على فكرة اول مرة قرأت هذة النكتة منذ عشرة سنوات تقريبا قرأتها بالإنجليزية من مصدر بريطانى وكانت بالعكس، بمعنى ان كانت الادوار معكوسة بين الهنود والباكستانيين وسبب انتشارها بالشكل الآخر فى اوروبا هو بالتأكيد الكثرة العددية للهنود فى اوروبا عن الباكستانيين

لكن النكتة عندما وصلت لنا هنا مرت طبعا فى البداية بمرشح خليجى قلب الأدوار بين الهنود والباكستانيين وذلك طبعا للوازع الايديولوجى الذى يخلق رابطة مشتركة مع الباكستانى ليست موجودة مع الهندى تتمثل فى الدين

كما سمعت تنوعات مصرية على نقس النكتة مثل الصعايدة والمنايفة ، والمصريين والسودانيين ، و تنويعات بشرية مصريه اخرى لا داعى لذكرها هنا، كما سمعتها وقد قام بدور البطولة فيها فلسطينيون واسرائيليون، وسمعتها نسختها الخليجة التى قام ببطولتها السنة والشيعة

لكنها فى النهاية نكتة عنصرية تستخدم ضمن أدوات الحرب النفسية بين الفئات البشرية التى يرى كل منها نفسه افضل من الآخر ، لا جدال انها نكتة خفيفة الظل لكن مخترعها بالتأكيد لم يكن حسن النية

يبقى ان اضيف ان محاولة تصنيف الباكستانيين على انهم شعب مختلف عن الهنود هى محاولة بعيدة عن الواقع حيث ان الباكستانيون هم ببساطة هنود، بالأصل والتاريخ والحضارة وكل شئ، حيث ان كل دارس للتاريخ يعرف ان باكستان هى قطعة من النسيج الهندى قلبا وقالبا استطاع الرجل المثير للجدل محمد على جناح الانفصال بها عن الهند بمؤامرة بريطانية عام 1945 اثناء توقيع اتفاقية استقلال الهند عن بريطانيا بفضل مجهودات غاندى، ومنذ ذلك الحين بدأت الحرب الحضارية بين الهند وباكستان والتى لا تختلف كثيرا عن الصراع الذى دام طويلا بين شطرى كوريا وشطرى المانيا ، بالمناسبة-وحتى لا يقول لى احد ان الفرق الرئيسى بين الهند وباكستان ان دول مسلمين ودول هندوس- فيجب ان نعلم ان الهند الحاليه ، هند ما بعد التقسيم فيها 120 مليون مسلم، يعنى اكثر من تعداد مصر بكتير، واكتر من تعداد باكستان نفسها، والإسلام هو الديانة رقم 2 فى الهند ورئيس الجمهورية الحالى فى الهند مسلم-برغم كون المنصب شرفى لكن كون الرئيس مسلم يحمل دلالة واضحة، وبالتالى فالصراح الهندى الباكستانى هو صراع حضارى طارئ حتى لو تمت محاولة الباسه ثوب الخلاف الدينى