[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [/mark]


[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#fcfc32]<<< [/mark][mark=#fcfc32]تـأمـلات ....... الـنـعـيـم لا يـدرك بالـنـعـيـم !! >>>[/mark]

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

قال الإمام ابن القيم رحمه الله

في كتابه [ مفتاح دار السعادة ]

" المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة

ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب

وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم

وإن من آثر الراحة فاتته الراحة

وإن بحسب ركوب الأهوال وإحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة

فلا فرحة لمن لا هم له

ولا لذة لمن لا صبر له

ولا نعيم لمن لا شقاء له

ولا راحة لمن لا تعب له

بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا

وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد

وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة

والله المستعان ولا قوة إلا بالله

وقال....(لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا)

ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:

( الأول ) النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخسّتها,

وألم المزاحمة عليها والحرص عليها,

وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد,


وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف,

فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها

وهم في حال الظفر بها,

وغم وحزن بعد فواتها.


فهذا أحد النظرين.

(النظر الثاني) في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد, ودوامها وبقائها,

وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ها هنا


فهي كما قال سبحانه:{ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }

فهي خيرات كاملة دائمة, وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.

فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره,

وزهد فيما يقتضي الزهد فيه.


فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل

واللذة الغائبة المنتظرة, إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل

وقويت رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل


وإما لعدم رغبته في الأفضل.

وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة.

فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها إما أن يصدّق بأن ما هناك

أشرف وأفضل وأبقى,

وإما أن لا يصدّق, فإن لم يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا,

وإن صدّق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه.


وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه.

فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد الإيمان, وإما من فساد العقل.

وما أكثر ما يكون منهما.

ولهذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه

وصرفوا عنها قلوبهم, وأطرحوها ولم يألفوها,

وهجروها ولم يميلوا إليها, وعدّوها سجنا لا جنّة.


فزهدوا فيها حقيقة الزهد,

ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوصلوا منها إلى كل مرغوب.


فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردّها, وفاضت على أصحابه فآثروا بها

ولم يبيعوا حظهم من الآخرة بها, وعلموا أنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر,

وأنها دار عبور لا دار سرور, وأنها سحابة صيف تنقشع عن قليل,

وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل.


قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" مالي وللدنيا, إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها"


وقال:" ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع".

وقال خالقها سبحانه:

{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ

وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا

أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ

كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
*

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

فأخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها, وأخبر عن دار السلام ودعا إليها.

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم [/mark]

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]