل و كفايه لعب . المهم نسيت موضوع الراجل ده او تناسيته بمعني اصح عشان اعرف اعيش , و بدأت استعد للعمل و اصطدمت مره اخري بقله الامكانات الماديه و انني لن اتمكن من الحصول علي فرص تدريب حتي لو كانت مجانيه لانها تحتاج للدعم المادي ايضا و من اين ؟؟ , المهم و فقني الله و بمساعده احد اقربائنا علي الحصول علي عمل مستقر في احد الشركات الكبري في مجال تخصصي و هذا بعد ان توجهت الي الله بقلب خالص في شهر رمضان و دعوته باخلاص شديد ليوفقني في الحصول علي عمل و لم يمر العام حتي تم استلامي للعمل . و من عند هذه النقطه بدأت الشعور بلمسه حانيه لم استشعرها من قبل و انني لست وحيدا في هذا الكون , و بدأ شعوري بالغضب و السخط يقل نوعا ما و لم يتلاشي فما زلت مصرا علي مطاردتي لهذا الرجل . تأملوا يا اخواني ما سوف اسرده علي حضراتكم لاحقا :
بدأ الوضع المادي يتحسن بعد حصولي علي العمل و بدأ الأمل يأتي من جديد و الحمد لله .
الأرض المباني التي تخص والدتي و التي تدخلت الأقدار و منعت والدتي من بيعها في الأزمه الاولي لسداد الديون رغم عرضها للبيع , و ايضا تدخلت اللأقدار مره ثانيه و منعت بيعها بعد وفاه والدي رغم عرضها للبيع ايضا , و تدخلت الأقدار مره ثالثه و جعلتها من الأراضي داخل الكردون و لها ترخيص بناء و ارتفع ثمنها و اصبح يقارب المليون جنيه بمجرد دخولها الكردون .
المفاجأه . و هي انه في احد الأيام و جدنا طارقا للباب و هذا منذ حوالي 6 شهور . تخيلوا من وجدنا ؟ وجدنا الرجل المحتال الذي ضيع مالنا و هرب يأتي و لا يعلم ان والدي توفي و كان متصورا انه علي عهده القديم بل كان قادما و لا يعلم ان الحكم الصادر لصالح والدي بحبسه هو الحكم الوحيد الذي لم يسقط بالتقادم و تلك امور قانونيه ليس محلها هنا , بل كان قادما و يالا من جبروته علي انه صاحب حق و كان متصورا ان المستندات قد فقدناها و بالتالي من حقه ان يطالب بتعويض . الا ان حساباته قد انهارت و اتضح اننا نملك اصول المستندات . و بالتالي جاء لقدره علي حد التعبير و تم الحكم عليه و حبسه و كان يبكي كالأطفال و يطلب العفو و السماح .
من هنا شعرت بارتياح شديد جدا لما حدث برغم من ان الحصول علي مستحقاتنا يعد دربا من الخيال .
بعد ما ذكرته و قصصته علي حضراتكم من جزاء السماء علي صبرنا علي تلك المحنه العصيبه , بقي استخلاص الجانب المضئء للمصائب و هذا بالنسبه لي .
اولا : تعاملي مع محنه معقده بهذا الشكل جعلتني صلبا لا اهاب المواقف و علي طريقه فاضل ايه تاني اللي هيحصل , و جعاتني اتعامل مع متغيرات و احكم علي الأمور بنظره اكثر عمقا , باختصار اضافت لشخصيتي نضجا كبيرا .
تعرضي لمحنه نقص المال اوضحت لي انني لست عبدا للمال فنحن نحتاجه لنعيش و لكن ان اتي بطريقه مذله او غير شرعيه فيذهب و لا نريده
علمتني ايضا هذه المحنه و تعاملي مع هذا الشخص المحتال منذ نعومه اظافري . جعلني هذا اختزن سلوكياته دون ان اشعر و مع مرور الزمن اصبحت لدي مناعه للتعامل مع تلك النوعيه من البشر بل جعلتني امتلك القدره علي سبر اغوار انفس هذه الفئه الضاله بل و التنبؤ بافعالهم . و فادني هذا كثيرا جدا في عملي نظرا لانني اتعامل كجهه حكوميه مع شركات مقاولات ذات نفوذ و اتعامل مع اصناف عديده علي شاكله هذا الرجل سواء من اباطره و محترفي الفساد المنظم داخل مؤسستنا الحكوميه و الذين يتحالفوا مع الشركات المنفذه و عندهم الاستعداد للتضحيه بمسؤوليات و ظيفتهم مقابل المنفعه الخاصه . طبعا ومن خلال خبرتي اكيل لهم الصفعات تلو الأخري رغم حداثتي بالمجال و كانوا متصوريين انني لسه تلميذ علي حد وصفهم لانني لا اثق فيهم نظرا لسابق خبرتي بهذا النوع من البشر .
نهايه اعتذر عن الاطاله . و انني حقا آمنت ان هناك اله يسير الأمور كما يريد و رضيت به و بقدره . و ان المصائب لها جوانب عديده ايجابيه يجب اخلاصها و الاستفاده منها . سبحان الله