كفالة اليتيم أولي من تكرار العمرة
,, يسأل أحمد علي من البحيرة:
تمنيت أن أذهب إلي بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج لكنني لم استطع لعدم القدرة المالية. لكني - بحمد الله - وفرت مبلغ العمرة مرتين ذهبت فيهما إلي الحرم معتمراً ووفرت في هذه الأيام مبلغاً آخر فهل يجوز لي أن أعتمر للمرة الثالثة لأنني لا استطيع توفير مبالغ الحج وتكاليفه افيدونا.
,,,, يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبو العباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر:
أجمع العلماء علي أن من بين شروط وجوب الحج "الاستطاعة" لقوله تعالي: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" والاستطاعة هي القدرة البدنية والمالية والأمنية علي الوصول إلي مكة لأداء المناسك. فإن لم تتوفر الاستطاعة سقط الحج عن غير المستطيع ومعلوم منه سؤال السائل أن القدرة المالية غير متوفرة. وأن الذي توفر له هو القدرة علي أداء العمرة. وهو يريد تكرارها. وقد ذهب جمهور العلماء إلي أنه يجوز تكرار العمرة استدلالاً بهدي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم حيث اعتمر أربع مرات هي 1- عمرة الحديبية. 2- وعمرة القضاء. 3- وعمرة من الجعرانة. 4- وعمرة في حجة الوداع. ولقوله صلي الله عليه وسلم: "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما" رواه أحمد. كما يجوز تكرارها في السنة الواحدة فقد اعتمرت عائشة رضي الله عنها ثلاث مرات في سنة. واعتمر عبدالله بن عمر أعواماً في زمن ابن الزبير مرتين كل عام. ومعلوم أنه يجوز أداء العمرة في جميع أيام السنة وفي أيام الحج وأشهره ما عدا يوم عرفة ويوم النحر. وأيام التشريق. فالمتمتع بالحج يؤدي العمرة في أيام الحج والفرد يؤديها بعد أيام التشريق إن رغب فيها.
لكننا نهمس في أذن الأخ السائل وغيره ممن يحرصون علي أداء وتكرار العمرة والحج من إخواننا المسلمين قائلين لهم إن كان الله قد يسر لكم تكرار الحج أو العمرة عدة مرات فعليكم أن تهتموا بفقه الأولويات ذلك أن إطعام الجائع وكسوة العاري وكفالة اليتامي وإعانة الأرامل يعدل عند الله من الثواب ما لا حصر له إن حسنت النية. وابتغي الفاعل لهذه الأمور وجه الله وثواب الآخرة لأننا نجد في مجتمعنا من يقوم بتكرار الحج أو العمرة وقد يكون في أهله وقرابته من لا يجد ما يسد به جوعته ولا ما يعينه علي متطلبات الحياة القاسية فرعاية أمثال هؤلاء من أقرب القربات التي يغفل عنها كثير من أهل البر سائلين الله أن يفقهنا في ديننا والله ولي التوفيق.
منقول مع قناعتي لمحتواه
المفضلات