عربية حديد ...عربية ورق ...ما هو الأمان ؟؟
مفهمو الأمان تطور بشكل كبير في العشرين سنة الماضية
و للأسف ما زال هذا المفهمو غامضا للكثير في مصر (تحت ضغط الظروف الاقتصادية)
بعدما كانت تقاس قوة السيارة بقوة جسمها الخارجي اصبح الوضع مختلفا
و سأعرض الوضع القديم و الوضع الجديد
قديما :
كانت السيارات تدرع بالصاج السميك في اجزائها الخارجة كالأبواب و الرفارف و غطاء المحرك و مستقبلات الصدمات (الإكصدامات)
و كانت هذه الأجزاء تساوي في بعض الأحيان أو تقارب قوة القاعدة الداخلية للسيارة
و عند التصادمات القوية كانت هذه السيارات تقابل مصيرين
إما ان تتشوه تماما و تنقل قوة التصادم من جزء لأخر و بذلك تحصل على تأثير فس معدن السقف مثلا من تصادم أمامي وهو ما يجعل التصادم مؤثرا بشكل واسع في أجزاء بعيدة عن الصدمة الأساسية
أو ..أن تحتفظ السيارة بشكلها الهيكلي مما يعني عدم تأثر معدنها بالقوة الناتجة عن التصادم
وهذا ما يفرح البعض لن السيارة احتفظت بشكلها الخارجي نسبيا و تحتاج لبعض الاصلاحات لتعود للطريق
و تنطلق الألسنة بجملة "عربية حديد"
ولكن ان لم تنتهى الطاقة الى كسر او تهشيم جزء ما ...فأين ستنتقل ؟؟؟ علما بأنها لا تفنى بالطبع
انها تنتقل لطاقة شديدة تنتقل في ساسلة من المعادن الصلبة حتى تصل لنسيج ضعيف فتهشمه و تسحقه اما بكونها طاقة حركية تدفع جسم السائق للأمام أو تهشم الفواصل الضعيفة الحاملة للمحرك (الصلب) قاذفة به في أحضان الركاب ليعطيهم حضن الموت الأخير .
اما حديثا :
فتم التركيز على جزئين :
1 – اعطاء الطاقة ما يكفي من النسيج الضعيف لتلتهمه و تنقضي في سحقه مثل المواتير الألومنيوم و نقاط التهشم الأمامية و الصاج او الفيبر الضعيف في قشرة السيارة الخارجية
وهذا ما يجده الكثيرين ممكن يجهلون نظرية استهلاك الطاقة عيبا خطيرا اذ تتحول واجهة السيارة الى خردة بمعنى الكلمة و لا يصلح منها شئ لأنها تهشمت تماما بما فيها المحرك أحيانا
و هذا ما يعني ان السيارة لا تصلح للعودة للطريق و مصيرها هو للإعادة التصنيع و تعوض عنها شركات التأمين (لصاحبها الحي) بمصطلح total loss
و تظهر الكلمة الشائعة …"عربية ورق"
2 – حماية الراكب من المتبقى من الطاقة بعد استهلاك جزء كبير منها في سحق واجهة المركبة
وهذه الحماية إما بتثبيت الركاب للتغلب على القصور الذاتي اللذي سقذفهم للأمام بالأحزمة ثلاثية التثبيت أو التزويد يالشد الاستباقي الذي يشد الحزام على الراكب قبل وقوع التصادم بأجزاء من الثانية .
- التزويد بالوسائد الهوائية الأمامية و الجانبية لحماية الأعضاء المتمفصلة مثل الرأس و الأفخاذ و التي لا تستطيع الأحزمة تثبيتها . بالإضافة الى حمايتهم من رذاذ الزجاج المتهشم .
-التدريع الحرج وهو تصليب مكونات المقصورة بالفولاذ لحمايتها و سكانها من التحطم لتقاوم ما يتبقى من الطاقة و ذلك يرى في الواح و قضبان من الصلب منها ما يدفن في الأبواب أو القوائم الحاملة للسقف مثلا .
هذا بخلاف عوامل الأمان الإيجابية التي تعمل على منع وقوع الحادث بالأساس مثل انظمة الثبات الاليكترونية و الفرملة المانعة للانغلاق و توزيع الوزن المثالي و غيرها مما يتقدم كل يوم بشكل مثير
من هنا نجد ان الموضوع يتلخص في جملة واحدة
انت …ولا الحديد
انت ....ولا الورق