الموضوع: اليوم .. انتهاء استيراد السيارات بمنطقة بورسعيد الحرة

بس بجد اللي مستغربله موقف التجار وهما فيهم ناس هيتوقف حالها هيفضلو ساكتين ولا بكره هنشوف تجمعات عند المحافظه

طبعا وجهة نظر حضرتك ولازم نحترمها لكن أحب أوضحلك وجهة نظر الشعب اللي عايش داخل البلد..اللي هو معني بالموضوع من أوله لأخره.. نرجع بالزمن شوية و نشوف إيه السبب من إنشاء المنطقة الحرة ببورسعيد على أيام ارئيس السادات ...طبعا الكل يعلم ان القرار تم إتخاذه ل 3 أسباب رئيسية:
1- بداية عصر الإنفتاح على الرأسمالية
2- موقع بورسعيد الجغرافي المتميز
3- نوع من أنواع التعويض لالآف الشهداء الذين ماتوا دفعا عن أرض الوطن ضد الصهاينة و عشرات الألآف الذين دمرت بيوتهم و شردت أسرهم في الحروب "يعني زي إعادة إعمار" علشان كده كان في إرتفاع نسبي في مستوى المعيشة زي ماحضرتك قولت
وتدرجيا أصبح نظام إستيراد السلع الإستهلاكية هو السمة الأساسية للنشاط التجاري في بورسعيد وأصبحت بورسعيد زي "Shopping Mall" لكل الناس من مختلف المحافظات وهنا أحب أوضح نقطة هامة بخصوص الجمارك حيث أن كل ما كان يتم شراءة بكميات صغيرة للإستخدام الشخصي كان لا يتم دفع رسوم جمركية علية و زي ما حضرتك تفضلت و قلت طبعا كان فيه نسبة بضائه مهربة وهذا كان بداية ظهور شريحة جديدة من المجتمع الدخيل على بورسعيد "المهربين" ...بس الحقيقة ده مش ذنب البورسعيدية ولا من مصلحتهم أصلا إنه يحصل..
المهم إننا نلاحظ و نفهم إن المجتمع داخل بورسعيد تم إعادة إعماره و ولادته من جديد في ظل وجود قوانين الإنفتاح و المنطقة الحرة و من شب على شئ شاب عليه ..وعندما قامت الدولة من 18 سنة بالتحول الإقتصادي لم تكن بورسعيد على أجندة الأعمال للدولة على إعتبار هامشية العائد على الدخل القومي و إن قناة السويس شغالة الله ينور...كل ده وإحنا مش واخدين "خوانة" لحد ما حصل عند زيارة مبارك و الكلام الفارغ اللي قالوه من محاولة إغتيال و غيره و قالك يلا بينا نلغي المنطقة الحرة علشان نعلمهم الأدب و الحقيقة إنهم كان عايزين أي حجة وخلاص علشان يوقفوا الإستيراد بالعملة الصعبة..لو تفتكروا أياميها كان في مشكلة تعويم الجنية و عدم وجود عملة صعبة في البلد إلخ...و فعلا تم تقليص البطاقات الإستيرادية و حصصها تدريجيا و فقا لقرارات الحكومة ...لكن نرجع نقول إن في مجتمع بأكملة يعيش على نظام المنطقة الحرة و السلع الإستيرادية و لم يكن من الحكمة الشروع في إلغاء المنطقة الحرة دون وجود البديل لهذا الشعب أو المجتمع ...وفعلا زي ما الإخوة تفضلوا وقالوا بدأت تظهر في بورسعيد جرائم سرقات مستحدثة على الشارع البورسعيدي مثل السرقة بالإكراه و تحت تهديد السلاح....
سيدي الفاضل بورسعيد ليست دولة داخل دولة ...بورسعيد وشعبها ضحية أخرى لسوء تخطيط الإدارة "الحكومة" ...إحنا عمرنا ما كنا بنشوف نفسنا أعلى من بقية المحافظات و لا كنا بنتصرف على هذا الأساس ...أعتقد إن اللي بيحس بالشعور ده بيكون عنده عقدة نقص إحنا مش مسؤلين عنها.....
ممكن تكون المهلة الأخيرة "ال 3 سنوات" هي أخر فرصة للشعب المسكين علشان يحاول يوفق اوضاعة و يعتاد على النظام الجديد...أنا بس مستني أشوف كل الرجالة اللي عملوا يفط شكر للريس بعد قرار الثلاث سنوات حيعملوا إيه في 2012

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mo7a_mo7a

السادة الاعضاء الكرام
تحياتي

واسف علي التاخر في الرد
توضيحا لوجه نظري اعرض الاتي
بورسعيد عاشت في ظل المنطقة الحرة كبلد يعتمد علي التجارة الوسيطة فقط
يعني ببساطة الشراء من المستوردين او الاستيراد ثم اعادة البيع للتجار والمشترين داخل مصر.
وفي قوانين الاقتصاد وقواعده الدوليه هذا النوع من التجارة يشبه السمسرة وليست له اية قيمة مضافة.
علي عكس دبي التي تقوم باضافة قيمة لكل سلعة علي ارضها ولو حتي بتحسن كفائة التوزيع حيث تنقل البضائع مبليارات الاطنان من الصين مثلالدبي ثم يعاد توزيعها علي كافة انحاء العالم
وهنا احب ان ااكد عل اهمية مصطلح القيمة المضافة
اما بورسعيد فكانة نقطة نهاية للبضاعة ولا يوجد بها اي نوع اخر من التجارة الا ما ندر.

ثانيا بورسعيد في ظل قوانين المنطقة الحرة كانت دولة داخل الدولة (واقصد هنا الوضع المالي الاقتصادي) فسكانها يعيشون في مستوي معيشي اعلي نسبيا من سائر مدن الجمهورية نظرا لزيادة القوة الشرائية للجنيه المصري داخل بورسعيد عن خارجها بسبب انخفاض الاسعار.

منذ ما يقرب 18 عاما بدات مصر في التحول من قوانين الاشتراكية المحاطة بما سمي في الماضي بالانفتاح الي قوانين التجارة الحرة السليمة وبدات مصر في توقيع اتفاقيات التجارة الحرة بينها وبين دول المنطقة ثم اسيا ومؤخرا اوروبا ولم تستفيد بورسعيد من ذلك الا بزيادة حجم التجارة الوسيطة بها ولم تتحول كما كان مفترض الي التصنيع او مرحلة القيمة المضافة.
لذا كان من الواجب الغاء المنطقة الحرة وقتها او علي الاقل تعديل قوانينها تدريجيا لتقتصر علي الوحدات الصناعية او عمليات التصدير او الاستيراد للسلع غير تامة التصنيع وخلافه
الا ان هذا لم يحدث ولذلك ذكرت ان الموضوع تاخر 15 سنة

مدينة بورسعيد عن انشاء المنطقة الحرة بها كان الغرض التسهيل علي المستثمرين لخلق فرص عمل وجزب الاستثمارات وهو مالم يحدث الا مؤخرا وعلي نطاق محدود كاصناعات المغذية للسيارات واخري في مجال البترول والغاز والانابيب
وهي مصانع في مجملها لم ينعكس مردودها الايجابي المباشر علي بورسعيد تلك المدينة التي اصبح جل اهلها لا يجيد الا حرفة واحدة

الفرق في القوة الشرائية للعملة المحلية اصبح الان خطر داهم علي بورسعيد فلا يوجد مدينة في مصر يمكنك ان تستقل بها تاكسي مكيف بجنيه لمسافة كبيرة غير بورسعيد ونستثني هنا دمنهور لصغر مساحتها النسبي.

بورسعيد وبكل تاكيد اضاعت علي البلاد عشرات المليارات حصيلة الجمارك نتيجة تهريب السلع منها
فبورسعيد مدينة كبيرة تنبض بالحياة وليست ميناء صغير يمكن السيطرة عليه.
وعمليات التهريب تلك التي شملت كافة انواع واصناف السلع اضرت بشكل بالغ التجارة الداخلية في مصر والتصنيع المحلي ذو الطاقة الانتاجية الصغيرة والمتوسطة لعدم قدرته علي مجاراه فرق السعر. وان لم تكن بورسعيد السبب الوحيد في ذلك لكنها احد تلك الاسباب.

الان لا يمكن لاجهزة الدولة ضخ استثمارات في مدينة لا تدفع جمارك ولا ضرائب لانشطتها الصناعية. فالدولة تاجر لماذا تنفق المليارات ولا ينالها نفس العائد. فالافضل هنا ضخها في الاسكندرية او الصعيد لتستفيد الدولة من عوائدها.

قرار الغاء المنطقة الحرة لم يكن مفاجاة والكل كان ينتظره وكما يعلم الجميع انه سبق وصدر ولكن تم الغائه ومد العمل للمرة الثانية.

حان الوقت لبورسعيد ان تتحول لمدينة مصرية كسائر مدن المحروسة
يركب مواطنوها سيارات بنفس المواصفات وليست اوروبية بنفس الاسعار وليست بدون جمارك يلبسون ملابس بنفس الاسعار وليست ببلاش
حان الوقت ليبدا سكانها في العمل وترك التجارة الوسيطة
بورسعيد مدينة لها مقومات كبري ان الاوان ان تستغل
لنرفع هذا السياج الحديدي وتفتح الحدود بين مصر وجمهورية بورسعيد الحرة المستقلة